واع / وجه الحائط

واع / بقلم: علاوي آل عراق

قررتُ أن آتي سراً في منتصف الليل حتى أرى مَن الذي يرسم كل تلكَ اللوحات و لماذا؟، اختبأتُ كي لا يراني أحد، جاء ذلك الرجلُ يحمل معداتهِ و ألوانه، راقبتهُ حتى انتهى مِن رسم اللوحة، و إقتربتُ منهُ نزعتُ اللثام عن وجههِ، فإذا بهِ صديقي خالد، سألتهُ: لِماذا تفعل كُلَّ هذا، و أنتَ تعلم أنهم سَيعتقلونك؟ قال لي: إنها وصيةُ الذي كان يفعلُ ذلك مِن قبلي، كان لهُ دكان آخر في هذهِ الساحة، حتى بدأ يرسم اللوحات على هذا الحائط، قبل أن يعتقلوه، لكني كشفتهُ قبل أن تمسكهُ الشرطة، فَأوصاني أن أُكمل مسيرتهُ هذه، أن أرسم لوحات مِن هذا العالم في هذا المكان، و بعد عِدّةِ أيامٍ سمعتُ خبر اعتقاله، فَلم أرهُ مِن يومها، قامتْ الشرطة بصبغ كل اللوحات بالأبيض لِيرجع الحائط كما كان، فكرتُ بما قالهُ لي ذات يوم، حتى قررتُ أن أفعل مثلهُ جِئتُ في إحدى الليالي المظلمة إلى تلك الساحة، لكني لم أعرف ماذا أرسم، فنظرتُ إلى المكان و البنايات، و تخيلتهُ كما في النهار، تخيلتُ الناس ينظرون إلى لوحاتِ خالد و إلى لوحاتِ صديقهِ السابق، و ينظرونَ إليّ، فَاستدرتُ إلى الحائط و بدأتُ بالرسم حتى انتشرتْ الالوانُ مٍن الفرشات، فرسمتُ تلك الساحة نفسها و المدارس و المحلات و المقهى سيارات الشرطة في نهاية كُلِّ مدخل للساحة، و رسمتُ خالد تعتقلهُ الشرطة، و أخيراً رسمتُ الناس و كُلَّ ما كان موجوداً .