واع/ سفير العراق في تركيا ماجد عبد الرضا اللجماوي ل(واع): الحكومة العراقية حريصة على الحفاظ على حقوق المكونات العراقية في مدينة كركوك وعدم السماح بأية مظاهر تعكر استقرار وأمن المحافظة؟!


وكالة انباء الاعلام العراقي ـ واع / حوار الاعلامي خالد النجار
عمل السفراء في العالم ليس عملا تقليديا كما قد يتصوره البعض وانما يمثل السفير في الدولة التي يعتمد فيها سفيرا لدولته كموظف عليه مهام واجب انجازها بافضل وجه ،، كما ان وظيفة التمثيل الدبلوماسي تتجاوز الأداء الإحتفائي الذي نضعه فيه أحيانا ، لتكون مرادف المسؤولية ولتوفر مناسبات متميزة للإتصالات. وان السفير في الأصل يمثل بلده وحكومة بلده ويرعى في تلك الدولة رعايا بلده بالكامل .. هذه المقدمة كانت مستهلا للحوار الذي اجراه مراسل وكالة انباء الاعلام العراقي ( واع) مع السيد السفير العراقي الاستاذ ماجد عبدالرضا اللجماوي سفير جمهورية العراق لدى تركيا حول معطيات العمل الدبلوماسي ،حيث باشر بمهام عمله كسفير لجمهورية العراق لدى تركيا ومنذ أكثر من عام،بعد أن ظل المنصب شاغرا لمدة (3) سنوات، وكانت العلاقات قبل ذلك متوترة بسبب حادثة قصف منتجع برخ السياحي في محافظة دهوك في شهر تموز/ 2022،اضافة الى متابعاته المستمرة لظروف العراقيين في تركيا..ولايفوتني ان اذكر متابعة الزميل حسن الشمري مسؤول الملف الاعلامي في السفارة العراقية في تركيا..
( واع ) وفي بداية حوارنا طرحنا عددا من الاسئلة على السيد السفيرعبد الرضا اللجماوي والتي اجاب عليها مشكورا، مفصحا عن مايحمله من تطلعات كسفير ينبغي أن يمارس مهمته في حدود السياسة المرسومة لبلاده ،مع مستجدات الأوضاع الدولية والإقليمية، وبموجبها تتطورعلاقات الدول، في الحدود التي تخدم المصالح الوطنية، حسب مكانة الدولة ذات العلاقة، من الناحية الاستراتيجية ؟!
( واع ) سؤالنا .. ماذا بشأن الجالية العراقية في تركيا في ظل الظروف والمعطيات وجهود السفارة في تقديم الخدمات لهم وتذليل العقبات التي يواجهونها.؟ وكيف؟
السفيراللجماوي لـ ( واع) : كما هو معروف ان التقديرات تشير إلى أن عدد العراقيين الموجودين بشكل رسمي على الأراضي التركية ما بين (200-250) ألف ممن لديهم إقامات رسمية (إقامة سياحية، إقامة طلابية، إقامة عمل) في حين يوجد آلاف من العراقيين الداخلين غير مسجلين لدى دائرة الإقامة التركية..!وان جزء كبير من أبناء الجالية يواجهون عددا من الصعوبات لا سيما فيما يتعلق بوثائقهم كون نسبة كبيرة منهم لجأت إلى تركيا بعد الأحداث التي مر بها العراق عام “2014”، بالمقابل نحن نعمل على حل تلك الصعوبات بالتفاوض مع الجانب التركي، وتسعى السفارة لتقديم كافة التسهيلات الممكنة لهم لإنجاز معاملاتهم ومساعدتهم في العودة الطوعية إلى العراق.
مؤكدا اللجماوي لـ ( واع) : لقد شهدت الفترة القليلة الماضية نقلة نوعية في تقديم الخدمات القنصلية للمواطنين العراقيين، فقد تم افتتاح منظومة الجوازات الاعتيادية والإلكترونية والمباشرة بأعمال استلام معاملات المواطنين، والشروع بفتح ( منظومة البطاقة الموحدة ) وهي في مراحلها الأخيرة للمباشرة في العمل، كما جرت عدة أعمال لتوسيع القسم القنصلي ليتسنى استقبال أكبر عدد من المراجعين يوميا، كما أن السفارة مستمرة بإرسال وفود من موظفي القسم القنصلي لتنظيم زيارات ميدانية وبشكل دوري لعدد من الولايات التركية للقاء أبناء الجالية وإنجاز معاملاتهم.
وهنا سالنا السيد السفيرعن موضوع الرعوية وعمل ( لجنة إثبات الرعوية العراقيَّة ) التي باشرت عملهامؤخرا، لغرض إثبات رعوية المواطنين العراقيين النازحين من قضاء تلعفر، حيث اوضح االسفير اللجماوي لـ ( واع) : لقد اطلعناعلى عمل ( لجنة إثبات الرعوية العراقيَّة ) التي باشرت عملها قبل اسابيع لغرض إثبات رعوية المواطنين العراقيين النازحين من قضاء تلعفر، وإثبات عقود الزواج، وإثبات النسب للمواطنين العراقييّن المقيمين في تركيا، والراغبين في العودة إلى العراق، وقد وجهنا أعضاء اللجنة وموظفيّ القسم القنصليّ في السفارة إلى بذل أقصى جُهُودهم لإنجاز المعاملات، وتسهيل إجراءات سفرهم إلى العراق لمن يرغب بذل، مؤكدا : أنَّ السفارة ستفاتح الجهات المعنيّة في بغداد من أجل إرسال وفود أخرى تعنى بإثبات الرعوية العراقيَّة للمواطنين النازحين من مُختلِف مناطق العراق ،، وكشف اللجماوي : أنَّ منظومة إصدار البطاقة الوطنيّة الموحدة ستفتح في أنقرة في شهر حزيران المقبل حسبما أعلمتنا به وزارة الداخليَّة العراقيَّة.
( واع).. وهنا نسال السفير اللجماوي ما هي الدبلوماسية التي تتبعونها كسفيرفي تعاملاتكم مع الجانب التركي؟ هل هي دبلوماسية اقتصادية أم دفاعية أم الثقافية أم السياسية أو العلمية أو دبلوماسية او أخرى؟
السفير اللجماوي لـ ( واع ) :بداية أود أن أوضح أني باشرت بمهام عملي كسفير لجمهورية العراق لدى الجمهورية التركية منذ أكثر من عام، بعد أن ظل المنصب شاغرا لمدة (3) سنوات، وكانت العلاقات قبل ذلك متوترة بسبب حادثة قصف منتجع برخ السياحي في محافظة دهوك في شهر تموز/ 2022، من جهة أخرى، كانت مباشرتي بالعمل وتركيا تمر بظروف استثنائية ناجمة عن الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا في شباط/ 2023، وبالتالي، لم تكن ظروف العمل مثالية في البداية، إلا أن الرغبة المشتركة في تعزيز العلاقات بين البلدين، ولحرص العراق على إقامة علاقات متينة ومتوازنة مع دول الجوار وفي مقدمتها تركيا، تمكنا من الوصول إلى العلاقات بين البلدين إلى هذا المستوى، ولا شك ان ما تحقق يرجع الى استثمار المشتركات التأريخية والاجتماعية والدينية والثقافية والجغرافية والاقتصادية التي تمثل دعائم العلاقات بين البلدين والشعبين العراقي والتركي.
ويؤكد السفير اللجماوي: ترتكز الدبلوماسية المتبعة بالانطلاق من المشتركات التي تم ذكرها وتسخيرها لحل الملفات الخلافية بين البلدين، وهو أمر لا بد منه لا سيما في هذا الوقت الذي تمر فيه المنطقة بالكثير من الصراعات والانقسامات والأحداث المتسارعة، كل ذلك عزز حاجة البلدين إلى التعاون لمواجهة التحديات المشتركة الناجمة عن تداعيات تلك الصراعات، وبالحديث عن الملفات الخلافية فإننا نلمس رغبة جدية مشتركة في تجاوزها والركون إلى الحوار لتحقيق ذلك.
وحول موضوع التعاون بين البلدين الجارين اكد السفير اللجماوي لـ ( واع ) : من غير الممكن القول بأن الدبلوماسية العراقية تجاه تركيا تقتصر على الاقتصاد، أو على التعاون الأمني والعسكري والدفاعي، أو التعاون الثقافي أو العلمي والسياسي، أنها مزيج من كل ما ذكر، وتحقيق تعزيز التعاون في أي مجال يكمل المجالات الأخرى، ويدعم مستوى العلاقات بين البلدين بشكل عام…اما الاطار العام لرؤية الجانب العراقي للعلاقات الثنائية هو التأكيد على أهمية الاستمرار بتطوير علاقات تعاون متوازنة مبنية على مبادئ الصداقة وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وضمان المصالح المشتركة وحل الملفات الخلافية عبر الحوار.
( واع) تسال وماذا بشأن الخبرات السابقة، وماهية العمل الدبلوماسي من وجهة نظركم ؟
السفير اللجماوي : بصراحة وبعد أن تبوأت عدة مناصب سواء كسفير في مقر وزارة الخارجية العراقية ورئيسا لعدد من الدوائر في الوزارة مثل دائرة الاتصالات وتقنية المعلومات والدائرة المالية ودائرة أمريكا، أو سفيرا لجمهورية العراق/ رئيسا لبعثة عراقية في الخارج (في تونس وسويسرا وحاليا تركيا)، وتأتي المسؤولية الأولى للسـفير في الدفاع عن مصالح بلاده في الدولة المضيفة ومتابعة أحوال الجالية في ذلك البلد، إضافة إلى عدد من المهام والمسؤوليات الأخرى وفي مقدمتها تعزيز وتطوير العلاقات مع الدولة المضيفة في شتى المجالات وفق خطة عمل محددة مسبقا، ومحاولة تجاوز الخلافات وحلها عن طريق الحوار.
مضيـفا : أما عن ماهية العمل الدبلوماسي من وجهة نظري، فهي التوفيق بين مصالح المتعارضة ووجهات النظر المتباينة، وتيسير حل المشكلات وتسوية الخلافات، ومراقبة مجريات الأمور وحماية مصالح الدولة، وتوطيد العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية مع الدولة المضيفة وحماية الرعايا العراقيين في الدولة المضيفة وتوضيح السياسة الخارجية لبلدنا، وفي وقتنا الحاضر، ظهرت أنماط جديدة من الدبلوماسية ولم يعد العمل الدبلوماسي مقتصرا على الدبلوماسية التقليدية، كالدبلوماسية الشعبية والدبلوماسية الرقمية والدبلوماسية الرياضية وغيرها، لذلك وجب على الدبلوماسي الناجح أن يكون على دراية كاملة بوسائل تنفيذ أنماط الدبلوماسية الحديثة من أجل تحقيق الأهداف المنشودة
س.. وماذا بشأن مهمة الدبلوماسي في الدفاع عن مصالح بلاده وأبناء الجالية، ومدى الاتفاق على هذه الحقيقة ؟!
السفير اللجماوي لــ ( واع) : اتفق تماما، وكما تم الإشارة إليه سابقا، يبقى الدفاع عن مصالح البلد ورعاية أبناء الجالية في مقدمة المسؤوليات التي تقع على عاتق السفير وكل كادر البعثة، إلا أن المسؤولية لا تقتصر على ذلك فقط.!
س ـ ماهو ردكم كسفيرحول تصريحات المسؤولين الأتراك بشأن مدينة كركوك وتركيبتها الديموغرافية؟
السفير اللجماوي يؤكد لـ (واع ) : إن حكومة جمهورية العراق حريصة أشد الحرص على الحفاظ على الحقوق الأساسية لجميع مكونات الشعب العراقي، ونؤكد على الاهتمام الذي توليه الحكومة العراقية لتحقيق الاستقرار في مدينة كركوك وعدم السماح بأية مظاهر تعكر استقرار وأمن المحافظة، كما يدعو العراق جميع الأطراف وخاصة الإقليمية إلى مراعاة خصوصية المحافظة وعدم التصريح في شأن داخلي عراقي، مع تأكيد رفض التدخل في الشؤون الداخلية العراقية.!.
س ـ وعن شأن تفشي ظاهرة العنصرية في تركيا ضد العرب واللاجئين..ماذا تقولون ؟!
السفير اللجماوي لـ واع : إن ظاهرة العنصرية ومعاداة الأجانب واللاجئين (لاسيما السوريون) مستهجنة من قبل المجتمع التركي وغريبة على المجتمع،! وان تلك الظاهرة ليست متأصلة في تاريخ وثقافة ومعتقدات الشعب التركي، وان من يروج للعنصرية ويغذي مشاعرالكراهية لا يمثل الشعب التركي المعروف بتسامحه وقيمة الإنسانية الكريمة، وان من يروجون لها يهدفون إلى تحقيق مصالح شخصية ومكاسب سياسية ضيقة من خلال إرباك الوضع الداخلي، كما أن هذه الحملات بدأت بالتراجع بشكل لافت مؤخرا بسبب إجراءات الحكومة التركية التي تسعى لملاحقة مروجي العنصرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتقديمهم للقضاء لمحاسبتهم..
(واع) وفي نهاية الحوار شكرنا السفير اللجماوي على اتاحة الفرصة لاجراء هذا الحوار وتوضيح العديد من النقاط وحسب القواعد الدبلوماسية من الواجب على كل سفير أن يتابع شؤون رعايا بلاده بالشكل الذي يحقق مطالب هؤلاء الرعايا، لأنها إحدى أهم مسؤولياته الأساسية، ومتابعة شؤون الرعايا المقيمين واللاجئين في الدول الأخرى، خاصة ما يتعلق منها بالجانب المعيشي، إضافة للقضايا الشخصية التي لها صلة بتنظيم أحوالهم الشخصية، وكذلك متابعة ما قد يتعرضون له من مساس بحقوقهم من قبل مواطني الدولة الأخرى أو من قبل سلطاتها الداخلية..