واع / بلا حدود …. اليد البيضاء

واع/ طارق الحارس – استراليا

من المؤكد أن تعريف صاحب ( اليد البيضاء)  في العراق، لا يشبه مطلقا تعريفه في بلدان الكرة الأرضية كلها، ومنها الدول المعروفة بالفساد الإداري والمالي.

لن أستغرب التعريف العراقي، غير المنطقي، حينما  اسمعه من قبل  المطبلين، والمتملقين للمسؤولين، لكنني أستغربه حينما يكون صادرا من طرف بعض الأشخاص الذين يضعون أنفسهم في خانة المعارضة لأصحاب الكراسي،  إذ أنهم يعتقدون أن اليد البيضاء هي التي لا تسرق الأموال بيدها، أو توقع العقود بيدها، أو تحيل المشاريع الوزارية بيدها، بالرغم من أن رائحة الفساد في الجهة التي يديرها هذا المسؤول، أو ذاك  قد فاحت الى حد لا يطاق ، لكن يظل هذا المسؤول من وجهة نظرهم هو صاحب ( اليد البيضاء ) !!!!!!.

نأخذ وزير الشباب والرياضة عدنان درجال مثالا حيث شاهدت حديثا لشخصية رياضية كان يتحدث عن يد درجال البيضاء التي ، حسب وصفه، لم تسرق من أموال الدولة، لكنه، أي الشخصية الرياضية، كان يشير إلى فساد مالي وإداري كبير في وزارة الشباب والرياضة  متمثلا بعقود الوزارة والرشاوى والتعيينات والتنقلات، وكذلك أشارته إلى سفرات الوزير العديدة، تلك السفرات التي ينفق فيها ( معاليه ) ملايين الدنانير والتي ( تاهت ) ما بين كونه ( السيد الوزير )، أو كونه السيد ( رئيس اتحاد الكرة )،  فضلا عن اشارته الى ملفات فساد واضحة في عهد الوزير السابق، تلك الملفات التي رفض درجال احالتها الى التزاهة، بحجج غير منطقية، وغير قانونية، وغير شرعية.

لم تكتف تلك الشخصية الرياضية،التي كانت من الشخصيات المقربة لدرجال قبل وبعد استيزاره، بهذا الكم من الفساد ، بل تحدث عن المليارات التي ذهبت سدى بالتعاقد مع المدرب الهولندي ادفوكات، ذلك التعاقد الذي كان عرابه درجال من سطره الأول إلى آخر حرف فيه، حيث هرب ادفوكات من مهمة تدريب المنتخب العراقي بعد أن ( لفط ) المقسوم من قيمة العقد، ذلك العقد الذي لم يضع في بنوده درجال أية  حماية للأموال المخصصة من قبل الحكومة العراقية.

ليس هذا وحسب، بل أن صاحبنا أشار الى أن درجال يمنح رواتبا لبعض الإعلاميين من الأبواق، والمطبلين، من أموال وزارة الشباب، وقدم منحا مالية  لبعض الأندية دون غيرها لشراء أصواتها قبل انتخابات اتحاد الكرة بمدة قليلة.

الغريب في الأمر أن صاحبنا هذا لازال مصرا على أن ( يد ) درجال نظيفة، مؤكدا على أنه لم يسرق دينارا واحدا. بيده…!!!!.