واع / “كتم الافواة “

واع / الكاتبة نور الزهراء علي

أظهر مؤشر “لجنة حماية الصحفيين العالمي للإفلات من العقاب” أن سوريا بين 12 دولة مسؤولة عن 80% من جرائم قتل الصحفيين، خلال السنوات العشر الماضية.نسبة عدد حالات قتل الصحفيين التي لم تُحل من عدد سكان كل بلد، وامتدت فترة المؤشر بين 1 من أيلول و31 من آب الماضيين.
وجاءت سوريا في المرتبة الثانية بعد الصومال، تلاها العراق وجنوب السودان في القائمة التي تضم أسوأ الدول ضمن المؤشر الصادر أمس، الأربعاء 28 من تشرين الأول.
وحسب تقرير المؤشر، كان عدد جرائم قتل الصحفيين التي لم تُحل، في الصومال 26 جريمة، وفي سوريا 22، وفي العراق 21، وفي جنوب السودان خمس جرائم.جريمة القتل بأنها القتل المتعمد ضد صحفي معيّن على خلفية عمله في الصحافة.
ويشار إلى الحالات بأنها “لم تُحل” عند عدم الوصول إلى حكم إدانة ضد مرتكبي الجريمة، حتى إن حدد المشتبه بهم واعتقلوا.
بمناسبة الذكرى الثامنة لليوم العالمي “لمكافحة الإفلات من العقاب” الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة .النقاب عن مقتل 92 صحفيا خلال العقد الماضي بالعراق، وسط اتهامات للسلطات بالتهاون في ملاحقة الجناة.غالبية جرائم الاستهداف المباشر للصحفيين والفرق الإعلامية، خلال الفترة الأخيرة، ذات صلة بطبيعة عملهم في نقل أخبار وتطورات الاحتجاجات الشعبية، وما رافقها من قمع للمتظاهرين وحوادث اغتيال ناشطين”. أن أغلب الاعتداءات والتهديدات العلنية التي طالت صحفيين ومؤسسات إعلامية تصدر غالباً من جهات وأطراف يمكن للأجهزة الأمنية الرسمية والقضاء العراقي تحديدها وملاحقة المسؤولين عنها والمنخرطين فيها، لكنها لم تقم بواجبهما في هذا الشأن”.العراق وعلى مدار عقد كامل سجل مقتل 92 صحفياً ، ولم تكشف تحقيقات السلطات المتهمين”.
وفي ضوء تلك الإحصائيات، دعت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، الحكومة إلى “إيجاد حل عملي وفعال لإنهاء حالات الإفلات من العقاب بشكل حاسم، انطلاقا من مهامها وواجباتها الدستورية”وصنفت المؤشرات الدولية العراق كأحد أخطر البلدان للعمل الصحفي، لأسباب أبرزها الإفلات المزمن من العقاب وانعدام المساءلة، الأمر الذي يشجع الجناة على إرهاب الصحفيين، وتضييق مساحة حرية عملهم.
أحمد مهنا ثالث صحفي يلقى مصرعه في العراق أثناء ممارسة عمله منذ اندلاع موجة الاحتجاجات الشعبية في 1 أكتوبر/تشرين الأول. فقد كان المصور المستقل هشام فارس الأعظمي أول القتلى عندما عندما سقط جراء إصابته برصاصإحدى الميليشيات غير النظامية في 4 أكتوبر/تشرين الأول بينما كان يغطّي مظاهرة بساحة عبد القادر الكيلاني في بغداد. وحسب المعلومات التي استقتها مراسلون بلا حدود، اغتال مسلحون مجهولون الكاتب والصحفي المواطن أمجد الدهامات في 7 نوفمبر/تشرين الثاني بالقرب من منزله في محافظة ميسان جنوبي العراق.

وفي هذا الصدد، قالت صابرين النوي، مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود، “إن الصحفيين العراقيين باتوا عرضة للخطر والتهديدات أكثر من أي وقت مضى”، مؤكدة أنه “من غير المقبول أن يدفع المراسلون الميدانيون أرواحهم ثمناً لحمل 
كاميرا أو أداة تصوير”، مذكرة في الوقت ذاته أن “السلطات العراقية مطالبة بإجراء تحقيقات جادة لإماطة اللثام عن الجناة المتورطين في جرائم ذات طبيعة متعمدة لا غبار عليها.
وبالإضافة إلى اغتيال أحمد مهنا، اختُطف في نفس اليوم المصور المستقل زيد الخفاجيلدى عودته من تغطية ميدانية بساحة التحرير في بغداد، حيث سجلت كاميرات المراقبة رجالاً يدخلون منزله قبل اختفائه، ليصبح بذلك ثاني صحفي يتعرض للاختطاف بعدمحمد الشمري، عضو مرصد الحريات الصحفية العراقي، الذي تم الإفراج عنه في نهاية المطاف.يُذكر أن العراق يقبع في المرتبة 156 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا العام.
وبعد اشهر قليلة تم اغتيال الصحافي العراقي أحمد عبد الصمد ومصوره صفاء غالي قد قتلا الجمعة في سيارتهما، عندما كانا يغادران ساحة الاعتصام وسط مدينة البصرة، إذ أطلق مسلحون مجهولون الرصاص عليهما، ما أسفر عن مقتل عبد الصمد على الفور وإصابة صفاء غالي الذي توفي متأثرا بجروحه بعد ساعة من وقوع الحادث. لقد كان سبب مقتله أداء عملة في اخلاص لم يكون احمد يتبع حزب او ينتمي إلى سلطة سياسية كان صحفي حر يحلم ليكون وطنه حر خالي من الاحزاب و الميليشيات المسلحة.