واع / تدويـر النفايــات في العـــراق .. تجربة ناجحة بحاجة الى توسيعها!!

وكالة انباء الاعلام العراقي ـ واع / خالد النجار / بغداد
مما لا شكَّ فيه أن إعادة تدوير النفايات ثروة اقتصادية كبيرة تعود على البلد بنتائج مفيدة،مستقبلا وحاضرا ، وقد تطرقنا في العديد التقارير والتحقيقيات الصحفية حول تدوير النفايات في العراق ومن محافظاته ، وضرورة ان يولي المعنيين الاهمية القصوى لهذا الجانب الحيوي للمحافظة على البيئة العراقية وتحسين ظروفها ، وكذلك يمكن الاستفادة من هذه التجربة في كسب واردات وعائدات مالية كما تفعل بعض دول العالم المتحضر، ولابد ان نشير الى انظمام العراق إلى (اتفاقية بازل) بشأن التحكم في نقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الحدود وداخلها إذ شرع قانون 3 في 31/1/2011 للانظمام إلى هذه الاتفاقية غير اننا لم نجد اجراءات جدية عملية وواقعية أو جهة مسؤولة تتابع تنفيذ القوانين أوهيئة تتابع نقل النفايات بكل انواعها التي لها تأثير اشعاعي أو غازي والتي تسبب جملة من الامراض وحالات التسمم !!
ـ وكالة انباء الاعلام العراقي ( واع ).. تناولت هذا الموضوع في عدة تقاريروتحقيقات صحفية استقصائية سابقا ، واليوم اجرينا هذا التحقيق الصحفي حول عملية تدوير النفايات بشكل اوسع والتقينا عددا من المهتمين بهذا الشان ليتحدثوا عن هذه التجربة وضرورة استثمارها بيئيا وصحيا واقتصاديا من اجل الحفاظ على بيئتنا وتربتنا واجوائنا ومياهنا والطبيعه بشكل عام، وحول افتتاح مشروع لتدوير النفايات في السليمانية حيث يقول المهندس مصطفى محمد لـ ( واع ) : نحن نستلم يوميا الف و100 طن من النفايات ويتم جمعها وتقطيعها اوليا وتنقل الى منطقة بايدراين ليتم تسويفها وتحميرها ويتم نقلها وتحميلها ليخرج المنتج بشكل نهائي ليستخدم بعده كوقود بديل في مصانع الاسمنت بدل النفط الاسود !
ـ مسؤول اعلام بلدية السليمانية زردشت رفيق اوضح لـ ( واع ) : ان تدوير النفايات اصبح من ضروروات الحياة واهميتها في الحقاظ على البيئة كما يمكن الاستفادة منها بكل ماتعيه الكلمة من اهمية ، وهناك 4 شركات تعمل في السليمانية بالتنسيق مع البلدية وحسب كميةالنفايات التي يتم جمعها يوميا وبحدود الف طن تقريبا ومن كافة مناطق المحافظة ،وهناك منطقة للطمر الصحي التي يتم جمع النفايات فيها وكلها تكون خاضعه الى ضوابط صحية كانت حتى زمن قريب كمداخن كبيرة لحرق النفايات !من كل انواعها دون رقابة جدية لحماية البيئة والصحة العالمة .
ـ المهندسة مريم عدنان بكالوريوس تخطيط المدن تؤكد لـ ( واع ): إن النفايات تُشكل مشكلة صحية ضارة بالمدن ومواطنيها كما تعرفون،وتوسعت كثيرا مع تطور المدن حركة نمو السكان والبناء والإعمار، ما يستلزم التخلص منها بطرق علمية حديثة بعيدا عن الطرق البدائية الضارة بالبيئة والصحة العامة وتأثيراتها على المياه السطحية والجوفية ومخاطر الحشرات وإنبعاث الغازات السامة أثناء عملية حرق النفايات فضلا عن التلوث الاشعاعي الإنبعاثي ،ولابد ان نشير الى ان هُناك مواطن عراقي دفعه حرصه في ان يفتح مشروع خاص بتدوير النفايات يخدم اهالي المدينة ليحميهم من النفايات وتكاثرها بشكل لافت للنظر، بالإعتماد على خبرة واستشارة قدمتها شركة (Ecocem) العالمية، وبكلفة كلية مقدارها (60) مليون دولار،وتجهيز مكوناته من قبل شركتين أُوربيتين المانية وأسبانية الرائدتين في معالجة النفايات.
وتضيف لـ ( واع ) : بلا شك ان هذا المشروع سيسهم بتخليص المدينة من كارثة بيئية جراء تراكم النفايات الصلبة بالتخلص منها بطرق بدائية، حيث كانت طريقة الطمر الصحي البدائي هذه يضر بباطن الأرض وعلى وجه الأخص تأثيره على المياه الجوفية وتلوث الهواء، أما الآن يُستفاد من إعادة تدوير هذه النفايات الصلبة، وكل النفايات عدا المخلفات الطبية والحصول على سماد (RDF) الصديق للبيئة الذي يُستفاد منه كوقود في بعض المعامل بدلا من إستخدام الوقود الأسود المضر للبيئة ولصحة الإنسان، ويطرح مياه صالحة لكافة الإستخدامات عدا الشرب، وباعتقادي يكون من المفيد إنشاء معامل أخرى مماثلة في عموم العراق ونحن كمواطنين علينا أن ننشر التوعية عن أهمية تقليل كمية النفايات ، وإدخال دروس تعليمية للأطفال وفي المدارس بكافة مراحلها، ونشر الإعلانات التجارية عن التوعية البيئية ..وأتمنى الحصول على دعم حكومي ومحلي للقيام بدراسات وبحوث علمية وعملية على أساس رصين، وبالتخطيط لهكذا مشاريع لما لها من ربح بيئي وإقتصادي، لأننا في المستقبل نحتاج إلى معامل مشابهه لهذا المعمل..
ـ المهندس مقداد حسين المختص في شؤون التربة يؤكد لـ ( واع ) :من المهم جدا بناء وتاسيس مثل هذه المشاريع في جميع محافظات العراق للمحافظة على الصحة العامة والتربة والبيئة ، كما إن تدوير النفايات من المشروعات ذات الأرباح العالية في حال استخدام المعدات في عمليات الفرز والتدوير، ولكن في حالة إنشاء مركز تدوير بدائي قائم على الأيدي العاملة فقط دون وجود معدات ومكائن فإن الطاقة الإنتاجية ستكون أقلّ، وتسبّب حالة من الفوضى والتلوث البيئي ،وهناك اقسام عديده للتدوير ومنها نفايات الورق، والورق المقوّى واعادة تدوير البلاستيك، وعادة تدوير المعادن لاستخدامها في المستقبل، مثل الحديد، والصلب، والألمنيوم، والنحاس، والفولاذ المقاوم وتدوير الأخشاب غير الملوثة، مثل المنصات الخشبية، وصناديق الخشب، والألواح، والخشب الرقائقي، والأثاث.وإعادة تدوير الزجاج غير الملوث والمناسب لإعادة المعالجة، مثل: القناني الزجاجية، وزجاج النوافذ، وغيرها ،واعادة تدوير المنسوجات التي تشكل مئات الآلاف من الأطنان سنوياً إن لم تكن أكثر، التي يتم التخلص منها كل عام، مع أن كثيراً من المنسوجات التي ترمى قابلة لإعادة التدوير والمعالجة.
ـ ويضيف حسين : وهناك ايضا إعادة تدوير الأنقاض الصعبة مثل طوب البناء إلى مواد قابلة للاستخدام من جديد، وهذه الأنقاض الصعبة في المنشآت الصناعية ومواقع البناء والهدم، التي تحمل في عربات إلى مراكز إعادة التدوير، حيث يتم سحقها ثم إنتاجها من جديد للحصول على درجات مختلفة من الركام، ويعاد استخدامها في مواقع البناء ،وتاتي إعادة تدوير النفايات الكهربائية والإلكترونية ،وتدوير البطاريات؛ كونها من النفايات الصناعية الخطرة التي يجب التخلص منها بنحو سليم ، كذلك المصابيح الكهربائية، التي تعدُّ أيضاً من النفايات الخطرة؛ بسبب احتواء جميع المصابيح على زئبق ضار بالبيئة، فيجب التخلص منها بإزالة الزئبق من المصابيح، ويمكن إعادة تدوير الزجاج بالكامل.وناتي على إعادة تدوير نفايات إطارات السيارات، وذلك بتقطيع الإطارات. وتستخدم نشارة المطاط كغطاء أرضي في الملاعب والمواد السطحية للميادين الرياضية، ويستفاد منها في صنع الحصير المطاطي، والمطبات السريعة، وغيرها.
ـ واخيرا يؤكد حسين لـ ( واع ) : كما لاننسى عملية تدوير النفايات الغذائية، وتحويلها إلى أعلاف وأسمدة زراعية؛ فعلى سبيل المثال: تعمل شركات تدوير النفايات في الخارج على إعادة تدوير المخلفات الغذائية، ومعالجة عشرات الآلاف من النفايات الغذائية العضوية التي كانت تطمر في الماضي، وتنتج هذه الشركات سماداً زراعياً عاليَ الجودة لاستخدامه في الزراعة، وتجدر الاشارة الى ان هناك دولاً تستورد النفايات مثل الصين، والسويد، وألمانيا، وبلجيكا، وهولندا، فيما يعرف بشحنات اﻟﻨﻔﺎﻳﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ. وعلى سبيل المثال: تمتلك السويد كثيراً من مراكز تحويل القمامة إلى طاقة، وتحوّل الشركات السويدية معظم النفايات إلى وقود لتوليد الطاقة خلال الشتاء الطويل، حيث إنها لا ترمي أي مخلفات قابلة للحرق في المكبات ..