واع / تصاعد مقلق: ازدياد حالات الانتحار في العراق وخصوصا في نينوى!! !/

واع / تحقيق/ مقدام خزعل
الانتحار حالة خطرة جدا انتشرت في الآونة الاخيرة في العراق وخصوصا المدن أكثر استقرار في العراق .. ان ما نلاحظه اليوم ازدياد غير طبيعي بمعدلات حالات الانتحار الغير مبررة وخصوصا في محافظة نينوى، ان
مواجهة الإنسان لقدره المحتوم أمر طبيعيٌ وخارجٌ عن إرادته. لكنّ اختيار الإنسان لنهايته بنفسه، وإنهاء مسيرة حياته بمحض إرادته – أي الانتحار الحقيقي – يظلّ فعلًا غير مألوف ومفزعًا. مراسل وكالة انباء الاعلام العراقي واع أجره هذا التحقيق للوقوف على هذة الظاهرة الخطرة في المجتمع يقول الباحث في مجال حقوق الإنسان الاستاذ فاروق محمد ذنون
للأسف، أجد نفسي أتحدث اليوم عن مشكلة اجتماعية معقدة، كنا نجهلها لعقود طويلة. فحادثة الانتحار كانت نادرة الحدوث، تقع هنا أو هناك مرةً كل عدة سنوات. وكان ذلك دليلاً على استقرارٍ نفسي وعاطفي، وربما مادي أيضًا، ناتجٍ عن بساطة الحياة التي عشناها.
لكن مع تقادم الزمن، والانفتاح المذهل على العالم الخارجي، دخلت إلينا سلوكيات غريبة لم تكن يومًا جزءًا من ثقافتنا أو تقاليد تربيتنا. ثقافات وفدت عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ووجدت لها حاضنة بيننا. ووجدت من يروّج لها، قصدًا أو دون قصد، عبر تبادل المحتويات ونشرها. والنتيجة كانت مؤلمة بلا شك: ظهرت فئة غير قادرة على تحمل مسؤولياتها، فتختار وضع نهاية لحياتها بإرادتها!
اما الكاتبة والصحفية ان عبد العزيز تراه ان
المشاهد المؤلمة: تاجرٌ تتعثر تجارته فيلجأ للانتحار ليطمس آثار خياراته… زوجةٌ شابة تتجرع السمّ انتقامًا من زوجٍ أساء معاملتها… وجوهٌ عديدة للانتحار، لكن حصيلتها واحدة: زهق روحٍ لم تستطع الصبر على مشكلةٍ كان من الممكن حلها.
هنا يبرز السؤال المحوري: ماذا فعلنا – كلٌّ من موقعه – لمنع وقوع المزيد من هذه المآسي؟ ومن المسؤول عن حماية المجتمع من هذه الممارسات الوافدة والشاذة؟وتكمل
أين دور مؤسسات رعاية الشباب؟ وأين دور المؤسسة الدينية؟ أسئلة كثيرة تطرح نفسها بإلحاح. جميعها يحتاج إلى حلول ناجعة وفعّالة إذا كنّا جادين في الحفاظ على سلامة المجتمع وصحته النفسية.

الحلول العملية لإيقاف حالات الانتحار
. تعزيز الرعاية النفسية المجتمعية:

  • إنشاء مراكز استشارات نفسية مجانية وسرية، وخطوط نجدة للتدخل السريع.
  • الاستنتاج: تقديم الدعم العاجل لمن يعاني، يمنع تحوّل الأزمات المؤقتة إلى قرار انتحار.
    . تفعيل دور المؤسسات الدينية والتربوية:
  • تكثيف خطاب ديني يركز على حرمة الحياة وضرورة طلب المساعدة، وإدراج برامج التوعية النفسية في المدارس والمساجد.
  • الاستنتاج: تحصين الشباب فكريًا وعاطفيًا، وخلق وعي بمخاطر اليأس.
    . تمكين الأسرة عبر التوعية:
  • تدريب الأهالي على مهارات التواصل مع الأبناء، وكشف علامات الاكتئاب عبر ورش عمل مجتمعية.
  • الاستنتاج: الأسرة الواعية تمثّل “شبكة أمان” تمنع التردّي في العزلة.
    . مواجهة المحتوى الإلكتروني الضار:
  • التعاون مع منصات التواصل لحظر المحتوى المشجّع على الانتحار، وتشجيع نشر قصص نجاح للتغلب على الأزمات.
  • الاستنتاج: تقليل التأثير السلبي لـ “الترويج الخفي” للانتحار كحل!
    . تحسين الأوضاع الاقتصادية:
  • دعم المشاريع الصغيرة للشباب، وتسهيل القروض بدون فوائد للمتعثرين.
  • الاستنتاج: تقليل الدوافع المادية للانتحار، وإحياء الأمل ببدائل عملية.
    . حملات إعلامية مُوجَّهة:
  • إطلاق برامج تلفزيونية ولقاءات مع ناجين من أفكار انتحارية، تُظهر إمكانية تخطي الأزمات.
  • الاستنتاج: كسر وصمة العار حول المرض النفسي، وتشجيع طلب المساعدة.
    الاستنتاج النهائي:
    ظاهرة الانتحار ليست قدرًا محتومًا، بل نتيجة تراكم إخفاقات مجتمعية في الرعاية النفسية والاقتصادية والأسرية. الحلّ يكمن في:
  • التعامل معها كـ “حالة طوارئ” تستدعي تدخلًا متكاملًا: نفسيًا، دينيًا، اقتصاديًا.
  • تحويل الخطاب الديني والاجتماعي من “تأنيب المنتحر” إلى “منع الانتحار” عبر الدعم العملي.
  • مسؤولية مشتركة بين الأهل، المؤسسات الدينية، الحكومة، والإعلام.
    الهدف الأسمى: جعل “طلب المساعدة” أسهل من “طلب الموت”!