واع / الطارمية أرضاً خصبة للجماعات الإرهابية رغم العمليات الأمنية المتكررة

واع / أعداد : حسين زيارة

رغم العمليات الأمنية المكثفة لتطهير قضاء الطارمية شمال العاصمة بغداد والتي تعتبر ملاذاً آمناً لعصابات داعش الإرهابية لتنفيذ مخططاتها الإجرامية لكنها ما زالت تشهد سيناريو لهجمات إرهابية متكررة آخرها تنفيذ هجوم على قوات الحشد الشعبي أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى مما ينذر بكارثة أمنية وشيكة. لم يكن هذا العمل الإرهابي الأول من نوعه، بل سبقته عدة عمليات كبرى ، حيث استهدفت عصابات التطرف قوات الأمن والمواطنين الأبرياء ، الأمر الذي يدعو إلى عملية عسكرية واسعة وفق قواعد مدروسة ومضبوطة لاقتلاع معاقل الإرهاب وتقليل نزيفه دماء العراقيين وترك بعض المخططات الامنية القديمة التي لا جدوى منها.

الطارمية بؤر مثالية لعصابات داعش

_وعن الطبيعة البيئية للقضاء التي تستغلها العصابات في الاختباء قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية سعد مايع الحلفي إن “بساتين قضاء الطارمية تتميز بأشجار كثيفة بشكل استثنائي ، الأمر الذي ساعد في تحويل معظمها إلى بؤر مثالية لوجود واستقرار التنظيمات الإرهابية المتطرفة. . “.
ودعا الى “بدء عملية عسكرية واسعة وفق قواعد مدروسة وخطط محكمة لتحييد خطر الجماعات المتطرفة” ، لافتا الى ضرورة الابتعاد عن الفعل ورد الفعل في التعامل مع الهجمات الارهابية التي لا يكاد يمر يوماً دون وقوعها.

خطط جديدة لداعش وعجز الجهد الاستخباراتي

_وبحسب الخبير الأمني الدكتور معتز محيي الدين فان ” أجهزة المخابرات غالبا ما تكون غير قادرة على استطلاع المناطق، لأن عمل عصابات داعش الإرهابية يكون في الغالب في الليل ، وبالتالي التكتيك الجديد الذي يستخدمه الإرهابيون هو الاقتراب من النقاط العسكرية ، ومعرفة مدى قدرة هذه القوات على الرد ، خاصة وأن القوات الأمنية ليس لديها قدرات قتالية كبيرة ، خاصة وأن العمليات ليست مستمرة ، مما يجعلها تشعر بالملل والخدر أحيانًا ، وهو ما يستغله (داعش) لشن هجماته”.

السياسة الأمريكية وراء إعاقة عملية تطهير الطارمية

_اما عضو تحالف الفتح محمد البلداوي فكان له رأي مختلف عن البقية اذ اكد ان ” الفيتو الأمريكي والسياسي المحلي يعترضون على تطهير قضاء الطارمية من العصابات الإجرامية ، مشيراً إلى أن منطقة (الطارمية) أصبحت ملاذاً آمناً لإرهابي داعش. العصابات “.

تردد واشنطن بتسليح القوات الامنية بمستويات عالية

_اما المستشار في المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب محمد علو فقد قال إن “”العراق ليس بحاجة إلى قوات قتالية أجنبية ، بل يحتاج إلى دعم لوجستي في مجال المخابرات والدعم الجوي ، حيث كان الأمريكيون مترددين في تسليح الجيش العراقي بمستويات عالية من العتاد”.
وأضاف علو أن”عصابات داعش تستخدم القنص الليلي في هجماتها ، حيث نجحت في الحصول على أجهزة للرؤية الليلية ، وتحتمي بالأشجار والبساتين بعيداً عن سيطرة القوات الأمنية ، ويجب على الأخيرة استخدام أساليب غير نمطية في التعامل مع هجمات التنظيم “.

تغيير التكتيكات الأمنية للتعامل مع الهجمات الإرهابية في الطارمية

_بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة ، اتخذت الأجهزة الأمنية إجراءات مشددة لمواجهة تهديد داعش ، حيث قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي “بعض الخطط التكتيكية تكررت على مستوى الجهود الاستخباراتية والأمنية في الطارمية”. وأضاف أن “الجهود الجديدة تتركز على تعزيز التعاون مع الحشد العشائري وأهالي الطارمية ، إضافة إلى تفعيل الكاميرات الحرارية”.
وأوضح الخفاجي أن “المعلومات المتوفرة لدينا تشير إلى وجود حاضنات في أعماق الطارمية الشمالية وتحديداً في المناطق الصعبة جغرافياً مما يسهل على الإرهابيين التنقل والاستهداف” ، مبيناً أن “العمل الحالي يتركز على المطاردة هذه الحاضنات من أجل القضاء عليها وقطع كل الإمدادات “.

الكاظمي يزور الطارمية للوقوف على تداعيات القضية

_وفي زيارة سريعة لرئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى قضاء الطارمية للوقوف على تداعيات القضية ، حيث التقى مسؤولين محليين ، واستمع إلى المشاكل التي تعاني منها أقضية ومناطق الطارمية ، ووجه بمتابعتها.
وحذر الكاظمي خلال الاجتماع من استغلال دوائر الدولة ومواردها ومشاريعها لصالح المرشحين للانتخابات ، مؤكدا أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية في هذا الشأن.
ودعا اهالي القضاء الى “التعاون مع قواتنا الامنية البطلة في ملاحقة فلول ارهابيي داعش والقضاء على حاضناته من اجل استقرار الطارمية وتحقيق امن العائلات”.