واع / راس السنة الميلادية .. اجواء فرح عراقي ممزوج بعشق الوطن وروح المواطنة لاخواننا المسيحيين !


واع / خالـد النجـار / بغـداد
تعم الفرحة هذه الايام جميع بيوت العراقيين المسيحيين وغيرالمسيحيين ، ومن كل اطياف العراق المتنوعه في فسيفساء جميل ، وحين نرى المواطنين من اخواننا المسيحيين يجوبون اسواق بغداد والشورجة وهم يتبضعون من هدايا اعياد الميلاد والنشرات الكهربائية الملونة وشخصيات بابا نؤيل المختلفة الاحجام والانواع والحلويات ومستلزمات زينة اشجار الميلاد التي توسطت اكبرها منطقة الشورجة ، حيث تم نشرها منذ اكثر من اسبوعين ، واذكر ايام زمان وقبل ان يغادرنا الكثير من اخواننا المسيحيين العراقيين الى بلاد الغربة نتيجة الظروف الاقتصادية والامنية والسياسية ، الا انها لن تغير شيئا من محبتنا لهم ,واذكر ايام زمان الزمن الجميل ، وقبيل احداث عام 2003 حيث كنا نرى زينة اعياد الميلاد من أشجار الكريسماس وغيرها وهي تُباع في المحلات التجارية في أحياء كان يقطنها مسيحيون عراقيون اصلاء ،مثل الكرادة والجادرية وزيونه .. ولكن اليوم نشعر بان بغداد واهاليها يحتفلون مع اخوانهم المسيحيين في هذه المناسبة ويستعدون لها معهم ! في بغداد،وان العراقيين جميعا اكدوا للعام بان المسيحيين هم جزء لايتجزا من المكونات العراقية بل هم اصل العراق وتاريخه ..
( وكالة انباء الاعلام العراقي ) في استعدادها الاعلامي لتغطية المناسبة اعدت هذا التقرير الخاص من الزميل خـالد النجـار رئيس محرري الوكالة للقيام في جولة مع المصور لتسجيل لقطات الاستعداد للاحتفال بها حيث التقى احد الاخوة المسيحيين السيد عماد ابونا في سوق الشورجة حيث قال لـ ( واع ) : اجد اليوم وانا لم اغادر العراق او اهجره لانه عراقنا وشعبنا فيه، ولااحبذ الغربة مهما كانت الظروف المهم ..
ويضيف ابونا لـ ( واع ) : في جولاتي المختلفة بين اسواق ومولات بغداد واسواقها التجارية هذا العام لفت انتباهي بان هذا العيد يختلف تماما عن اعياد الميلاد السابقة ، حيث وجدنا دوائرالدولة والمواطنين ايضا قد بدات تنشر معالم الفرح والزينة وخاصة وضع أشجارعيد الميلاد عند تقاطعات العديد من الشوارع، اضافة الى معالم الزينة لمولات بغداد وفنادقها الكبيرة والصغيرة، بزينة أعياد الميلاد، كما لاحظنا بأن مبيعات أشجار عيد الميلاد وبابا نويل هذا العام (غير متوقعة ) مع اقبال كبيرمن المتبضعين من مختلف الاديان وخاصة اخواننا المسلمين العراقيين ايضا حبا وتضامنا واعلانا بان هذا العيد سيكون عيدا عراقيا اصيلا لكل العراقيين مسيحيين ومسلمين وشبك وايزيديين وصابئة ،هذ دعوة لكل المسيحيين الذين غادروا العراق بان يعودوا الى ديارهم وعراقهم وشعبهم .. وان هذا الاحتفال سيكون اكبر احتفال بالميلاد السعيد في عموم العراق ان شاء الله ، وان يعم الخير بلدنا.
(واع ) احد رجال الدين المسيحيين بشار متي يقول بهذه المناسبة : في احتفالنا هذا العام نجد ان هناك تزايد احتفال العراقيين بكل انتمائاتهم الدينية من مسيحيين ومسلمين وباقى الاديان والمذاهب تحتفل باعياد الميلاد ، وهذا يعد أمرا إيجابيا وقد يصب في صالح تحسين وضع المسيحين في العراق ،ويحدونا الامل أن يكشف (الاحتفال بعيد الميلاد) للمجتمع العراقي أنه لديه ابناء من بلده تتميز بأشياء مثل أعياد وأغاني وغيرها ..لتكون الرسالة للجميع في نهاية المطاف مفادها أن المسيحيين هم جزء هام ولايتجزا من المجتمع العراقي ويجب أن تبقى في العراق ولا ترحل ..
من المتبضعات المسيحيات المتمسكة ببلدها ومدينتها ومنطقتها السيدة سعاد ياقو حنا تقول لـ ( واع ) : كما تعرفون فان طقوس اعياد الميلاد متوزعة مابين التبضع والاستعداد للمناسبة ، وشراء مستلزمات الاحتفال للبيوت والكنائس زمن مختلف الطبقات سواء ميسوري الحال او البسطاء منهم! ويعتبر عيد الميلاد المجيد من الأعياد الدينية المميزة عندنا ، لذا نقوم بعمل بعض الطقوس المميزة والكثيرة للاحتفال بها من دون الأعياد الباقية عندنا، حيث نقوم بنشر الزينة في المنازل وفي الشوارع ونقوم بتزيينها بالأنوار الملونة المتلألئة، ونقوم ايضا بغناء الترانيم وعمل مراسم الاحتفال بهذا اليوم المميز عيد الميلاد المجيد..واود ان اقول بعضا من تلك التهاني والترانيم عند انطلاق لمناسبة ومنها :قلت أهديك في العيد المجيد عيوني ، لكن ترددت في اللحظة الأخيرة خفت أشتاقلك وما أقدر أشوفك. أقول بسرعة قبلهم كلهم كل عام وأنت بخير يا بعدهم كلهم بمناسبة العيد المجيد. * لن أقول كل عام وأنت بخير، لكن سوف أقول أنت الخير لكل عام، عيد مجيد صديقي * كل سنة وانت سعيد، كل سنه تبقى بقلبي ولما اشوفك تكتمل اعيادي. * لأحلى شمس عطر وزهر مع كرت يقول عيد مجيد يا أغلى البشر، كل عام وأنتم بخير.
( واع ).. المواطن روفائيل نوما حدثنا عن تقديراته للاحتفال بهذا العام قائلا : لقد جئنا بالامس من الموصل الى بغداد لنحتفل بهذه المناسبة الكبيرة لاعياد الميلاد واستقبال العام الجديد حيث تدفق المتسوقين من محافظات الموصل ومناطقها المختلفة والتي تحررت بفعل قواتنا العراقية المسلحة والتي طردت عناصر داعش المحتل وقد جاء البعض منا الى الشورجة للتسوق ولشراء هدايا العيد حيث نستقبل ونودع سنوات ماضية سادتها كآبة في ظل ارهابيي داعش ، لقد انقشعت تلك الغمامة ولنبدا بيوم جديد وسنوات قادمة وان تكون فيها نعمة السلام على كل العراقيين واديانهم وطوائفهم المختلفة ، وقد استعدت عائلتي مع العوائل الاخرى ووضعنا بالونات الفرح وبابا نؤيل وأشجار لعيد الميلاد مليئة بزهور وزينة وأضواء خاصة بها أمام دورنا واقاربنا هنا في بغداد، ولابد ان نشير الى ان البغداديين والعراقيين بشكل عام فرحون جدا بالعودة وياملون ان يعود باقي مسيحيي العراق الى بلدهم واهلهم معززين مكرمين ..
( واع ) لابد من القول ان مسيحيي العراق ارتبطوا عرقياً بالأمم والشعوب الذين بنو الحضارات الأولى في وادي الرافدين كالآشوريين والكلدان وغيرهم، فهم مؤسسون أصلاء للهوية العراقية في عمقها التاريخي والحضاري ، كما إن هذا الإرث الثقافي الذي حافظ عليه مسيحيي العراق خاصة، بدءاً باللغة السريانية، والحرف الآرامي اللذين يمتد عمرهما الى أكثرمن ألفي سنة، ومروراً بطقوس الزواج، والميلاد، والأعياد، والعادات، والأزياء وغيرها, تتميز بخصوصيتها، وارتباطها بطقوس، وعادات الآشوريين والكلدان والسريان الأوائل من جهة، ومن جهة أخرى تمثل وجها مشرقاً من وجوه الهوية الثقافية والوطنية العراقية الموسومة بالغنى والتنوع المثيرين للإعجاب للعالم اجمع..