واع/ الشعب … يستحق التجويع /اراء حرة /سلام رحيم جنزيل

كان العراق وما زال يتصدر قائمة البلدان التي عاشت تحت وطأة الأنظمة غير العادلة في توزيع الثروات على أبناء شعبها، وفقا للثروات الطبيعية ،والحقوق الإنسانية ,فالنظام الصدامي البائد بالإضافة إلى انه شمولي ودكتاتوري ودموي حد النخاع الا انه أيضا جير المردودات المالية الى خدمة عشيرته وأتباعه وأنظمته القمعية ،تاركا شعبه يصارع الفقر والجوع والحصار والشواهد جمة على ذلك.

بعد زوال ذلك النظام البائد تصدت الأحزاب التي كانت معارضه له آنذاك _ ذات التأريخ النضالي المشرف_ الى دفة الحكم انطلاقا” من مجلس الحكم مرورا بالجمعية الوطنية وصولا إلى اكثر من دورة برلمانية ولكن وفق نظام جديد أسموه بالمحاصصة الذي كان من بنات أفكارهم غير المنطقية او بأمرة الاحتلال الأمريكي البغيض، والتي أسست الى فساد مالي وإداري لم يشهده التاريخ من قبل ،فقد راحت تلك الأحزاب (الاسلامية وغير الإسلامية) تتسابق فيما بينها من أجل تقاسم الثروات من اعلى المستويات الى ادناها حتى وصل الامر الى الفوز بسرقة آخر لقمة رغيف بيد يتيم من ايتام شعبها الكثر, وبذلك الوصف لا يحتاج ذو لبيب الى فضح أو كشف بقية أبواب وطرق الفساد الاخرى التي تفننوا بها الى ابعد الحدود.

الطامة الكبرى ان شعبنا المظلوم والمضطهد على مدار الحقبتين _ قبل سقوط الهدام وبعده  _ لم يعترضوا أو ينتفضوا لوطنهم وحقوقهم ومكتسباتهم ( تعيينات ، رواتب ، خدمات ..الخ) باستثناء ثلة أو نخبة من(الاحرار) الذين يمثلون نسبة  بسيطة من أبناء الشعب ممن وضعوا راحتهم فوق راحتيهم واثبتوا انهم مناضلون قولا” وفعلا” من خلال ما جادوا به من غالي ونفيس بين شهيد وسجين ومغيب ومغترب من اجل مقارعة الفساد والمفسدين .

لا يختلف اثنان في ان بقاء هكذا أنظمة فاسدة جاثمة على صدور الشعب لفترة طويلة من الزمن هو نتيجة لخروج النسبة البسيطة والمتواضعة من المنتفضين والمعارضين من الذين اسميناهم (بالأحرار) ، والبتالي يمكن لأي نظام فاسد ان يقمع أو يسكت هكذا نسبة لا تمثل سوى ربع سكان البلد ، وهذا ما فعلته الأنظمة السابقة والحالية وحتى اللاحقة ما دام هناك شعب يرضى لنفسه ان يعترض بلقلقة اللسان فحسب ،ولكنه يرفض أن يتصدى لمواجهة اي حكومة فاسدة تحسبا” لوجود أي أذى مادي أو معنوي،قد يلحق به, ومثل هؤلاء اثبتوا فعلا انهم شعب يستحق التجويع لا سيما وهم ويتعكزوا دائما وابدا على غيرهم من المناضلين الحقيقيون ( الاحرار) من الذين سجلهم وسيسجلهم التاريخ دائما” وابدا” في سفره الخالد .