واع/تقرير أميركي يسلط الضوء على قصة نجاح امرأة عراقية

سلّط موقع “تكسون” الاميركي الضوء على قصة الاستاذة الجامعية المنحدرة من العراق سما الشعيبي، والتي تراهن على تحويل نجاحها الشخصي الى فرصة للفت الانتباه الى قضايا المرأة ومعاناتها في وطنها الأم.

ويتحدث الموقع، من مدينة أريزونا، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، عن الشعيبي قائلا انه “بغض النظر عن النجاحات التي حققتها في حياتها، لن تنسى الاستاذة في جامعة أريزونا المصاعب التي ما تزال تواجه النساء مثلها”.

ونالت الشعيبي، أستاذة الفنون، جوائز عدة وهي رئيسة مشاركة لبرنامج التصوير الفوتوغرافي والفيديو والتصوير، والتي تمت تسميتها مؤخرا زميلة جون سيمون غوغنهايم في التصوير.

وذكرت “مؤسسة غوغنهايم” ان الجائزة تمنح لأولئك “الذين أظهروا بالفعل قدرة استثنائية على منح دراسية منتجة او قدرة ابداعية استثنائية في الفنون”.

وتقول الشعيبي “في مجالنا، ربما يكون غوغنهايم هو اهم جائزة وإنجاز. انني فخورة للغاية واخشى قليلا من القيام بمشروع طموح للغاية ولكنني متحمسة”.

وستحصل الشعيبي و183 شخصا اخر على منح لاستخدامها في السفر والعثور على المصادر والمتعاونين في المشروع.

وسيستخدم مشروعها المسمى “To Speak of Silence” الصور ومقاطع الفيديو والنصوص لتسليط الضوء على الطرق التي تتأثر بها النساء العراقيات في زمن الحرب وبعدها.

وقالت الشعيبي انه  “امر مهم للغاية بالنسبة لي فيما يتعلق بالتعامل مع العنف ضد المرأة في العراق، وكيف حدث ذلك بعد 11 سبتمبر/ايلول عندما غزت الولايات المتحدة العراق”.

وولدت الشعيبي في البصرة من أب عراقي وام فلسطينية، في الوقت الذي كان من الضروري فيه الهروب من المنطقة مع اشتداد الحرب العراقية الإيرانية في أوائل ثمانينيات القرن الماضي. وكانت العائلة تعيش على حدود البلدين، حيث كانت الحرب مركزة.

وحينها كان اسم والدها مدرج على القائمة السوداء بعدما اختر المغادرة، بعد أن دعم العراق تعليم والدها. ووجدت الأسرة نفسها تنتقل إلى أماكن مثل المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات.

وللعثور على مكان أكثر استقرارا، جاءت الشعيبي ووالدتها إلى الولايات المتحدة بتأشيرة والدتها كطالبة بينما كان والدها يعمل في الشرق الأوسط للمساعدة في إعالة الأسرة.

وتعرضت هي وأمها الى احتمال ترحيلهما من الولايات المتحدة، لكنهما تمكنتا من الفوز بقضيتهما امام محكمة دائرة الهجرة والجنسية.

واوضحت الشعيبي “لم نكن نعتزم أبدا أن نكون هنا بدون وثائق، لكننا دخلنا بشكل قانوني”، لكنهما كانت تعانيان من قلة الدعم المالي، وعدم امتلاك جواز سفر او بلد للقبول بهما. وقالت “هذا ما يحدث لكثير من الناس الذين يصبحون بلا وطن”.

وفي نهاية المطاف، تم منحهما حق اللجوء السياسي ووضع اللاجئ، مما سمح للشعيبي للالتحاق بالجامعة حيث درست التصوير.

وقالت الشعيبي انها ارادت “لفت الانتباه الى التجارب والقاء الضوء عليها” لان “هذا ما يزال مستمرا في الشرق الأوسط”.

ولكن بدلاً من ان تكون في يوم من الايام مصورة صحافية في زمن الحرب، بدلت الشعيبي اهدافها اثناء دراستها الجامعية باستخدام مواهبها لتجربة التصوير والحصول على درجة الماجستير، ووجدت طريقها الى جامعة أريزونا، مضيفة ان الجامعة “كانت بالغة الاهمية لنجاحي، وقد انتهى بي الامر بالحصول على وظيفة هنا بعد عام واحد من التخرج من المدرسة”.

وخلال الاعوام الخمسة عشر الماضية، عملت كأستاذة، وبدأت كأستاذ مساعد للمساعدة في بناء البرنامج على ما هو عليه اليوم، والذي يحتل حاليا المرتبة الثالثة في البلاد، وفقا لتقرير “يو إس نيوز آند وورلد ريبورت”.

وكان لدى الشعيبي بعض المخاوف بشأن دعم مشروع يتناول الشرق الاوسط على وجه التحديد. وقالت الشعيبي انه “يمنحني الإيمان فقط بان المشروع الذي اخترته للقيام به يستحق التقدير، ولذا اشعر انه جيد لانه في بعض الاحيان عندما تتعامل مع مشاريع تتعلق بالشرق الاوسط، وخاصة العراق، وعندما تعيش في الولايات المتحدة تتساءل عما اذا كان مجتمعك سيدعم هذا العمل دائما”.