واع / سينما السيارات: صالات مفتوحة على سماء بغداد

واع / بغداد

كلّ ما عليك فعله، هو إطفاء أضواء سيارتك، والبقاء فيها، ومتابعة أحداث فيلمك المفضّل عبر شاشة عرض عملاقة خارجية، ثبتت بشكل مناسب، والاستماع إلى صوت الفيلم عبر راديو، من خلال ضبطه على تردّد معيّن. هذه صالة الهواء الطلق لعرض الأفلام، التي افتُتحت في بغداد أخيراً، بإشراف “شركة السينما العراقية”، التي نهضت بالصالات السينمائية في العراق بعد عام 2003، خصوصاً بعدما فقدت الصالات القديمة صلاحيتها بسبب عدم صيانتها، وتحوّلت إلى محلاتٍ لا علاقة لها بالسينما، أو استُخدمت لأغراضٍ لا علاقة لها بالفن والثقافة، كما طاول كثير منها الخراب، ولم يعد أحد معنيّ بإصلاحها وإعادتها إلى الحياة.

تصدّى لمهمة بناء صالات جديدة، زيد فاضل، رجل الأعمال الشاب، ومؤسّس “شركة السينما العراقية” ومديرها. بدأ عام 2011 ببناء صالات عرض سينمائي، تحديداً في المراكز التجارية الكبيرة، وبلغ عددها 28 صالة، في بغداد ومحافظات عراقية مختلفة.

مشروع مستمرّ

هذه الشركة خاضت تجربة جديدة، في منهاجها العام، لتطوير نشاطها في المجال السينمائي، أواخر يوليو/تموز 2022، بافتتاح صالة للسينما في الهواء الطلق في بغداد، متخصّصة لعروض السيارات؛ حيث يجلس المتفرّجون في مقاعد سياراتهم، يشاهدون منها الفيلم. هذه الصالة هي الوحيدة المخصّصة للسيارات في بغداد، حتى الآن.

وفي لقاء تابعته (وكالة انباء الاعلام العراقي /واع) قال زيد فاضل عن هذه التجربة، وعن كيفية ولادة الفكرة لديه: “التجربة ليست جديدة تماماً في العراق، بل تعود إلى خمسينيات القرن العشرين، أيام الحقبة الملكية. لكنّها بالتأكيد لم تكن بهذا المستوى من التطوّر. الفكرة، أو العمل على تنفيذها، بدأ منذ عام 2019. لكنّ المشروع تأخّر لأسبابٍ عدّة، أهمها انتشار كورونا، الذي منع مشروعاً كهذا يتيح اختلاط الناس بعضهم ببعض. مع مرور الوقت، وانحسار تأثير الجائحة، افتُتح المشروع في الخامس من يوليو”.

وعن سبب إعلان الشركة أنّ المشروع سيستمرّ ثلاثة أشهر فقط، وهل معنى ذلك توقّفه بعد هذه الفترة، قال فاضل: “هذه القضية تعرّضت إلى سوء فهم من جمهور السينما وروّاد الصالة المفتوحة، وحتّى من بعض وسائل الإعلام التي كتبت ذلك. للتوضيح، أشير إلى أنّ افتتاح المشروع حصل في مهرجان تاله، الذي يُقيمه مجمع نخيل بغداد، والمهرجان يستمرّ ثلاثة أشهر. أدرج اسم سينما السيارات ضمنه للترويج لها، لكنّ المشروع سيستمرّ بعد انتهاء المهرجان”.

وعن تطوير المشروع، ليشمل أغلب محافظات العراق، قال فاضل: “أكيد. الشركة التي بدأت مشروعها السينمائي في بغداد، بصالات محدودة، سرعان ما شملت محافظات كثيرة في العراق. هذا سنباشر فيه بخصوص سينما السيارات، أفكّر جدّياً في تطويره في المحافظات، فور الاتصال بالمؤسّسات المعنية”.

أوقات العرض

إلى جانب ذلك، تحدّث عيسى الألوسي، المشرف على المشروع، إلى “العربي الجديد”، قائلاً عن مدى إقبال جمهور السينما على هذا المكان، إنّهم لم يتوقّعوا مثل هذه الاستجابة للعروض السينمائية في “سينما السيارات”. أضاف: “في الأيام الأولى بعد افتتاح المشروع، حصل إقبالٌ متزايدٌ، خاصة من فئة الشباب، فكثيرون منهم أعربوا عن سرورهم به، خاصة أنّه يوفّر مُشاهدة مريحة وممتعة، وأحياناً من دون قيود يفرضها العرض في الصالات”. ورأى أنّ هذا النوع من السينمات يُتيح لعشّاقها مُشاهدة الأفلام المفضّلة لديهم من داخل سياراتهم، وعبر شاشة مركزية ضخمة، “خصوصاً أنّ مكانها في مشروع نخيل بغداد الترفيهي الواقع قرب جسر الجادرية، وهذه وجهة سياحية ترفيهية متكاملة”.

وعن آلية العمل في “سينما السيارات”، قال الألوسي: “تعنى الخصوصية الفنية لسينما السيارات بالطريقة التي يصل بها الصوت إلى المتفرّج، وذلك من خلال راديو سيارته. هذه الخاصية تمنع التأثّر بأصوات ومؤثّرات المنطقة المحيطة، وتسمح بالاستماع إلى صوت الأفلام المعروضة فقط. بهذه الطريقة، يستطيع مشاهدو الأفلام أن يستمتعوا بالمُشاهدة بشكل سلس ومناسب”.

وأضاف أن المتلقّي لن يكون وحده “بل مع مجموعة سيارات تحيط به من كلّ جانب، بطريقة منظّمة. هناك من سيشارك المتلقّي المُشاهدة بمتعة وأريحية تامة. ويمكن للمُشاهد طلب الوجبات الخفيفة والمشروبات الغازية، كما يُمكنه إحضار ما يرغب فيه من مأكولات. هذه المسموحات غير واردة في صالات السينما الاعتيادية”.

وأشار الألوسي إلى أنّ العروض تشمل أيضاً “بازاراً لتقديم الأعمال الفنية اليدوية، ومجمع مطاعم يقدّم مختلف أنواع العصائر والمآكل، وجلسات خارجية وسط المساحات الخضراء”.

أما بالنسبة إلى ثمن بطاقة الدخول إلى هذه الصالة المفتوحة، ومواعيد العروض، فقال الألوسي: “أوقات عرض الأفلام يومياً تبدأ من الثامنة مساءً، وتستمرّ إلى الواحدة بعد منتصف الليل. هذه المواعيد سيُعمل بها في الثلاثة أشهر المقبلة. أما أسعار التذاكر، فهي: 10 آلاف دينار تذكرة عادية، و12 ألف دينار لـMax، و20 ألف دينار لـVIP، و22 ألف دينار لـVIP ثلاثيّ الأبعاد. هذا يُعادل بين 10 و15 دولاراً أميركياً”.