واع / أزمة الكتب الدراسية تتجد.. والتربية تعتمد المناهج المسترجعة

واع / متابعة

من جديد تفاجئ وزارة التربية طلبتها بقرار جديد يتمثل بعدم قدرتها على طباعة المناهج الدراسية للعام الجديد، والاعتماد الكامل على الكتب المسترجعة من الأعوام السابقة.

الأزمة السياسية التي يشهدها العراق منذ أكثر من 10 أشهر وغياب الموازنة اضطر وزارة التربية الى اعتماد الكتب المسترجعة في محاولة لسد جزء من النقص الحاصل في المناهج.

وشهدت الأعوام الدراسية السابقة نقصا في المناهج الدراسية لجميع المراحل في أغلب المدارس، حيث واصل آلاف التلاميذ تلقي دروسهم لأشهر عديدة دون استلام الكتب المدرسية.

فيما يرى مختصون أن غياب الكتب الجديدة ستكون له آثار نفسية وعلمية على الطالب، إذ ان الكثير منهم ليست لديهم الامكانية لتوفيرها.

وبدأت الكوادر التعليمية في العراق دوامها بشكل رسمي، مطلع الشهر الجاري، على أن تُعلن وزارة التربية موعد دوام الطلبة خلال الأيام المقبلة.

ويعزو عضو لجنة التربية النيابية جواد الغزالي، “سبب عدم وجود طباعة كتب لهذا العام، الى غياب التخصيصات المالية المتمثلة بموازنة 2022”. وأشار الى “وجود عائدات هائلة للنفط، لكن أزمة تشكيل الحكومة حالت دون الاستفادة منها”.

وأضاف الغزالي في تصريح له نقله مراسل (وكالة انباء الاعلام العراقي /واع) أن “طباعة الكتب بحاجة إلى أموال طائلة، ولا يمكن اللجوء إلى طرق أخرى مثل الطبع بالآجل أو غيره، بسبب التعقيدات ورفض أغلب الجهات المختصة ذلك”.

وبين أن “وزارة التربية اضطرت إلى استخدام الكتب القديمة، والاعتماد على المسترجع لحين إيجاد مخرج لهذه الأزمة”.

وتسببت الخلافات بين الكتل السياسية العراقية منذ إجراء الانتخابات النيابية في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في الحيلولة دون تشكيل حكومة جديدة، بينما تمنع القوانين الحكومة الحالية من التصرف بأموال مبيعات النفط باعتبارها “حكومة تصريف أعمال”.

بدوره، يقول الخبير التربوي حيدر البياتي، إن “الكتب المنهجية القديمة التي ستوزع على طلبة المدارس لا يمكنها أن تغطي حاجة الطلبة كافة”.

وأوضح، أن “الكتب ستغطي حوالي 25 بالمائة من مجموع الطلبة كما كانت توزع قبل 2003”.

وأشار البياتي إلى، أن “عدم طباعة كتب جديدة سيؤثر نفسيا وعلميا على الطالب، إذ تفتقر بعض العوائل الى الحصول على الكتب من الاسواق او الدراسة على الانترنت”.

من جهته، يقول أستاذ مادة اللغة الانكليزية أيمن ياسين، في إحدى مدارس العاصمة بغداد، إن “عدم استكمال الكتب المدرسية المقررة تتحمل تبعاته وزارة التربية”، مبينا أن “نقص الكتب له انعكاسات على مستوى فهم الطالب ومستواه الدراسي”.

وأضاف أن “الواقع التربوي يعاني تراجعاً كبيراً بفعل ظروف عدة ومنذ سنوات وقد تفاقم بفعل أزمة كورونا، مما ينذر بولادة أجيال سطحية في العلم والمعرفة”.

ومضى ياسين بالقول، إن “أزمة النقص في الكتب المنهجية تفاقم من تلك الأوضاع وتزيد من اتساع الهوة بين المدرسة والطالب”، داعيا إلى “تدارك الأمر من قبل المعنيين”.

ولفت الى أن “غياب الكتب الجديدة عن الطلبة يمثل ضربة بالنسبة إلى النظام التعليمي، لأن المناهج الجديدة تدخل الفرحة والسرور على الطالب، خاصة الأطفال في المراحل الأولى”.