واع / هل يجتمع الحزن والفرح ؟

واع / مزهر كاظم المحمداوي
*كانت مشاركة منتخبنا الشبابي في نهائيات كأس العالم في تركيا الحدث الرياضي الابرز في ذلك الوقت الذي استقطب اهتمام معظم الناس واتسعت بسببه مساحة كتاب المقالات والتقارير والاستطلاعات بشأن النتائج والتوقعات وما حققه المنتخب في المباريات التي خاضها حتى وصوله الى المربع الذهبي,الا ( انا ) اّليت على نفسي ان لا اكتب شيئا في حينه واكتفيت بالمتابعة املا بمواصلة الانتصارات حيث كان شبابنا بحق اطلالة العراق البهية على العالم وصورته الحقيقة غير المزيفة التي تتعمد وسائل الاعلام المغرضة ان تنقلها للاخرين مستعينة بنفر ممن يحملون الجنسية العراقية الذين لايسرهم ان ترتفع راية العراق على مدرجات ملاعب مدينة انطاليا التركية ولا في ساحات وشوارع مدننا. لقد كنت مثل غيري متفاعلا مع لحظات المباريات وانا جالس بين افراد اسرتي كلما انتهت مباراة بفوزيحققه شبابنا خاصة مباراتنا امام كوريا الجنوبية التي نقلت طموحاتنا المشروعة الى الدور نصف النهائي ..نعم ,كنت في محطة الانتظار الايجابي حابسا كلماتي ,مخفيا قلمي مبتعدا عن لذة الكتابة مصمما على ان لا اكتب كلمة واحدة ولا انجرف مع التيار العارم من المقالات التي ملئت الصحف الرياضية وغير الرياضية ,وتلك ظاهرة حسنة تدل على التفاعل الوجداني مع المنتخب , وعاهدت نفسي ان اتصالح مع قلمي عندما يكون منتخبنا الشبابي طرفا في المباراة النهائية ويحقق الفوز بلقب البطولة ..لكن هواجس اخرى كانت تنتابني ,رغم الثقة والتفاؤل الكبير بشبابنا ومدربهم .حيث كانت تلك المخاوف تقودني الى شريط من الذكريات (المفرحة المحزنة )عندما كان عدد كبير من هؤلاء الشباب ضمن تشكيلة منتخبنا الوطني الذي ابدع في ( خليجي 21) الا ان اللقب ذهب في اخر المطاف للمنتخب الاماراتي مثلما ابدعت هذه المجموعة في نهائيات اسيا الا ان اللقب انتزعته كوريا الجنوبية..كنت اخشى ان يتكررالمشهدان بسببب اخطاء بسيطة ما كان لها ان تكون الا انها تكررت للاسف امام الاورغواي ,و( الخوض في تفاصيلها المعروفة لا فائدة منه الان ) .. الحزن الذي اعقب الفرح عندي ,مع التسليم ان الخسارة واردة كما هو الفوز, الخسارة التي ذاقتها منتخبات كبيرة في تلك النهائيات كمنتخب اسبانيا الذي كان المرشح الاقوى لنيل اللقب,ومنتخب موطن كرة القدم ,المنتخب الانجليزي ,ومنتخبات كرواتيا والبرتغال اضافة الى المنتخبات القوية التي فشلت اصلا للوصول لهذه النهائيات كالبرازيل والارجنتين .. ان مصدر اسفي وحزني هو ان المنتخبات التي ذكرتها تستطيع ان تعيد نفسها الى الواجهة في نهائيات قادمة لاسباب معروفة الا ان كرة القدم عندنا بعد اثينا 2004 حينما حققنا منجزا كرويا اولمبيا غير مسبوق وكنا قريبين من خطف الوسام النحاسي لولا خسارتنا بصعوبة امام المنتخب الايطالي القوي(صفر _1) في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع ,يومها قدمت لنا الكرة العراقية كوكبة لاعبين من جيل يونس محمود ونشأت اكرم وباسم عباس ومحمد كاصد ونورصبري وقصي منير وعلي حسين ارحيمة وكرار جاسم وعلاء عبد الزهرة , ثم هوار ملا محمد وسلام شاكروحيدر عبد الامير وجاسم غلام وعماد محمد وصالح سديرومهدي كريم وهيثم كاظم واخرون الذين قادهم المدرب البرازيلي (فييرا) فيما بعد للفوزبكأس امم اسيا للمرة الاولى في تاريخ الكرة العراقية .. كانت الفرصة متاحة الى حد ما امام المدرب المجتهد حكيم شاكر وتلاميذه المقاتلين النجباء للفوز بكأس العالم للشباب في فرصة كنت لا اعتقد انها سوف تتكرر ولوبعد (عقود من الزمن..!) لاسباب ذكرت كثيرا منها في سياق كلامي .ومع ذاك لابد من وقفة احترام وتقدير لكتيبة شاكر المقاتلة الغيورة الشجاعة, برغم اللغط الذي اثير حول اعمار اللاعبين وما الى ذلك .. لقد اكدت في حينها ان امام تلك الكوكبة ,اذاما حافظنا عليها وامددناها بما يستلزم من مال ودعم معنوي ومتابعة حثيثة جادة لكل ما يتعلق بشؤون افرادها الفنية والاجتماعية ,مهمة تحقيق انجاز اولمبي او الوصول الى نهائيات مونديال موسكو 2018بعد ان ضيعنا على انفسنا فرصة الوجود في مونديال البرازيل لكن ذلك لم يتحقق بسبب ظروف كثيرة, فلم نكرر الوصول الى نهائيات كأس العالم لمنتخبات المتقدمين الا مرة واحدة منذ مونديال المكسيك 1986, ولم نحقق نتيجة مشرفة عبر مشاركاتنا في الدورات الاولمبية الا بعد مضي ( 18عاما )على وصولنا للمكسيك.استذكرت هذا الكلام وانا ارى احلامنا تتساقط بطولة بعد بطولة ودورة بعد دورة ونحن نعيش شتات وتيهان لا مخرج له حتى الان بعد خروج منتخبنا من تصفيات كأس العالم 2022 في قطر التي عدت من افضل واسهل الفرص للكرة العراقية اضافة الى اخفاقات اخرى على الصعد كافة.