واع / حديقة الامة وساحة التحرير الخالدة تبعث من جديد


واع / بغداد/ ابراهيم فؤاد
حديقة الامة تقع في منطقة باب الشرقي وسط بغداد عاصمة العراق حيث اسست في العهد الملكي وافتتحها الملك غازي عام 1937 وسميت باسمة ’ وبعد ذلك توالت الحكومات المتعاقبة واجرت عليها العديد من التعديلات واضافة تمثال الام وجدارية السلام ونصب الحرية وتغير اسمها منذ ذلك الوقت واصبحت حديقة الامة ؛ وتعتبر حديقة الامة هي مركز بغداد التراثي والثقافي؛ للنصوب التذكارية الموجودة؛ كنصب الحرية للفنان جواد سليم وتمثال الام لخالد الرحال ؛ و شهدت ساحة التحرير في العاصمة بغداد حملة اعمار قامت بها امانة بغداد لتعيد اليها الحياة كما كانت في سابق عهدها هذه الساحة الرائعه (ساحة التحرير) في العاصمة بغداد كانت ولاتزال عنوانا للعراقيين ضد كل أشكال الظلم والاستعماروالاستعباد ، فعلى أرض هذه الساحة رفعت الرايات مطالبين بالحرية والكرامة والحق في التشغيل والاستمتاع بخيرات البلاد. اليوم، بعد أن تم تأهيلها مع حديقة الأمة ،اكتسبت حلة جديدة فيها نافورة راقصة وإنارة حديثة، صارت فضاء للترفيه والنزهات العائلية . وقضاء احلى ليالي السمر لتلك العوائل التي تاتي من كل صوب من بغداد الحبيبة.
وفي بيان لامانة بغداد تابعتة وكالة الانباء العراقية (واع) قدمت الشكر والتقدير لكل المؤسسات الحكومية والجامعات والشركات الأهلية التي ساهمت بدعم المشروع ومن ضمن ذلك الاعمال المدنية للحديقة وانشاء النافورة الراقصة وكذلك الحوض المائي ومنظومة السقي والتراكيب الكهربائية ومولدات الكهرباء واعمال تغليف نصب الحرية، والانارة؛
واضافت الامانة ان ” العتبة الحسينية المقدسة جهزت المشروع بالاشجار والشجيرات والنباتات والزهور المتنوعة ومنها ١١٦ نخلة و(١٦٩٠٠) شتلة والثيل بمساحة ٧٧٦٨ متراً مربعا.
-واع جولتنا الصباحية اقتصرت على التقاط بعض الصور لواجهة الساحة والحديقة ورافقتها جولة مسائية جميلة ، حيث دخلنا بين الزهور والحدائق الغناء حين ينتشر باعة القهوة العربية ،ومنهم التقينا شاب صغيرلايتجاوز 15 عاما يحمل على اكتافه دلال القهوة والدلة العربية الاصيلة التقليدية حيث يقول : هذا المكان لاافارقه ابدا وابيع القهوة هنا ولدي الكثير من الذكريات الجميلة هنا… وانا خريج كلية وابيع القهوة والشاي كبائع متجول ، واتمنى ان يتم تعيني في احد الدوائر.
-واع وتستمر جولتنا حيث دخلنا من بوابة نصب الحرية ،ولعلّ أبرز معلم في المكان هو نصب الحرية للنحات والفنان العراقي الكبيرجواد سليم، والذي شُيّد في أعقاب ثورة 14 تموزالخالد 1958 التي أطاحت بالنظام الملكي، وقد تمّ ترميمه كذلك. ويحمل النصب الذي يبلغ طوله 50 متراً 25 تمثالاً نحاسياً تمثّل محطات بارزة في تاريخ العراق العظيم .
حيث يسرد بائع الشاي حمودي الاخطل كما يطلق عليه اصدقائه : منذ ان انتهى الاعمار لحديقة الامة تواجدنا هنا وكانت فكرة احد الاصدقاء بان نحمل معنا اباريق الشاي الساخن ، مع اقداح ورقية ( سفري ) نشتريها من الشورجة ونتجول في حدائق واروقة الحديقة ومساحاتها من الزهور والبحيرة ،حيث تجلس العوائل هنا ويتناولون طعام العشاء ويطيب السهر وطلب الشاي لان الجو البارد يستدعي ذلك ! ويكون مصدرا لرزقنا ورزق عوائلنا ايضا .
– واع وخلف التمثال ( تمثال الام ) الذي تم اعادته وسط بحيرة الماء الذي أقيم عام 1961 تظهر حديقة الأمة التي أصبحت ممتلئة بأشجار النخيل والزهور، ونافورة ماء تضيء ليلاً وقد تجمّعت حولها العائلات لالتقاط الصور..حيث يتواجد عدد من المصورين الشباب اللذين يلتقطون الصور الفوتوغرافية للاشخاص للشباب والعوائل وكل من يحب ان يلتقط صورا تذكارية جميلة وسط الزهور، حيث يقول المصور ابوعلي : الصوراصبحت عنوانا لتوثيق الذكريات ، حيث يقول المصور البريطاني نورينبيرغ بمقولته الماثورة ( الحياة فقاعة فصورها قبل ان تنفجر ) ! فعلا وهي حقيقة ثابتة وكلنا يعشق الصور حيث تتواجد المئات من العوائل والشباب من كلا الجنسين مساء في ساحة التحرير وحديقة الامة بعد اعمارها
ـ ام عمار وعائلتها المكونة من 7 افراد تحدثت لـ ( واع ) بالقول : الحمد لله على كل شئ نحن ناتي وعوائلنا ونمضي بعض الليالي في التنزه وتناول العشاء كمجموعة عوائل تجمعها موائد الطعام الذي نتشارك فيها ونتبادل صحون الطعام وخاصة صينية الدولمة البغدادية المعروفة للجميع ،وانواع الفواكة من كل العوائل ونمضي في انواع الاحاديث ونتسامر وقد أحببنا المجيء هنا وخاصة في ايام الجمع والعطل للتجوّال في حديقة الأمة بعد ان وجدناها قد تغيرت واصبحت ملاذ للعوائل البغدادية في هذه المدينة التي يخنقها الازدحامات المرورية واليوم والحمد لله تعدّ الحديقة واحدةً من المساحات الخضراء الجميلة في بغداد الحبيبة ٠
و تقدم امانة بغداد شكرها للجهات التي ساندتها وساهمت بانجاز المشروع في وزارة الثقافة واكاديمية الفنون الجميلة وجامعة بغداد والجامعة التكنولوجية والبنك المركزي العراقي والعتبة الحسينية المقدسة.