كيـف وايـن تصنـع ( الكيــوة ) في العـراق ؟!

وكالة انباء الاعلام العراقي / خالد النجار / بغداد
لقد تعود الناس على السفر والسياحة في شمال العراق وجباله وانهاره والتمتع بالطبيعه، وعند العودة كانت تقتصرعلى ان شراء الجوز واللوز ومن السما والعسل اضافة الى بعض الازياء والاحذية الجبيلية التقليدية المعروفة ومنها ( الكيــوة)! باعتبارها جزء منت التراث العراقي وقد تراجعت الصناعات اليديوة والحرفية في معظم مناطق ومحافظات العراق بسشبب كثرة وتنوع الاستيراد من الاقمشة والجلود والملابس وشملت كل شئ ..وقد اصبحت الحرف والمعالم التراثية رمزا كبيرا لشعوب العالم ومنها العراق، وتعتبر الحرف اليدوية احد معالم الإبداع التي تتزايد قيمتها عبرالسنين لأنها تعكس مشاعر وأحاسيس صانعيها التي يجسدها من خلال تشكيلها وزخرفتها مستخدماً أدوات بدائية بسيطة،وصناعة (الكيـوة ـ الكلاش) حرفة قديمة في العراق توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد والتي تعد من أقدم وأهم الحرف التقليدية التراثية ومنها محافظة السليمانية التي لاتزال هذه الحرفة قائمة مع صناعها بالرغم من تقلص اعداد المحلات وانحسارها في محلة (صابون كران) ومعظم حرفييها ينحدرون من مناطق (هاورامان وبياره وطويلة وبعض المناطق الجبلية المحاذية لايران !
ــ ومن ارشيفي الخاص ومن محلة (صابون كران) التقيت بعدد من الحرفيين صناع ( الكيوه او الكلاش) حيث تحدث كاك حسن ابو بكر طويلة لـ ( واع ) بالقول: لقد احترفت صناعة الكيوة على يد والدي رحمه الله حيث كان اسطة معروف انذاك، وتتلمذ على يديه العديد من اسطوات هذا الوقت، ولكن تاثرت معظم المهن الشعبية بالتطورات والانتاج العالمي للاحذية وتغير الامزجة والزمن لعب دورا كبيرا في الابتعاد عن التراث والبحث عن الاجنبي والمستورد ، وعن القوالب المستخدمة في صناعة الكيوة اضاف ابو بكر لـ ( واع) : هناك انواع متعددة من القوالب المستخدمة في صناعة الكيوة ويتم جلبها من منطقة هاورمان وهناك قوالب من البلاستك والخشب التي كانت تستخدم بدايات هذا العمل وافضل انواع القوالب هو مايصنع من اشجار الجوز الصلبة جدا، وتختلف اسعار تلك القوالب من 15 عشر الف دينار الى 25 الف دينار للقالب الواحد وان افضلها هو قالب الخشب الذي يسهل عملنا كثيرا، وانا شخصيا وبالرغم من صعوبة هذه المهنة لانها متعبة جدا ولكني لايمكن ان امارس غير هذه المهنة لاني احب عملي هذا الذي ورثته !
ــ اما كاك كيوان هاورامي فهو محترف بصناعة الكيوة فيقول لـ ( واع ) : لقد جاء والدي من هاورامان ومارس هذه المهنة حيث كان الناس لايرتدون سواها لان الظروف الطبيعية في الجبال والوديان تتطلب ان يرتدوا مثل هذا النوع لانه يساعدهم على التحرك افضل من الاحذية العادية، والتضاريس الجبلية والصخورالصعبة الاخرى، وقد تغيرت الكثير من الامور في هذا الوقت، ودخول الصناعات الجلدية والمعامل التي تنتج ملايين الاحذية والمستورد من جهة اخرى، الا ان ذلك لم يتاثر عندنا لان الكثير من الناس يرغبون بشرائها ويستخدمونها في حياتهم، بالرغم من ارتفاع سعرها الذي يصل اربعة اضعاف سعر الحذاء العادي احيانا و( الكيوة ) انواع ولها درجات ايضا حيث تصل سعر الكيوة الى ( 75 الف دينار ) للزوج الواحد وهناك انواع بــ55 الف و35 الف لانها تعتمد على نوعية الخامات المستخدمة في تصنيعها!
ــ ويضيف هاورامي لـ ( واع) : انا امارس هذه المهنة منذ طفولتي وملازما لوالدي رحمه الله منذ اكثر من 22 عاما ورغبتي فيها دفعتني لعدم اكمل دراستي، وكنا نستخدم انواع الخامات وخاصة ( الخيوط التي تجلب من محافظة الكوت ) ومن حلاجيها المختصين وهي من افضل الانواع، كما وتلاحظ ان الجلود الطبيعية المستخدمة في تصنيعها هي مانشتريه من القصابين وخاصة جلود الابقار حيث يصل سعر الكيلو غرام الواحد الى ( 45 الف دينار للكيلو الواحد ) ويدخل ضمن عملنا حيث يتم غسله واضافة بعض المواد الحافظة واستخدامه في تصنيع الكيوة، وان مصدر صناعة هذه الكيوة هو من هاورمان ايران المتاخمة للحدود العراقية بمحافظة السليمانية حيث بدات منذ ظهور الانسان القديم في تلك المناطق واستخدامه الاول للكيوة وان اول من استخدمه في منطقة طويلة.
ـ ومن جانبه يؤكد اسطه حاج صابر طويليي لـ ( واع ) :ان انتاج وتصنيع الكيوة مهنة صعبه جدا وان انتاجها يمتاز بثلاث درجات الاولى والثانية والثالثة وتختلف اسعارها ايضا مع اختلاف النوع، ولابد من القول ان دخول الاحذية لم يؤثر على مبيعاتنا من الكيوة بل على العكس هناك اقبالا متزايدا على شرائها بالرغم من ارتفاع اسعارها كما ذكرت لان موادها الاولية غالية جدا وعملها اليدوي الصعب هو الاخر يعطيها تلك القيمة ويرتديها الاف الشباب هنا في السليمانية وحتى لدينا عليها اقبال على شرائها من المحافظات العراقية الاخرى، وخاصة بغداد كما ويقبل عليها السياح الاجانب اللذين يزورون السليمانية سواء من اوربا وامريكا وغيرها من دول العالم وحتى من افريقيا والذي يرغب بشرائها حسب المقاييس يتطلب منه ان ينتظر اكثر من 15 عشر يوما لغرض انجازها لانها حياكة وعمل يدوي ونعمل عليها اربعة افراد لكي ينتج زوج واحد فقط وهي عملية متعبة جدا، وسعر الزوج من الكيوة الدرجة الاولى يصل الى 75 الف دينار،و50 الف دينار للدرجة الثانية و30 او 25 الف دينار لمستوى الدرجة الثالثة”.
ــ ( واع ) .. لاحظنا ان عددا من الحرفيين يعرضون ايضا الشال والعرقجين( غطاء الراس ) وبعض الملابس الجبلية حيث يقول كاك عارف الصابونجي : نعم هناك الملابس والشال والعرقجين يعتبر مكملا للزي الجبلي لاهالي تلك المناطق ويفضله العديد منهم وشرائها مع اقتناء الكلاش، ونحن نمارس هذه المهنة ضمن عملنا وهذه البدلات يصل سعرها اكثر من ( البدلات الحديثة ) حيث ان سعرها يصل الى ( 300 الف دينار للبدلة الواحدة ) وهي صناعة يديوية صعبة جدا وتتطلب الكثير من الجهد والوقت والمواد الاولية الغالية الثمن حتى القماش الذي تلاحظة فهو ليس مستوردا بل مصنوعا بالايدي وهناك مختصون في انتاج هذا النوع من القماش ولايكون تقليديا مثل الاقمشة الحالية التي تباع باحجام وقياسات كبيرة ومختلفة بل نشتريها قطعا قطعا طول القطعة لايتعدى المتر ونصف المتر، ولكن الان تاثرت هذه الصناعه ايضا بما يصنع ويستورد من جمهورية الصين الشعبية !
ـ وعن رغبة البعض في اقتناء الكيوات بالرغم والملابس الجبلية يتحدث اسطة ستار لـ ( واع ) :بصراحة لابد ان نقول بان استيراد الملابس الحديثة من الصين والتي تصنع خصيصا وبكميات كبيرة وباسعار منخفة جدا ، ومنها الكلاش الطيني الذي لم ينافس المنتوج هنا في السليمانية ،ولم تؤثر على عملنا على الاطلاق لان الكثير يفضل الكلاش والملابس الجبلية، وهناك الكثير من الشباب يقبلون على شرائها لانها سهلة ومريحة ويمكن السير بها في كل مكان سواء كان شارعا نظيفا او في الاماكن الوعرة وفي البيت او الدائرة او اي مكان وهي خفيفة ايضا وفيها تهوية ولاتتعرق الارجل عند استخدامها وهناك كثير من الناس وخاصة العمال اللذين يفضلونها على الاحذية العادية ويستخدمونها في عملهم اليومي وخاصة عمال البناء او الاعمال الصعبة الاخرى
ــ ( واع ) .. تسال اين وصلت مهنة صناعة الكيوة والملابس الجبلية ؟ فيؤكد كاك عباس : مع الاسف هذه المهنة اخذت بالانقراض مع مرور الزمن وغيرها من المهن اليدوية الا ان الاقبال عليها منقطع النظير، ولدينا ايضا صناعة يديوية اخرى هي ( العرقجين او الكلاو ) ويصنع بمختلف انواع الخيوط ولدينا الكثير من تلك الصناعات اليدوية التي نستورد قسما منها من ايران لان هناك انتاج غزير ويستخدمها الناس كثيرا وخاصة كبار السن وبعض الشباب ايضا ويصل سعر العرقجين الواحد الى 5 الاف دينار ويصنع من النايلون وبعض منها يصنع من الصوف الذي يغزل يدويا ، كما جلب انتباهي وجود محلات مختصة بهذه الصناعة تعرض وتبيع الجوز واللوز والعسل الطبيعي، والكثير من المنتوجات الاخرى الشعبية المحلية المعروفة بجودتها والتي تجلب من تلك المناطق وتباع هنا في السليمانية وشراب الرمان وشراب العنب وكل ماهو مصنوع يدويا يتم بيعه هنا في هذه المنطقة وقد تعود الناس منذ فترات طويلة على ذلك ..