واع / بين طيات الحرب

واع / بقلم:نزار عبدالجليل عبدالله

خرجت ليلى معنا لتضميد الجرحى من جنودنا فناديت عليها بحرقة وكأن قلبي قد علم بما سيجري

  • ابتعدي، لاتتقدمي أكثر سيحضرونه الجنود إليكِ
    لم تصغِ إلي وتحركت نحو الجندي المصاب فلحقتها وعندما وصلت للجندي المصاب قامت بتضميده ثم ناداها أحد الجنود، بأن هناك جندي أخر قد أصيب أغلقت حقيبة الإسعاف وركضت نحوه لنجدته واثناء سيرها إليه اتجهت نحوها قذيفة خبيثة تكره الحياة لتمزق جسدها إلى أشلاء صغيرة،عندها صحت بصوت مفجع الحزن والذهول، ليلى قبل أن ترحل استدارتْ نحوي وهي تبتسم فسقطت تلك القذيفة لتبدد كلّ أحلامنا، جمعت قواي وسرت مسرعاً وأنا اتعثر بكل شيء وعندما وصلت إليها صدمني المشهد، رميتْ بجسدي المثقل قربها بقلب متناثر كجسد ليلى الممزق وبصوت خافت حزين سمعتُ أنينها وهي تقول لا تتركني وحدي يا حبيبي، رفعتُ رأسي عن الأرض استدرتُ بجميع الاتجاهات فلم اسمع أي رداً منها تذكرتُ جميع لحظاتنا الجميلة رغم أن المكان لم يكن مناسباً، أعدتُ رأسي إلى حضن الأرض مرة أخرى وأنا مستلقٍ بجانب إجزاء من جسدها، أغمضتُ عيناي قليلاً لعلي استيقظ من هذا الكابوس، مرت عدة دقائق وأنا افترش التراب وتارةً انهل التراب على وجهي وصلت إحدى الطبابات إلينا حملوا ما تبقى من جسدها .