واع/ محطات مع قلم الصحافة الرياضية العراقية المسلول سمير الشكرجي

  • الصحافة خضعت لسيطرة السلاطين رغم اجرامهم وكتبت ما يمجدهم .
  • الصحفي العراقي مظلوم و محاط بأسوار واسلاك شائكة دوما .

واع/جواد الخرسان

سمير الشكرجي قلم الصحافة الرياضية المسلول، يستحق الاشادة والتكريم والتقدير , مثلما يستحق ان نترقب كل حرف يكتبه بجهود كبيرة ومتميزة بذلها ومازال متواصلا في طريق الابداع والتميز والتفرد مواكبا لمسيرة الرياضة العراقية بمختلف العابها وصنوفها مؤرشفا لكل تاريخها الحافل ب( الانتصارات والانكسارات ) , لسنوات طوال كانت ل(واع)هذى الوقفة معه .

سمير الشكرجي هو .
واثق الخطوة وقد فك طلاسم واسرار مهنة المتاعب ناهلا كرم الاخلاق والطيبة والامانة الصحفية من منابعها الصافية وابجدياتها الصحيحة ليصبح من اشهر والمع ابناء الصحافة الرياضية العراقية الذين يشار لهم بالبنان بما يمتلك من ادوات نجاحه المتميزة بمهنية عالية يحسد عليها ،ابدع واجاد وارشف الكثير من الاحداث الرياضية المهمة ومازال متواصلا بغزارة نتاجه رغم ابتعاده القسري عن الوطن ..

  • من الذي ثبت قدميك على طريق النجاح والابداع ؟
  • النجاح في الصحافة يعني استمرارية التواصل بين الكاتب والجمهور , والثقة بكل ما يتناوله , ومن مقومات هذا الترابط ان يكون الاعلامي متواضعا ذو مدارك متعددة لا يمل مواضيعه القارئ اضافة الى تنوع وتوفر عنصر الشجاعة عند تحليل المواضيع , وانجح الصحفيين هو من يقترح الحلول لكل ما ينتقده , وتلعب الخبرة والثقافة العامة والمعرفة بكل ما يدور من كواليس مسرح المجتمع العام حوله من مقومات استمرارية النجاح والمعرفة .
  • ما الذي اغراك بدخول مهنة المتاعب ؟
    يوم توفرت لي الفرصة للكتابة في جريدة الملاعب عام ١٩٦٩ ، كنت طالبا في كلية التربية الرياضية , لم اهدر الفرصة رغم عدم استمراري فيها بشكل متواصل يومها كوني كنت اعمل في التجارة وادرس في ذات الوقت , والصحافة عموماً ظلمت بأطلاق هذه التسمية عليها ( السلطة الرابعة ) , هي المهنة او الهواية التي تنتقل بصاحبها من الكواليس الى مسرح المجتمع العام ومن خلال زيارة جديدة للتاريخ للاطلاع على اوضاع الصحفيين الرياضيين منذ الثلاثينات لوجدنا ان الصحافة كانت وراء قبول المرحوم جلال حمدي المحرر في جريدة الاستقلال في الكلية الطبية وانها جعلت المرحوم عبدالرزاق نعمان كولمبس الصحافة الرياضية بعد مشاركته بنقل وقائع دورة الالعاب الاولمبية عام 1948 ومرافقته لأول منتخب عراقي كروي لعب في تركيا عام 1951 , مرورا بكل اعلامي الخمسينيات والستينيات والسبعينات والى غاية اليوم حيث كانوا الاكثر دلالا وحظوة وترفا بين زملائهم في بقية الاقسام , وشخصيا دخلت هذا العالم كونه توافق مع مواهبي في الكتابة والرسم ويوم توفرت لي الفرصة عبر المرحوم عبد الغني عسكر للكتابة في جريدة الملاعب كنت طالبا في كلية التربية الرياضية كما اسلفت في البدايةالتسرع والندم بنكهتين مختلفتين ..
  • هل انت انادم على شيء فعلته ؟ واخر لم تفعله ؟
  • انا من المتفائلين دوما , وكنت دائما اجد البدائل للأفعال التي اخطات فيها او ندمت على فعلها وهي كثيرة , واعترف ان التسرع بإصدار كتابي الاول الذي اصدرته عام 1987 مع احد اعز الزملاء حول نتائج كرة القدم من عام 1950 وحتى عام 1989 جعلني اندم فيما بعد لان محتوياته حملت نكهتين مختلفتين في الوقت الذي كنت املك كامل النتائج والصور والارشيف واستطيع ان اطبعه على حسابي الخاص ليكون ذخرا دائما دون اية نواقص للباحثين , اما ما يتعلق بندمي على امر لم افعله فيتعلق بلقائي عام 1990 بالمرحوم عبيد عبدالله المضايفي امر الحرس الملكي ورئيس اول لجنة اولمبية وطنية عراقية تشكلت عام 1948 عندما التقيته اثناء زيارته لبغداد بقصد تكريمه وكنت الوحيد الذي التقى به وندمت بعد سفره لأني لم اساله عن مواضيع كثيرة بقت غامضة لحد الان مثل تأسيس اللجنة الاولمبية العراقية والرياضة بشكل عام , ولكن عوضت كل ذلك بوصولي الى لغز مقتل الملك غازي الذي نقل لي رايه فيه وهو الاقرب الى الحقيقة التي كانت غائبة عن الجميع

الملف الغامض

  • هناك من يقول : السلطة الرابعة بلا سلطة .. فما قولك بذلك؟
  • السلطة الرابعة في العراق لم تكن في حياتها ( سلطة ) , ومن يعرف قراءة محتويات التاريخ يكتشف انها خضعت لسيطرة السلاطين دوما وكتبت ما يمجدهم ويناصرهم ويعضد بقائهم في السلطة , سلطة الحاكم في بلادنا كانت وما زالت ترسم للصحافة والاعلام بما فيه الرياضي دروبه ومساراته والصحفي العراقي مظلوم لأنه يجد نفسه محاطا بأسوار واسلاك شائكة عند تناوله لأي موضوع نقدي , والا كيف تمرر مواضيع عقود واختيار جذع النخلة في البصرة على سبيل المثال دون ان يخرج اعلامي شجاع ليفتح الملف الغامض ويسير به الى النهاية , اية سلطة هذه التي لا سلطة لها على اكتشاف السلبيات , الاحداث اكدت بعد انتشار الفيس بوك وصفحات التواصل الاجتماعي ان اعلام الفيس اقوى واكثر تأثيرا من الصحافة بل تفوق عليها فيما يتعلق الامر بأسقاط الحكومات والوزراء وكشف المفسدين وانتقادهم في حين ان الصحافة فشلت في اسقاط اتحاد او عضو اتحادي فاشل او مدرب كرة قدم يستغل وجوده مع الناشئين ليمارس امور بعيدة عن الخلق الرياضي , من الاحرى ان نطلق على الفيس بوك السلطة الرابعة في الوقت الحاضر بعد ان سحب البساط من اقدام الصحافة بكامل فروعها .
  • التخلف يحيط ببعض صحافتنا العربية , فيما بلغت صحافة العالم قدرا هائلا من التطور فما رايك ؟
  • في كل العالم يوجد نوعين من الاعلام , احدهما الجاد والاخر نطلق عليه تسمية الهابط , والصحفي الجيد احيانا بفعل البطالة وعدم توفر الفرصة يجد نفسه عالقا في وحل العمل مع السيئين ليحسب عليهم , وعلى العكس تجد انصاف الصحفيين او الاعلاميين يتصدرون القائمة لأفضل الواجهات الاعلامية كونهم من العازفين الجيدين على اوتار الوصولية او لأمور المحسوبية والمنسوبية , انظر الى صحافة الخليج على سبيل المثال التي اعتبرها صحافة الارتزاق بفعل عدم اعتمادها على ابناءها والاعتماد على الاقلام الغير وطنية المقيمة التي اعتبرها اقلام تجارية اكثر منها اصلاحية , لا يصنع الاعلام في بلد ما الا ابناء ذلك البلد , وماعدا ذلك فالصحافة التجارية تخضع لحسابات اخرى بعيدة كل البعد عن تطلعات الشعوب , اعطيك مثلا .. الصحافة والاعلام بأشكاله المتنوعة في رومانيا بلغ درجة لابأس بها من الرقي ولو بحثت عن العاملين فيها لوجدتهم جميعا من اصل البلاد , ولكنك لو اجريت احصاء لعدد الاعلاميين الفاشلين في العراق في فروع الاعلام المختلفة لأصبت بالدوار كون الاغلبية سرقوا فرص المؤهلين والموهوبين بسبب ظروف البلاد الحالية وحتى اختصر .. اقول : ان التجارة الصحفية والاضطرابات وفقدان الطريق بسبب غياب البوصلة السياسية يقف وراء الانحطاط لمستويات الاعلام بشكل عام .
  • شكرا لك الأستاذ سمير الشكرجي الصحفي الرياضي العراقي المغترب ؟
  • والشكر موصول لكم ولمؤسستكم الرصينة .