واع / تاجر موصلي كبير يتحول الى بائع بسيط ؟! والسبب ؟!
وكالة انباء الاعلام العراقي ـ واع / خالد النجار / تصوير : عبدالله سعد ـ نينوى
يقول الاديب العالمي بول أستر.. في بلاد الأشياء الأخيرة، يتجول الكاتب وسط ركام من النفايات، نفايات الأشياء، ونفايات البشر، والمدينة وعوالمها عالم مجنون متسارع، يموت فيه الإنسان أحيانًا حين يضعف ويقل حجمه من الجوع فيصبح كورقة تبعثرها رياح الشتاء، وأحيانًا يموت من تضخم أناه، وغرائزه الانسانية، في عالم يختفي فيه كل ما هو إنساني وأخلاقي، وينبت البشر فوق الأرصفة كنباتات شيطانية مجهولة الأصل والهوية، وماحصل في الموصل الحدباء قبل وبعد تحريرها لايمكن ان يكون حدثا عابرا لاجدال عليه! ومنك تلك الاحداث وركام السنين بعد تحريرها عانت الموصل الكثير من الويلات وخاصة ناسها الطيبين العراقيين الاصلاء وهم يتحدثون عن تلك السنوات العجاف، من قبل غزوها بالتتار المغول الى تحريرها لوجدنا الكثير من القصص والاحداث التي يشيب لها شعر الراس ، وخاصة ما يعانيه اصحاب العوائل المختلفة سواء الفقيرة والميسورة ومن كل الطبقات والمناطق التي تعرضت لهجمات التتار المغول من داعش بعد تحريرها بشكل كامل ..
ـ ( وكالة انباء الاعلام العراقي ـ واع )..ومن تلك القصص ماحكاه لنا تاجر كبير وهو التاجرالموصلي المعروف محمود سعيد داود الذي تحول بين ليلة وضحاها من تاجر كبير الى بائع بسيط !؟في محلة سكنية عامرة باهاليها الكرام حيث هجرها معظم الناس بسبب الخراب الذي حل بها نتيجة القصف العشوائي لقوات التحالف الاميركي اثناء تحرير الموصل والذي لم يميز بين طفل وامراة ورجل مسن وبين داعشي قذر جعل سكان هذه المنطقة وغيرها من مناطق الموصل (دروعاً بشرية) متبرعاً بها دفاعاً عن ذاته المريضة ؟!.
ـ يقول داود لـ ( واع ) الذي يعتصره الالم ودموعه لم تفارق عيناه طيلة حديثه معنا : بصراحة لقد ذقنا مرارة الحياة واهاتها ومهانتها من قبل اوغاد داعش !! هؤلاء اللذين لم يميزوا بين مسلم ومسيحي وبين اسود وابيض وبين طائفة واخرى فكل الموصليين هم هدفهم وكما خطط لهم اعداء العراق وشعبه الصابر !! اقول قبل هؤلاء الدواعش كنت تاجرا كبيرا وادير تجارتي كما هي حال البشرواعمالهم ومعيشتهم، وكانت تجارتي عامرة بالخير والحمد لله وكنت مكتفياً تماماً بما رزقني الله من نعمته ورحمتهولدي عائلة كبيرة اعيلها … ولكن داعش سرقوا كل شيء منا ولم يعوضنا احد بما فقدناه، سرقوا حياتنا وبيوتنا ومحلاتنا واموالنا وخصوصياتنا ونهبوا وحرقوا كل مايكون امامهم ، اعدموا الكثير من العوائل ولم يميزوا بين صغير وكبير بين مريض او مقعد وغيره من الحالات التي مرت بها نينوى ، وبعد تحريرها لم يتم تعويضنا ،وانا الان اعيل العائلة على هذا الدكان امامكم الذي لايتجاوز عرضه 1.5 متر ونصف وبسلع بسيطة جداً ولايوجد ذلك الاقبال من الناس انا اليوم باشد الحاجة الى ان يعاد الينا ويعوضنا من يهمهم الامر ولايمكن ان نبقى هكذا في دولة غنية في العالم !.
ـ ويؤكد داود لـ ( واع ) : وان سالتوني عن ماحصل بعد تحرير المدينة لابد من القول ان السبب في ذلك هوهجرة معظم الاهالي لم يعودوا بسبب دمار بيوتهم بشكل كامل ،ولم يتم دفع التعويضات التي وعدونا بها الحكومة المركزية ، !!وقمت بترقيع بيتي بشكل بسيط لايرقى لوضعه قبل وبعد التحرير!! وانا صاحب عائلة كبيرة لدى(10 اولاد وزوجتان) كما ان اولادي متزوجون واحفادي يعيشون معي ايضاً وكل اهالي المنطقة يعرفون ذلك جيداً! كما تعرضت 5 مرات لمحاولة قتلي من قبل ارهابيي داعشي، بسبب قولي لهم (هل تقبلون بان ادخل بيتكم واستحوذ على غرفة منكم )؟! هل يجوز ذلك وباي (عرف او شريعة يكون ذلك) وهل يجوز لكم ان تاخذوا الموصل من العراق؟! وتعملوها ما يسمى (دولة اسلامية)؟! وقد تصبوا لي (مشنقة) وارادوا قتلي بالرصاص لاني صليت على الرسول الكريم محمد (صل الله عليه وسلم)!!هؤلاء الاوغاد!.
-واضافا بالم وحسرة لـ ( واع ) : انا اليوم اناشد الحكومة العراقية( رئيس الدولة ورئيس الوزراء والبرلمان ) ومن يعنيهم الامر،ان تباشروا بدفع التعويضات للعوائل وانا الان اسكن بيتاً بالايجار الشهري وعائلتي كبيرة ولدى اصابات قوية في قدمي كما تلاحظون ومصاب بشظايا في راسي وقدمي!! ولم يتم تعويضنا اطلاقاً ، واللجنة المكلفة بالفحص الطبي بالدرجة التي تستحقها !! وكل شيء لايمشي الا بالفلوس؟! ( الرشاوي ) رغم الامنا ومرارتنا !! وكتاب تحديد العوق يطالبوني بدفع (40 ورقة – اي اربعة الاف دولار ) فمن اين ادفع مثل هذا المبلغ وانا في هذه الحالة ؟!
-واكد داود لـ ( واع ) : انا ومن خلال وكالتكم الاعلامية الموقرة اناشد اصحاب الضمير والذمة والانسانية ونحن لا نملك مالاً، ولو كنت املكه لعالجت نفسي به ؟! فهل يجوز ان تنسى الحكومة(الموصل)؟! وناسها الطيبين؟! والله ان اهمال الموصل لاتقبل به كل الاعراف السماوية بعدما مرت به من ظلم وتعسف وقهر وقتل وتشريد لتكون المحطة الاخيرة عدم اعمار المدينة وتعويض اهاليها بما يستحقون من خيرات بلدهم وعراقهم …حيث لانجد الان سوى بعض الاشخاص اللذين يسعون للفوز بانتخابات ( لاتغني ولاتسمن من جوع ) ولاتهم المواطن الموصلي ولا العراقيين جميعا !!ابد ان يقف معنا الجميع ويطالبون بتعويضنا ودفع مستحقاتنا وما تعرضت له المدينة، والله اقولها امام وسائل الاعلام العراقية لتوصل صوتنا الى من يعينهم الامر لقد كنت ادخر 20 مليون دينار وبعدها عرف الدواعش بالامر فهددوني باولادي واضطررت الى دفعها لهم حفاظاً عليهم !! والذي يسعفنا الان هم المنظمات الانسانية وعناية الله وحفظه، انها مناشدة انسانية ان تعمروا الموصل وتعيدوها الى سابق عهدها والقها بعيدا عن ابواق الساعين للانتخابات بوعود كاذبة ومعروفة للجميع ؟! .