واع / مهنة الخياطة في العراق مهددة بالانقراض بسبب الاستيراد العشوائي

بغداد/ واع/  داود سلمان الساعدي

الخياطة مهنة الفن الجميل  مهدده بالانقراض جراء فتح استيراد الالبسة من قبل وزارة التجارة وتعاني من الاهمال الحكومي جراء محاربة المصانع العراقية من قبل وزارة الصناعة،حيث ان الاستيراد العشوائي فتح على مصراعيه من جميع المناشي والمعامل التركية والعالمية وقد عانى القطاع الخاص من الكساد وهجرة اغلب  الخياطين الى خارج العراق وخاصة هجرتهم  في تركيا  وهم صناعيين حرفيين جاء ذلك جراء  الكساد وعدم حماية المنتوج الوطني ، ويعدالخياطون من امهر الصناعيين وعلى راسهم الخياط احمد خماس في شارع الرشيد راس القرية والخياط معين معلة  والخياط  الارمني اوكبيان والخياط يعقوب  والخياط الفنان محمد نوشي الذي عملت معه في سبعينيات القرن الماضي في عمارة الكيلاني مجاور بدالة السنك كذلك  الخياط جميل عبد الوهاب في السنك والخياط عبدالرزاق الشريفي والخياط عدنان البهادلي ، حيث جعلت الدولة الكثير من المهن التي كان لا غنى عنها في السابق، تكاد أن لا تذكر اليوم بسبب الاستيراد .

والخياطة  ومن المهن النادرة المحافظة على أصالتها حتى في الوقت الحاضر ، إذ من المؤكد أنها تعد من أروع المهن في العالم والتي لم تندثر مهما مر عليها الزمن، فأشهر مصممي الأزياء لا يمارسون التصميم من دون تعلم الخياطة ليتمكنوا من تحويل قطعة الملابس الى عمل فني رائع، وتشغل الخياطة في العراق مساحة مهمة جداً منذ قديم الزمان، إلا أنها سرعان ما أهملت مما جعل الناس تعتمد على البضاعة المستوردة ونبذ الخياطة والمصانع المحلية.

وللحديث عن مهنة الخياطة في العراق، قال الخياط عبد الرزاق الشريفي  في حديثه لــ(وكالة انباء الاعلام العراقي/واع)، إنه يمارس مهنة الخياطة منذ أكثر من 40عام  حيث عمل في البداية كأجير وتتلمذ على يد أشهر الخياطين المعروفين آنذاك  وهو جميل عبد الوهاب ورعد الخياط وحسون ابو عادل  وعبد الحسين صادق حتى أصبح خياطاً معروفاً في شاع الرشيد مجاور سينما الخيام   وكثير  من الزبائن يتوافدون عليه من مختلف المحافظات.

وعن المعاناة التي واجهت تلك المهنة أكد الشريفي ، أن البضاعة المستوردة الصينية والتركية فضلا عن بضاعة البالة التي غزت الأسواق، أثرت بشكل كبير على اقبال الناس على الخياطة، مؤكداً أن أغلب زبائنه هم من كبار السن.

وبين الخياط عدنان البهادلي  وهو خياط ملابس عسكرية في شارع الخيام  لــ(وكالة  انباء الاعلام العراقي/واع)، أن هناك اقبالاً من الناس على الخياطة بطلب كوستمات وجلابيات وقفاطين نسائية مختلفة ،وهناك انتعاش في الملابس العسكرية  حيث انها تعطي قيافة جيدة لابناء القوات المسلحة مبيناً أنه  في السابق كانت جميع المحافظات يأتون الى الخياطين في بغداد إلا أنه في الوقت الحاضر أصبح في كل محافظة سوق وخياطين.

وأفاد الخياط أمير عباس لــ (وكالة انباء الاعلام العراقي /واع)، بأن المصانع لديها القدرة على تجهيز تجار الشورجة بـ (1600) قطعة خلال مدة اسبوع وأحيانا أقل من ذلك بحسب الطلب، ويتم العمل بجميع انواع الملابس (صداري مدرسية، دشاديش، تنانير) وغيرها، ويوجد داخل المعمل مصمم قادر على تصميم وتقديم أرقى أنواع الموديلات، داعياً الحكومة الى تقديم الدعم للمعامل من خلال سد باب الاستيراد وجعل المنتج المحلي يغزو الأسواق.

من جانبه قال صاحب معمل الخياطة محمد الأسدي لــ(وكالة انباء الاعلام العراقي / واع)، إن البضاعة المستوردة أثرت بشكل كبير جداً على مهنة الخياطة، إلا أن ظروف كورونا وما رافقتها من أحداث وارتفاع صرف الدولار، جعلت المصانع العراقية تنهض من جديد وأصبحت تنافس البضاعة السورية والاماراتية والمصرية وحتى التركية، لافتاً الى أنه في السابق كان المعمل يحوي على 4 خياطين وثلاثة عمال أما اليوم فيحوي على 9 خياطين وعدد كبير من العمال
وأضاف، أن المبيعات ترتفع في شهر محرم، فتجار الشورجة يشترون من المصنع البضاعة ويباشرون بتوزيعها على المحافظات، لافتاً الى ارتفاع لوازم الخياطة المستوردة من أهم المشاكل التي تواجه معامل الخياطة في الوقت الحالي فيما دعا الى عدم فرض كمرك على تلك اللوازم كونها استهلاكية.

بدورها التقت( وكالة  انباء الاعلام العراقي/ واع )  ببائعي لوازم خياطة، والذين أكدوا، أن “حل مشكلة الخياطة في العراق يكون من خلال فرض ضرائب عالية على المستورد، وبالتالي ستعود المصانع وايجاد فرص عمل للكثير من الشباب وحل أزمة البطالة كذلك فتح معامل الغزل والنسيج لصناعة الاقمشة العراقية التي كانت تضاهي المستورد سابقاً. لذا ندعوا وزارة التجارة بالنظر الى هذا الموضوع بجدية وتشجيع الصناعة العراقية من قبل وزارة الصناعة والمعنيين فيها ودعم العمال العراقيين من خلال تشكيل اللجان النقابية في المعامل ودعم النقابات العمالية ومن اهم هذه النقابات المتخصصة نقابة الغزل والنسيج والجلود في العراق.