واع/النهضة الاسلامية وعظمتها .. في فلم بريطاني الف اختراع واختراع !!

وكالة انباء الاعلام العراقي ـ واع / خالد النجار / بغداد
بمناسبة افتتاح معرض ( الف اختراع واختراع ) في العاصمة البريطانية لندن انتجت بريطانيا فيلما عن الاختراعات الاسلامية الكبيرة واظهروا براعة الاسلام والمسلمين في اختراعاتهم والتي شاهدها الغرب برمته( ألف اختراع ومكتبة الأسرار 1001 Inventions and The Library of Secrets )هو الفلم الذي اثار ضجة كبرى،مع انه فلم قصيرمترجم ومدبلج عن العصر الإسلامي وازدهارالعلم فيه ، حيث تدور أحداثه في إطار خيالي لمجموعة من الطلبة المكلفين باجراء بحوث عن (العصورالمظلمة)! لكن أمين المكتبة نبههم إلى أنه لا يوجد شئ يسمى عصراً مظلماً!! حيث اصطحبهم الأمين إلى قسم داخل المكتبة عن العلوم الاسلامية والاكتشافات والاختراعات وما أسسه المسلمون من أسس انبنت عليها أغلب الاختراعات المعاصرة اليوم في الغرب ،حيث يفتح الطلاب كتاباً لتظهر شخصيات ابن الهيثم وعباس بن فرناس وغيرهم من عمالقة الحضارة الاسلامية ليتحدثوا عن إشارة سريعة لأبرز ما صنعوه، وأثر ذلك على الحضارة في الوقت الحالي.
( وكالة ابناء الاعلام العراقي ـ واع ) .. اخذت على عاتقها منذ فترة طويلة ان تسلط الاضواء على الكثير من الاحداث والمؤشرات التي يجب الاهتمام بها من قبل الاعلام العراقي والعربي ولكن مع الاسف الشديد انشغال هؤلاء بامور لاتخدم الاعلام ولا المتابعين لشؤونه ،اليوم نسلط الضوءعلى فيلم بريطاني هو جزء من مبادرة تعليمية عالمية تهدف إلى التعريف بالمنجزات العلمية والثقافية التي حققتها الحضارة الإسلامية في العصورالوسطى ، حيث تضمن اقامة مبادرة تنظيم معرضاً عالمياً متجولاً، بدأ انطلاقته في متحف العلوم في لندن منذ عام 2010م، والذي جذب آلاف الزوار في أشهر متحف علمي في أوروبا ،كما تميز المعرض والفيلم الذي يعد مقدمة يشاهدها الزوار في بداية المعرض، قدم للمشاهدين حقيقة أساسية بأن العصر الإسلامي لا ينتمي إلى العصور المظلمة كما يسميها الغرب وإنما كان عصراً ذهبيا لامعا..
( واع ) .. الحضارة الغربية قامت على علوم المسلمين وحضارتهم، فقد نقل الأوروبيون في بداية عصر النهضة كل ما وقع تحت أيديهم من العلوم والمعارف الإسلامية إلى لغاتهم وكانت هناك مراكز إشعاع حضاري مثل الأندلس وصقلية كان الأوروبيون يفدون اليها لتلقي العلم على أيدي العلماء العرب والمسلمين .
ـ الاعلامي والكاتب العراقي المعروف الاستاذ فلاح المرسومي وخبرته وعصارة تجربته في الكتب والاصدارات في العراق والعالم اوضح لـ ( واع ) اهمية مثل هذه الافلام والمعارض بالقول : بلا شك ورغم اعتراف بعض العلماء الغربيين المنصفين في الوقت الحاضر بفضل الحضارة الإسلامية على حضارتهم الا ان التيار الغالب منهم كان يتنكرلفضل الحضارة الإسلامية وهو امرمعروف لنا جميعا ولايستحق ان نتطرق اليه ! والحقيقة ان الحضارة الغربية قامت في الأساس على علوم الحضارات القديمة مثل الحضارة الاسلامية وانتشارها الكبير،وكذلك اليونانية والإغريقية وغيرها ،ولم يكن غريبا أن يهاجم بعض المسؤولين الغربيين الحضارة الإسلامية،ولكنها حقيقة لايمكن ان تحجب بغربال مهما طال الزمن ام قصر؟ وهذا الفلم اليوم يؤكد حقيقة الحضارة الاسلامية ودورها في خدمة البشرية غربا وشرقا وشمالا وجنوبا سواء شاء من شاء اوابى ..
ـ الدكتورة نجلاء محمد أمين الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهرتؤكد لـ ( واع ): الحضارة الإسلامية أعظم حضارة في العالم ،وان أوروبا لا تستطيع إنكار فضل العرب مشيرة إلى ان الأوروبيين تبنوا المناهج العلمية التي ابتكرها العلماء المسلمون ، وتؤكد ان الحضارة الإسلامية كانت بشهادة المؤرخين والباحثين ..أعظم حضارة شهدها العالم طوال العصورالوسطى موضحة أن فضل العرب واضح، لا على أوروبا وحدها، بل على البشرية جمعاء.. ذلك لأن العرب الذين أقاموا دولة عظيمة مترامية الأطراف امتدت من المحيط إلى الخليج لم يكونوا كغيرهم من الشعوب التي انسابت من جوف آسيا في العصورالوسطى لتهدم وتخرب وإنما صاحب العرب الأمن والاستقرار أينما حلوا فقد نشروا مبادئ ومثل عليا مثل التسامح والإخاء والمساواة فتحولت أقطار العالم الإسلامي في ظل رعايتهم إلى مراكز علمية يشع منها نور العلم والمعرفة
ـ وتؤكد نجلاء لـ ( واع ) : إلى انه حينما تم الفتح العربي لإيران زالت كافة الحواجز والسدود بين البلدين حيث اعتنق الفرس الإسلام لأنهم وجدوا فيه مخلصا لهم من الظلم والطغيان الذي شهدته الدولة الفارسية في أواخر عهدها فعكفوا على تعلم اللغة العربية ومعرفتهم بتشريعات الدين وكان هذا من أكبرالحوافز عندهم لاعتناق الإسلام والتفقه فيه ودراسة اللغة العربية دراسة مستفيضة شملت كافة العلوم من نحو وصرف وعروض وعلم اللغة وعلوم البلاغة فضلا عن العلوم الشرعية الإسلامية حتى خرج من صفوفهم علماء كانوا أئمة وأعلاما في أصول وفروع هذه العلوم العربية والإسلامية ..
ـ اما الدكتور قاسم عبده أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب جامعة الزقازيق إفيؤكد لـ ( واع ) :كما هو معروف ان كل شعب يصنع حضارته بنفسه ويستفيد من الحضارات الأخرى خاصة في النواحي التكنولوجية موضحا ان القول باستعارة شعب لحضارة أخرى قامت في بلاد أخرى غير صحيح حتى ولو كان هناك تجاور مكاني !! وان الحضارتين الإسلامية الكبيرة والأوربية لم يكن بينهما تجاور مكاني فقط وإنما كان هناك تفاعل وتداخل، فالمناطق العربية شرق وجنوب البحرالمتوسط كانت جزءا من ،الإمبراطورية الرومانية وبعد انتصار الإسلام تحول البحر المتوسط إلى بحيرة إسلامية وأصبحت أسبانيا وأجزاء من فرنسا وايطاليا وجزر البحر المتوسط تابعة للعالم الإسلامي مؤكدا أن الحضارة الإسلامية تأثرت بتراث هذه الشعوب .
ـ مشيرا لـ ( واع ) :عندما تحول أبناء هذه الشعوب إلى الإسلام لم يغيروا تراثهم موضحا أن هذا حدث أيضا مع الحضارة الغربية في أسبانيا التي خضعت للحكم الإسلامي ثمانية قرون فقد عاش الأسبان حتى بعد خروج المسلمين على منجزات الفلسفة والفكروالفن والشعر وهندسة الري وهندسة المباني وفنون الحكم الإسلامية كذلك في جنوب ايطاليا لم يكن ملوك النورمان يثقون في أحد يشكل فرق الحرس الخاص بهم غير المسلمين ولم يكن أحد يستطيع أن يقوم بعمليات التثقيف والتنوير في بلاطهم غير المسلمين ,وأن ذلك كان مرده أن الحضارة الإسلامية كانت هي ثقافة العالم كله في ذلك الوقت وكانت اللغة العربية هي لغة كل جديد في إنجازات العلم بل قد بقي بعض المسلمين في أسبانيا بعد انتصار الأسبان في عام 1492 ميلادية وهؤلاء عرفوا بالموريسك وغير بعضهم دينه بسبب الصعوبات التي واجهها لكنهم لم يغيروا عاداتهم وسلوكياتهم وأفكارهم !
اما الدكتورمحمد من جانمعة بغداد فؤكد لـ ( واع ) :هذا الفلم البريطاني الذي عرض قبل سنوات لازال يلقى نفس الاعجاب وتجدد النظرة الحقيقية للاسلام والمسلمين وتاريخهم وحضارتهم التي رسمت حدود العلوم والفنون في الكون كله وليس فس الغرب والشرق فقط ، أن الحضارة الإسلامية كنتاج للعقلية الإسلامية والفكر الإسلامي لاتزال موجودة وآثارها واضحة مشيرة إلى أن العلم الحديث مدين للحضارة الإسلامية بالمنهج العلمي والمنهج التجريبي بالإضافة إلى أن إسهامات المسلمين العلمية والفكرية لاتزال لها آثارها الملموسة التي يعترف بها الغرب بل ان الغربيين يقرون بفضل العرب في التوصل إلى كثير من المنجزات العلمية الحديثة ، كما كان بعض الغربيين يجهلون فضل الحضارة الإسلامية عليهم فهذا لا يغير من الواقع شيئا لأن هؤلاء لا يسيؤون إلى الحضارة الإسلامية وإنما يسيئون إلى أنفسهم ويكشفون جهلهم ومنهم من هذا الفريق بيرلسكونى رئيس الوزراء الايطالي الذي تطاول على الحضارة الإسلامية وزعم أنها لا تصلح لهذا العصر رغم أنه يدرك تماما (وفي ايطاليا بالذات ) ؟؟!! أن الحضارة الإسلامية أثرت في قيام النهضة الأوروبية وأنه لولا علماء المسلمين لما نهضت أوروبا.