واع / مخلفات الحروب تحرم عراقيين من الحياة والعمل

واع / متابعة

ذخائر ورؤوس حربية نزعتها فرق تفكيك الألغام، في منطقة قريبة من قرية حسن جلاد شمال الموصل بشمال العراق في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

ذخائر ورؤوس حربية نزعتها فرق تفكيك الألغام، في منطقة قريبة من قرية حسن جلاد شمال الموصل بشمال العراق في 29 تشرين الثاني/ 2021 زيد العبيدي ا ف ب/ارشيف

4قرية حسن جلاد (العراق) بسبب الألغام والمتفجرات التي خلفتها الحروب في العراق، لم تنج عائلة واحدة في قرية حسن جلاد (شمال) من مأساة فقدان أبناء أو أقارب وإعاقة آخرين من سكانها الذين يعتاشون على الزراعة وتربية المواشي.

لم تترك الألغام والمتفجرات التي خلفتها الحروب في العراق عائلة في قرية حسن جلاد الواقعة شمالا، بلا مأساة فقدان أبناء أو أقارب وإعاقة آخرين من سكانها الذين يعتاشون على الزراعة وتربية المواشي.

وتقول احصائيات الأمم المتحدة إن مئة طفل قُتلوا أو أصيبوا في الأشهر التسعة الأولى من العام جراء انفجار الغام ومتفجرات من مخلفات الحروب في العراق.

وتؤكد المنظمات الإنسانية بأن هذا الخطر يهدد شخصا من كل أربعة في هذا البلد الذي يعد من الأكثر تضرراً في العالم جراء هذه المخلفات.

والصراعات المتتالية منذ الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) وحتى هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية عام 2017، هي سبب وجود هذه المخلفات التي يدفع ثمنها أبناؤه.

وتسبب انفجار لغم نهاية 2017، بعد فترة قصيرة من هزيمة الجهاديين، بمأساة لعائلة عوض قدو في قرية حسن جلاد بمحافظة نينوى إلى الشمال من مدينة الموصل والتي كانت عاصمة لتنظيم الدولة الإسلامية لثلاث سنوات.

وقُتل اثنان من أبناء اشقاء قدو كانوا يرعون الماشية جراء الانفجار الذي أدى أيضا إلى جرح أحد ابناءه وبتر ساقي شخص آخر، إضافة إلى نفوق أبقار وأغنام.

وقال “نخاف على الأطفال، نرشدهم على الطريق ونطلب منهم تجنب مناطق وعدم التقاط ما يجدونه على الأرض، كسلك كهرباء أو أي شيء”.

خلال عام عثر على أكثر من 1500 عبوة متفجرة في المنطقة، بحسب علاء الدين موسى ضابط متقاعد يعمل مع شركة “جي سي إس” الخاصة لرفع المخلفات الحربية.

وقال “لكل بيت في المنطقة قصة مؤثرة” مضيفا “أطفال كثر قتلوا ومئات الحيوانات نفقت في انفجارات في حقول”.

ويواصل فريق مختص بتفكيك الألغام عمله وينقل المتفجرات التي يعثر عليها إلى منطقة خالية محظورة ومطوقة بحزام أحمر. وتصنف المتفجرات بين صواريخ عيار 107 ملم ومقذوفات عيار 23 ملم والغام “في أس 500”.

وتعد محافظتا الانبار(غرب) ونينوى من أكثر المناطق تضرراً، كما هو الحال في جميع المعاقل السابقة لتنظيم الدولة الإسلامية.

وقال رئيس برنامج العراق في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بير لودهامر لوكالة فرانس برس، “نرى الكثير من المتفجرات المزروعة في مناطق حضرية”.

وأضاف أن “الخطر يزيد من صعوبة عودة الناس إلى منازلهم واستئناف حياتهم الطبيعية”، في بلد يعد ما لا يقل عن 1,2 مليون نازح.

وتكشف الالغام والمتفجرات المزروعة عن الصراعات والحروب المتلاحقة، بدءا بالحرب العراقية الإيرانية وحربي الخليج وغزو العراق عام 2003، وما تخللها من نزاعات داخلية ومواجهات ضد التنظيمات المتطرفة.

ولفت تقرير المنظمة في تشرين الأول/أكتوبر إلى أن “العراق يعد من أكثر دول العالم من حيث المتفجرات المزروعة”.

وحذر من وجود متفجرات “في أكثر من 3200 كلم من الأراضي، أي ضعف مساحة لندن” مضيفا أن “8,5 مليون شخص يعيشون وسط مخلفات الحرب القاتلة هذه”.

يتمثل التحدي الرئيسي في زيادة الوعي لدى أهالي هذه المناطق لتغيير سلوكهم في مواجهة الخطر.

وقال مدير فرق التوعية في محافظة نينوى غيث قصيد علي (30 عاما) لفرانس برس أنه من خلال جلسات توعية للأطفال والكبار “سجلنا قصص نجاح”.

وأوضح “بعد الجلسات، يخبروننا إذا شاهدوا مخلفات حرب”.

ويؤثر خطر الألغام على الحالة الاقتصادية، لأن “أكثرية سكان هذه القرية مزارعون، لكن أغلب الأراضي مزروعة بمتفجرات خلفتها الحروب”.

وتكشف حالة عبد الله فتحي البالغ 21 عاما، الانعكاسات الاقتصادية لتلك المخاطر.

ففي عام 2014، عندما كان هذا الشاب يرعى المواشي تعرض لانفجار لغم أدى إلى بتر ساقيه ويده اليسرى وعدد من أصابع يده اليمنى.

وقال هذا الشاب بحزن “سابقاً كنت اعمل (لكن) الآن لا أستطيع أن أفعل أي شيء،ولا أن أحمل شيء ولا حتى أحجار الاسمنت” للبناء.

واضاف بيأس “أقضي يومي في البيت ولا أخرج منه”.