واع / لنستلهم الثورة الحسينية في حياتنا اليومية  اراء حرة / عبد الزهرة البياتي

اعتدنا في العاشر من عاشوراء حيثُ مصيبة كربلاء ان نستذكر بألم ودموع ساخنة ذكرى استشهاد سبط رسول الله وريحانته وسيد شباب اهل الجنة الامام الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) الثائر  الذي خرج مع ثلة من عياله وأصحابه من المدينة المنورة قاصداً كربلاء ليطلق صرخته المدوّية ضد العصابة الباغية التي تمردت على مبادئ الدين الاسلامي الحنيف واختطفتهُ وصادرتهُ وانتهجت خطاً استبدادياً , عدوانياً, منحرفاً وبغياً سادراً وظلماً سافراً .. يقول ابو الاحرار الحسين (ع) : ( ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي).. ان الوقوف امام هذا الحدث التاريخي الكبير ليس غرضه البكاء والنواح مع انهُ في القلب غصّة وفي العين دمعة لا يمكن حبسها ابداً ولكن لنستلهم الدروس والعبر وكل المعطيات التي تجعلنا أكثر اصرارا على سلوك ذات الطريق الذي اختطهُ الحسين (ع).. ولتأكيد حقيقة اساسية تلك هي ان الحسين(ع) وثورته ليست ذكرى عابرة نحيّيها في هذه الايام القلائل  ثم نُسدل الستار.. انها ملحمة ثورية يجب ان نعيش تفاصيلها ووهجها وعنفوانها ونترجمها سلوكاً وفكراً في حياتنا اليومية ولنتعلم من صاحب السيرة العطرة كل معاني التضحية والبطولة والثبات على المبدأ والشجاعة في قول الحق مهما كان جبروت الحاكمين وظلمهم في الارض نابت .. الحسين (ع) مدرسة يستلهم منها كل الثائرين حيثما كانوا في ربوع هذه المعمورة وفي كل زمان من الازمان وهذا هو سر التأثر الكبير بمبادئ الثورة الحسينية التي وجد فيها المناضلون من اجل الحقوق والثائرون من اجل الحرية والمنتفضون ضد اصفاد واغلال العبودية معينهم الذي لا ينضب في ادامة زخم ثوراتهم وانتفاضاتهم وزئيرهم الذي ترتعد منهُ كل خفافيش الظلام والمتجبرون الذين نسوا انهم ماكانوا ليكونوا جبابرة وطغاة ومستبدين وظَلَمة لولا سكوت العامة وصمتهم ازاء افعالهم الخسيسة .. ان استذكار ثورة الامام الحسين (ع) تحفزنا نحو مزيد من الصمود والتضحية والايثار وبذل المُهج والغالي والنفيس لكي نغيّر الواقع السياسي الراهن الذي هو نتاج اخطاء وكوارث سياسة التحاصص والتخادم والمغانم والمكاسب الشخصية والفئوية والفساد والغرق في ملذات الدنيا ومغرياتها ونسيان حقيقية ان شعبنا العراقي هو من يدفع الثمن كالعادة على امتداد كل حقب التاريخ ولحد الان .. ثورة الامام الحسين (ع) تحفز فينا روح التصدي لكل مظاهر الفساد بكل اشكاله ومسمياته والسعي الجاد للاطاحة بكل حيتانه وديناصوراته التي استفردت و(استفلگت) الوضع لانها لم تجد من يردعها ويكسر اضلاعها ويحطم قلاعها ويقتصُّ من سرقاتها لتكون عبرة لمن اعتبر .. ثورة الحسين (ع) منار  لكل من يريدون طريق الاصلاح والتغيير نحو افق جديد ومستقبل مشرق.