واع / الفنان التشكيلي اياد الموسوي عاطفة المكان بتميز التجربة وغزارتها

واع / خاص

تعد تجربة الفنان اٌياد الموسوي من التجارب الفنٌة الاصٌلة الزاخرة بتضارٌس المكان وهو ٌجسد لنا اٌحاءات مكانٌة بطرٌقته التً تكللت بتقنٌات لونٌة ممزوجة بٌن الملمس الناعم والملمس الخشن وبانوراما لونٌة عبر صٌاغة تعبٌرٌة وخطاب فنً بصري ٌخاطب الروح والبصٌرة، مإكدا على الشكل اولا والتكرار ثانٌا لتحقٌق الدهشة والحبور لدى المتلقً عبر تناغم الاشكال. فقد عمل جاهدا على التفرد بالمنجز الفنً البصري والخروج عن نطاق المؤلوف، بطرح افكاره بخطوط متعرجة ومنحنٌات شكلت السمة الدارجة لأعماله لتحقق قراءات متعددة وتؤوٌلات مفتوحة للمشاهد بمحدودٌة الالوان التً تجانست بطرٌقة هارمونٌة تنم عن الخزٌن المعرفً لدى الموسوي وهو ٌفعل طاقة الاشكال التً تثٌر فً النفوس وتتماهى لعوالم مكانٌة تجلت فٌها الآلفة والحمٌمٌة العذبة. ربما كانت تلك الامكنة قد غٌبت بفعل التقادم الزمنً او بهجرة الفنان تاركة فً الروح اطلالا ما زالت تحاكً المنظومة الزمانٌة عبر دلالاتها الشكلٌة واصدائها اللونٌة تلك الاشكال والخطوط المتعرجة التً مثلت اثرا راسخا بقوة الاحداث التً طرأت فكان الخط فٌها واضحا وكما قال ولٌم بلٌك: ان الخط ٌحدد الاشكال وٌعطٌها شخصٌتها المستقلة من خلال
عزل المساحات اللونٌة المتماثلة عن بعضها بقوة الخط.

هذه التجربة التً قدمها الموسوي تإكد تفرد الاسلوب وهو ٌمتعنا بمشاركته لعوالمه المكانٌة الخاصة الآمنة والتً تغفو على التجانس اللونً لتحقق السكٌنة والهدوء وكؤنها مرآة غٌر مقعرة بل صافٌة، تعكس روحٌة الفنان وبٌئته ومتعلقاتهما بطرٌقة موسٌقٌة ترتفع فٌها الانغام تارة وتنخفض تارة اخرى لتعزف تآلف الروح والجسد فً المنظومة المكانٌة، لتإكد على فلسفة متفردة بتقنٌات وسائل الاظهار والتً تبتعد كل البعد عن جمٌع التجارب المحلٌة والعالمٌة الاخرى لتحمل هوٌة فنٌة ذات استقلالٌة خالصة لتبقى شاخصة وتقاوم لدٌمومتها وتبعث من طاقة و الحٌوٌة وكؤنها جرعة جدٌدة لدرء القلق المعاصر الذي ٌطرأ على الامكنة لٌقطف منها الفنان ثمار تلك المتغٌرات لٌبوح لنا بروحٌتها من خلال السرد وكؤنها اناشٌد سومرٌة وبقاٌا معابد بابلٌة ذات اسنة واقواس لمحارٌب للعبادة لتلقً فً النفوس آثرا صوفٌا للبحث عن الذات لٌإكد لثقافة التلقً والـتؤوٌل لقراءة اشكلا ثلاثٌة الابعاد تكتنز بالضوء وتدرجات العتمة اللونٌة بشفافٌة لٌوثقها على سطح لوحاته مستشرفا عوامل الجمال بطرق كرافٌكٌة اكثر من كونها لوحات رسمت بالألوان
الزٌتٌة والفرشاة.
لقد عمل الموسوي جاهدا على استخدام خامات متنوعة داخل اللوحة الواحدة لٌإكد على تجربة تشكلت ونضجت عبر مراحل زمنٌة متعاقبة فلم ٌبتعد عن التصمٌم فً تسطٌر مرموزاته الشكلانٌة التً ٌعتقد المشاهد بوصفها متكررة لكنها بعٌدة كل البعد عن الاجترار أي لا ٌمكن ان نراها رتٌبة او تكرر نفسها بقدر تؤكٌد الفنان على اصالة تجربته الفنٌة وهو ٌحاكً البٌئة وبطرٌقة وجدانٌة عمٌقة
تستحضر الطبٌعة بشاعرٌة ورإٌة فنٌة جمالٌة.
أذ تكشف تجربته عن حضور قوي وفاعل للموضوع والشكل والدراما المستمدة من الواقع فً الاعمال التشكٌلٌة مع الذهاب تجرٌبٌا الى مناطق اختزالٌة تعبٌرٌة هذا التجرٌب المتواصل لدى الفنان العراقً اٌاد الموسوي والذي قدمه بطرٌقة الفن البٌئً وهو ٌحاور الاشكال وعبر تجواله بٌن البلدان والمتاحف الفنٌة العالمٌة
ومحطات القطار ومطارات مختلف البلدان التً زارها الفنان، وكؤنها امكنة للعمارة الاسلامٌة او مدن او قرى ساحلٌة تغفو على شواطئ المحٌط الاطلسً وبلاد المغرب العربً وشواخص العمارة لمدٌنة اصٌلة المغربٌة، بهوائها النقً وطبٌعتها العفوٌة ٌكتنزها الهدوء بتؤملات روحٌة وهً تلتصق بعضها البعض بمادة اللبن او الجص لتشكل مدن او قرى ساحلٌة اقترنت بالتراث الشعبً وهً تنعم بضوء القمر لٌلا او تتلقى اشعة الشمس الصفراء المشرقة المضٌئة صباحا. فقد نجح الفنان الموسوي بطرٌقته الشاعرٌة من استحضار الامكنة القدٌمة وتضارٌسها وتوقٌرها لٌقدمها بطرٌقة فنٌة معاصرة، لذا تلقى تجربته الفنٌة، الرواج اٌنما ترك بصمته
الفنٌة الشرقٌة مستشرفا التجرٌب والتؤكٌد على ذاته وعلى عاطفة المكان. الفنان التشكٌلً/ د. قاسم محسن