واع / حوار مع الفنان التشكيلي المغترب إياد الموسوي: فضاءات مضيئة لفصل جديد في تاريخ الفن المعاصر

واع / حاورته الصحفية : دنيا الحسني / العراق
(شغفي شديد بالعمارة العربية الإسلامية العراقية تحديداً) .
تتسم الحرفية المتجذرة في تجربة الفنان المغترب إياد الموسوي بأعمال ثلاثية الأبعاد التي أعطاها بعداً فلسفياً في سبر غور ذاته المتأملة في الوجود، حيث وجد فيها تماهياً بين ما يعتمل في داخله وبين كبير المتجلين “جلال الدين الرومي”، و بدأ ينتقل من زمن إلى زمن آخر يحمل في طياته الموروث الحضاري العراقي، مؤثرا بأسلوبه الفريد معبرا عن تراكم الثقافة الواعية لمختلف الحضارات والتجارب الفنية تبلورت خلال تجربته التشكيلية فهو فنان عاشق سائح في رحاب الطبيعة الملهمة يعبر عن جوهر جمالها الخلاب بلوحات تعزز الرؤية البصرية في تنوع الافكار والمضامين للأشكال الهندسية، فأصبحت أعمال الفنان إياد الموسوي بمثابة الإرث النابع من عمق جذوره المتأصلة من تراثه الشخصي ثروة فكرية نابغة للفن والابداع العالمي، فأنتج من الابداعات أعمال تشكيلية تعكس رونق وجمال فن العمارة الشرقي الإسلامي المتوارث عن الأجيال بطابعها التراثي العريق ، الذي يجمع بين الماضي والحاضر بجسد واحد من دون أن يعيد صياغة الماضي في قالب واحد، بل يبتكر قوالب جديدة تواكب الحداثة يحافظ على روح هذه الحضارة بعيداً عن تكرارها ويصنف الفنان ” إياد الموسوي” ( الفنان التجريبي) الذي لا ينفك عن البحث في آفاق عالمه الفني، متأملاً في طاقاته كاشفاً عن أسراره مستشرفاً ما يمكن فيه من عوالم البراءة والجمال من خلال النوافذ المضيئة في لوحاته ذات الأبعاد الثلاثية الممزوجة بإتقان مع الهمس الموسيقي الكلاسيكي والفضاء المضيء الموحي بالأمل والانفتاح على آفاق الحياة .”مجلة مأمون ” إستضافت صاحب الريشة الساحرة والفكرة العبقرية، الذي أستلهم منابع الإلهام في العمارة الاسلامية ، فتحولت لوحاته إلى موروث حضاري و إنجازات عظيمة، وفي سياق هذا اللقاء الرائع سنعبر معاً جسر إبداعه منذ الطفولة وحتى الآن من خلال هذا الحوار الباذخ والشيق .

  • كيف تصف رحلتك في حياتك التشكيلية ؟
    – بدأت فناناً شاباً، وعملت بين عامي “1976” ، ”1985″ ناقداً فنياً في صحيفتين محليتين هما الصحيفة “السياسة” و”الوطن” في الكويت، أي اني عملت لمدة تمتد لأكثر من خمسة عشر عاماً بشكل يومي لمتابعة نشاط الفنون التشكيلية في الكويت والعراق والوطن العربي والعالم وذلك منحني فرصة نادرة للتعرف ودراسة الفن التشكيلي والحركات الفنية، إضافة تعرفت شخصياً على عدد كبير من الفنانين العرب و العراقيين وكذلك الفنانين العالميين الذين قدموا أعمالهم في معارض خاصة وعامة في الكويت لأكثر من 15″” سنة متواصلة، وكانت لقاءاتي مع الفنانين على الصعيد العالمي والعربي والمحلي، وقد أثر هذا التواصل اليومي على عملي الإبداعي في إنتاج الفن إيجاباً، ودفعني إلى مواصلة التعليم الأكاديمي في مجالات الفنون الجميلة والبصرية، حيث بدأت رحلتي لانتاج أعمال تشكيلية مبكراً في معارض خاصة أعرض فيها أعمالي عن التراث الحضاري العراقي الإسلامي بمعالجة فنية تواكب الحداثة، والمحطة التالية بعد الكويت كانت مدينة “مونتريال” الكندية حيث تفرغت تماماً للفن ودراسة فن الهندسة التشكيلية والتحقت بجامعة كونكورديا كلية الفنون الجميلة قسم الكرافيك والطباعة الفنية، لشغفي وحبي لهذا اللون من التقنيات الفنية التي اشتغلت بها طويلاً وتخرجت من برنامج الكلية الشهير في “جامعة كونكورديا مونتريال” في عام” 1989″ ، وحصلت على جائزة التميز الفني من الجامعة وبعدها حصلت على منحة دراسية للقطب الشمالي في شمال كندا “مركز بانف” بعدها حصلت على شهادتي بامتياز وفزت بمسابقة هي منحة “فيرمونت” في “مركز بانف” الفني، عام 1989″” حيث انتجت مجموعة كاملة من الأعمال الفنية تربط جذوري من الطفولة الجميلة في العراق وتراثي الشخصي وكان تأثير الطبيعة الجميلة والأخاذة كبيراً في بانف حيث يقع المركز وسط الأجواء الساحرة بدأ يتشكل نهجي التصميمي والانطلاقة الفنية في أمريكا الشمالية بطرق عديدة دفعتني إلى الجمع بين الجمالية الغربية بتقنيات الفن المعاصر مع ربطها بتراثي الرافديني وتراث طفولتي الشخصية.
  • ما أهم الأعمال التي وصلت بها إلى البعد الفلسفي للمستوى العالمي.؟
    – تنبع العناصر الرئيسية لنهجي التشكيلي والتصميمي على رسم ما يعتمل في محيطي الوجداني والمكاني مع حبي وشغفي للبحوث اللونية وإبتكار تقنيات خاصة بأعمالي التشكيلية والأشكال المتجذرة في ثقافتي الرافدينية أحاول الربط بين الطبيعة وجماليتها والطبيعة البشرية بالمعنى الواسع، وأستخدم الوان الطبيعة في الرسم وأعتمد منهج البحث في التعبير عن الطبيعة البشرية، وكل مرحلة فنية تتمتع ببصمات مشتركة وأجواء متقاربة من دون تكرار فهي تنطلق من رؤية تعكس محيطي الوجداني وبعناصر متنوعة وهندسية من تأثيرات التراث المعماري الإسلامي والكلاسيكي الحديث.
  • ماهي الأسس الواقعية للأساليب المستحدثة المتأثرة بكلاسيكية الزمان والمكان ومزج الألوان الطبيعية بتنوعها وتناقضها لإضافتها لعملك الفني٠؟
    – أن عناصر الإلهام بعملي الفني هي ثلاثة عناصر “الأول الطبيعة”؛ وألوانها الأخاذة ولها تأثير كبير على نتاجاتي الفنية، تأخذني إلى أجواء حالمة تعلمني بأن الفن والرسم هو لتجسيد الجمال واكتشاف فنون وثقافات البشرية، فكان هناك هدف التأثر بإيحاءات الطبيعة على التفاعل البشري والحياة الإنسانية، للوصول إلى إضافات جديدة في البحث التشكيلي، اما ” المؤثر الثاني”؛ تراثي الشخصي وأقصد طفولتي وحياتي التي كنت أعيشها في بغداد كانت رائعة هناك سمات التحاب والتواد بين الناس والصدق في المشاعر وقليل من المجاملات، كانت حزمة من العادات والتقاليد الجميلة تعطي الإحساس أن الأخرين يتضامنون في السراء والضراء وهذه المشاعر هي إحدى المؤثرات الرئيسية في أعمالي، تنحو نحو الجانب الإنساني و”المؤثر الثالث”؛ هي المرأة وهي مخلوق جميل جداً وإنسانة حساسة وموحية تماماً مثل الطبيعة تمتلك الأنوثة والرقة بنفس الوقت عندها الإصرار والشجاعة لتحقيق أمنياتها والتضحية، فهي دائماً معين للإيحاءات والدوافع العظيمة هي ليست فقط أم وزوجة والبنت بل هي الحبيبة مثل الطبيعة و الأرض، وهذه هي المؤثرات الرئيسية التي تشكل الأسس الواقعية التي أستحدثتها، متأثرة بالمكان والزمان وينعكس التأثر بالألوان الطبيعية وجمالياتها على العمل الفني الذي أقدم فيه رؤيتي ومشاعري بأسلوب جمالي ، هناك التناقض هو جزء من سنة الحياة، وأنا أحوله إلى إشارات ورموز في كل هذه البحوث لأقدم مجاميع من الأعمال الفنية، الحقيقة الحياة جميلة إذا إستطعنا أن نجملها بالإنتاج الإنساني والوجداني في مجالات الفنون والشعر والموسيقى والخ..
     هل قدمت تجربة متلاحمة مزجت فيها العمارة والروحانية الصوفية والرسم معاً. ؟
    – علاقتي بالعمارة قديمة وأنا عندي شغف وحب شديد للعمارة العربية الإسلامية وخصوصا العمارة العراقية ، عمارة البيوت والبنايات العامة والمساجد والمزارات وغيرها، كنت دائماً أتجول وأسافر إلى البلدان لأطلع على جوانب فن العمارة ذهبت إلى الهند وإسبانيا وأغلب دول العالم التي فيها أثار العمارة الإسلامية، ودرستها عن قرب إضافة إلى الدول الغربية والمغرب العربي وهذا الفن يعتبر من أهم الفنون التي تعبر عن كل الفنون مجتمعة ، المسرح والشعر والموسيقى والتجريد والصوفية لان العمارة”Functional” ، هو عمل فني يوظف لخدمة الإنسان إما يعيش داخله كمنزل أو يستخدمه في حياته اليومية مثل العبادة أو الزيارة أو لأي شيء أخر، والحقيقة أن العمارة أفضل متنفس للفنان المسلم ليعبر عن إبداعاته بعيداً عن التصوير أو التجسيم للجسم الإنساني أو أي تجسيم آخر، وهذا الموضوع حيوي في أعمالي الفنية إضافة إلى التصوف وخاصة الشيخ ” جلال الدين الرومي” تأثرت فيه، وتعلمت منه الكثير وتعد اشعاره غذاءاً روحيا وفكريا وأنعكس ذلك في أعمالي سنة “2012″ في معرضي الخاص كان أسمه تجليات “العشق والتعلق” يتغنى ويتكلم عن التناص بين النص الصوفي واللوحة التشكيلية المرئية فكانت أعمالي ثلاثية الأبعاد وأعمال زيتية كبيرة تتحدث عن هذا التألق الروحي الذي ينضوي خلف البيت أو المحلة كان فيها أجواء روحانية تأملية، فيها الهدوء والمتعة في مساء الليل والبيوت الطينية والهدوء في القرية وتدفق الجداول، تأملات كبيرة وجماليات لا متناهية ولا زلت في التجلي التشكيلي أعيش حالة التأمل الصوفي لتطوير أعمالي ورغم انتقالي لمراحل وتجارب فنية متعددة وجديدة .
  • ما منظورك لفن العمارة الإسلامي ولماذا يوصف هذا النوع من الفن بشديد الصعوبة والتعقيد.؟
    – منظوري لفن العمارة الإسلامي متشعب وهو من أكثر الفنون التي وظفت العمارة توظيفاً مناسباً من أجل راحة وخدمة الإنسان، مثل عمارة المساجد والأماكن العامة، وتحتوي العمارة على مجالات كبيرة للإنتاج والخلق الفني والعلوم التي تجتمع في فن العمارة تعد جانبا مهما من الحضارة الإسلامية، فيها بحوث وتفاصيل كثيرة تتناغم مع سليقة الإنسان وجماليات ومحبة للناس للتضامن معهم، وهذه الصفات تحث عليها جميع الديانات . ولازالت العمارة الاسلامية هي صرح ودرس مهم تتعلم منه الأجيال، وأما بالنسبة للتعقيد في العمارة الإسلامية هي تجمع وحدات بنائية معمارية ، ولذلك تبدو معقدة لكنها في الحقيقة هناك منهج بنائي واضح يتبعه المعماري وليس وحده من يعمل بالعمارة الخطاط والنقاش يجتمعون لإنجاح صرح معماري مثال ذلك العمارة في الأندلس، الهند، ايران ، تركيا، العراق، نجد العمارة الإسلامية هي مدرسة مهمة حفظت التراث البصري الإسلامي من الخطوط والهندسة الإسلامية من البناءات الفريدة بالزخرفة والتجريد الإسلامي تعكس سمو الروح والتأملات الصوفية الكبيرة.
  • الرؤية المعاكسة لفن العمارة المعاصر عن المنظور الهندسي القديم مقارنة بالرؤية الغربية لفن العمارة ما الذي نتج عنه من نظريات.؟
    – أجمل مثال يجسد الإجابة عن هذا السؤال هي المعمارية العراقية العالمية “زها حديد”، أثبتت تفردها وأبدعت في هذه الرؤية، وهي أحسن من أستخدم الأساليب الحديثة والرؤية الخاصة التي وظفت كل التقنيات المتوفرة لصالح تصاميمها، وخيالها المعماري الخلاق، وفازت تصاميمها بمشاريع كثيرة في مختلف دول العالم وأصبحت “زها حديد” مثالا حيا يثبت أنه لا يوجد تناقض بين القديم والرؤية الغربية، لأنها وظفت القديم والمنظور الحديث والنظريات الحديثة في أعمالها بالشكل الصحيح، لم يكن هناك أي تناقض بين المسجد الذي صممته أو المطار أو المتحف وموضوع التناقض يعتمد على المعماري إلى أي مدى يكون مبدع وخلاّق، حيث يحول التناقض إلى عناصر إيجابية لصالح الصرح معماري ومتميزة، لذلك “زها حديد” هي تمثل المشرق في العمارة الحديثة المتميزة.
    *ماذا توضح لنا عن فلسفة فنون الهندسة الشرقية وما نتج عنها من حركات تشكيلية حديثا.؟
    – فنون الهندسة الشرقية أثرت على القليل من الفنانين العراقيين والعرب لأن أغلب الفنانين في مطلع الثلاثينيات إلى الثمانينيات من القرن الماضي، درسوا في أوربا وعادوا متأثرين بالتجريد الأوربي والمدارس الأوربية، وهناك تجربة جميلة لزوجة النحات الرائد جواد سليم ” لورنا “سليم حيث كانت ” لورنا ” سليم تحب بغداد ومتعلقة فيها، وكان هناك علاقة عمل مشترك بينها وبين المعماري “محمد مكية “، حيث طلب منها تخطيطات بالقلم الرصاص عن مناظر ومشاهدتها لنهر دجلة في بغداد والبيوت المطلة على النهر والشناشيل، فرسمت مجموعة من التخطيطات بالقلم الرصاص ثم حولتها إلى أعمال زيتية كانت تجربة جديدة ونالت الرواج كما نظمت ثلاثة معارض في ديوان الكوفة في لندن عن العمارة البغدادية.
  • حينما ترسم ريشة الفنان المبدع “إياد” ما هي الصورة الإنطباعية للتخيلات المضمونية المرهونة بالمادة البنائية للوحة التشكيلية. ؟
    – أنا أرسم بتلقائية بدوافع عاطفية وروحانية وهذه هي الصورة الإنطباعية تقدم انطباعات حقيقية في تلك اللحظة بكل تلقائية، بدون تصنع ، وتدخل في البحث التشكيلي الذي استند عليه ومعالجة اللون وسطوح اللوحات، وأنا فنان متنوع في عملي الفني، ارسم اللوحات التشكيلية ذات البعدين وكذلك مجسمات ثلاثية الابعاد، الجداريات، الأعمال الصغيرة، ولطالما أشاد النقاد والفنانين على التقنيات التي أطرحها في أعمالي وأنها غير مطروقة في السابق وأفكار جديدة وبمعالجة لونية غريبة و غير مسبوقة، هي عبارة عن بحث جديد بالكامل.
    • ما رأيك عن النظرة الغربية للفنون الإستشراقية التي تتعلق بفن العمارة الإسلامي ؟
  • – هناك كثير من الفنانين الإستشراقين الذين رسموا جوانب من العمارة الإسلامية مثل الأماكن العامة والأسوق ، لكن هذه الأعمال في الحقيقة أعمال كلاسيكية من وجهة نظرهم، أخذوا الجوانب الظاهرية للعمارة وأنماط حياة الإنسان ولا يمكن أن نقلل من أهمية هذه التجربة وهي تضيف للفن ميزة بتأثير الفن الإسلامي على المستشرقين.
  • *إلى أي القطاعات وصل اقتناء لوحاتك الفنية ؟
  • – منذ بداياتي في الكويت اقتنت عدد من المؤسسات أعمالي، مثل معهد البحوث العلمية وغيرها من الدوائر كذلك من المقتنين أصحاب المجاميع الخاصة ومن الشركات ، وعندما هاجرت إلى كندا هناك متحف الفن الحديث وبنك الفن في” أوتاوا “، وعدد من الشركات الكبرى، “مثل زيروكس”(Xerox) وبنوك من “أرنست يونج” (&Ernst yong)، والشركة الالمانية “مرسيدس بنس” ((Mercedes-Benzes استخدموا أعمالي لترويج سياراتهم وأدخلوا أعمالهم في جاليري gallery كبير، وكان عنوان الاعلان ” حان الوقت للإستثمار بالفن الحديث ، ولا زال الاقتناء لأعمالي الفنية في أوربا و العالم العربي .
      • أهم المستجدات من الأعمال والنشاطات التي قمت بها خلال أزمة كورونا؟
  • – الحقيقة أزمة كورونا فاجأت الإنسان في جميع أنحاء العالم وداهمتنا بشكل سريع، حيث وجدنا أنفسنا محبوسين في البيت لا نستطيع أن نتحرك، وكانت فرصة للتأمل العميق والخلوة مع النفس واستثمرت الوقت في الرسم ولا شك أن هذه الأزمة رمت بظلالها على الأعمال الخاصة في الفترة الأولى، وصار لدي إنتاج غزير احتوى على الوان الفحم الزيتية فيها تساؤلات عن المستقبل وصحة الإنسان، وقدمت عدد من هذه الأعمال لمنصات ومعارض تعبر عن أحاسيس وانطباعات الأزمة، وكانت تجربة إنسانية صعبة حاولت أن أعبر فيها عن مشاعري، ومشاعر الناس بشكل عام وحالة الذهول وعدم الاستقرار، وفقدان الرؤية الواضحة لما سيحدث غداً.
  • أَهناك مشاريع لمعارض فنية جديدة للمستقبل. ؟
    – هناك الكثير من المشاريع التي أجلتها حيث كان عندي معرض من المفروض، أن يكون في نهاية هذه السنة في كندا، عن تجربتي مع حياة ” الهنود الحمر” تعرفت على ثقافتهم و القيم التي يؤمنون بها وعلاقتهم بالطبيعة ونظرتهم للأرض التي يعتبرونها هي أمهم ويتكلمون معها بمكبرات صوت ضخمة جداً يجتمعون بشكل دائري في الحقول بجلسات سرية ،”22″ عمل فني كبير و تم تأجيله للسنة القادمة، وحالياً أستعد لمعارض قريبة ومشاركات جديدة، وأنا أعمل في المرسم يومياً، ومتفرغ للفن متواصل الانتاج لأكثر من35″ سنة”.
    • تجسيدك للتراث والبيئة العراقية تنتج عن دوافع باطنية للعمل هل تدخل في صراع مع الأصالة والغربة ؟
  • – أنا أجسد التراث العراقي ببساطة بدون علمي بالدوافع الباطنية أنتِ فعلاً لامست بسؤالك قضية أعيشها بشكل يومي، وأما عن الأصالة لا يوجد أي صراع بيني وبين الأصالة، لأن البيئة العراقية والدوافع الباطنية تسير مع الأصالة وهناك انسجام بين الأصالة ومفردات التراث العراقي
  • رسالتك النبيلة تريد أن توصلها للأجيال الحالية والقامة ؟
    – رسالتي للأجيال الحالية والقادمة وبكل بساطة أعتقد أن أي عمل يقوم به الإنسان في أي مجال سواء عمل يومي، وظيفي، فني، فكري يجب أن يتحلى بجمالية واضحة ، وأي عمل بدون لمسة جمالية لا يعني شيء ، الجمالية تكون بالصدق والتلقائية وبحسن النوايا وحب المساعدة والرغبة بالعطاء والفن هو نتاج إنساني وعطاء لا متناهي، وكل إنسان يجب أن يؤدي رسالته في الحياة بحب حتى يترك له أثرا طيبا.
  • الكلمة الأخيرة نختم بها الحوار؟
    – كلمتي الأخيرة أحب أن أوجهها للمسؤولين في وزارة الثقافة والإعلاميين ولجميع المثقفين والسوشل ميديا أن تكون هناك أفكار جديدة وخلاقة، والبحث في موضوع كيف نعيد تقليد الإقتناء في المجتمع العراقي والعربي عموما! لأن الفنان يعاني من ندرة الإقتناء وأصبح الاقتناء للإعمال الفنية هامشي جداً وهذا يخلق خلل في دورة الثقافة الفنية وانتشار الاعمال الفنية في البيوت يخلق ثقافة حسية، بصرية، وذوق عام روحي تأملي وجداني، يطور الإنسان وتكون آثاره إيجابية. وشراء عمل فني لنعلقه في البيت سينعكس إيجابياً على الناس الساكنين في البيت، يجب أن تكون هناك حملة مدروسة ومنظمة بأهمية الإقتناء من الفرد العادي والمؤسسات الرسمية والشركات وغيرها، فقد كان التقليد موجود في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، بين العوائل والأسر العراقية الذين يقتنون الأعمال الفنية، وحالياً تلاشى هذا التقليد للأسف ، وأصبح من الضروري أن نعيد ثقافة اقتناء الأعمال الفنية وهذا يقع على عاتق وزارة الثقافة والجمعيات العامة ونقابة التشكيلين، يجب أن يكون هناك متنفس للإقتناء والبيع ويجب أن يشجع جميع الفنانين، وعلى المجتمع والقطاع الخاص والمؤسسات وهيئات المجتمع تخصيص ميزانية سنوية لاقتناء أعمال الفنانين ولتعم الثقافة الفنية.
    “السيرة الذاتية”
    ولد الفنان إياد الموسوي في كرادة مريم/ بغداد / بتاريخ 12 اكتوبر 1955 من أسره علمية وأدبية ، والده الشاعر عبد الصاحب الموسوي، شاعر وأستاذ بالأدب والنقد الأدبي ونشر له عدد من الدواوين وكتب نقدية في الأدب، عاش إياد الموسوي حياة زاخرة بالعمل الدؤوب والمثابر في مجالات الرسم والبحث الفني ، وله توصلات وبحوث في تقنيات التشكيل يتميز بها في أعمالة الفنية، وقد أنتج اعمالاً ميدانية وجداريات، وهو كثير السفر من أجل عرض أعمالة الفنية في معارض خاصة له وكذلك الإطلاع على ثقافات والإنجازات الفنية لبلدان العالم وفنانيها وهو فنان متميز وله شهرة واسعة في أوربا وكندا وأمريكا والعراق ودول الخليج والعالم العربي .
    “المشاركات”
    – شارك في مهرجان الفن والثقافة استوديو التشكيل في اصيلة المغرب لسنوات عديدة.
  • -اقتنت أعمالة الفنية شركة صناعة السيارات الألمانية مرسيدس بنز ، لتوظيفها في الحملة الاعلانية للترويج لموديلات السيارات الحديثة .
    • تم اقتناء أعماله الفنية من قبل متحف الفن الحديث وبنك الفن في العاصمة الكندية أوتاوا ، إضافة الى مقتنيات الشركات والبنوك والمؤسسات في أمريكا الشمالية ، ومقتنيات خاصة للأفراد في كندا وأمريكا وأوروبا والعالم العربي والعراق ودول الخليج خصوصاً.
      • درس تاريخ الفن والنقد الفني كعالم مستقل لأكثر من أربعين عاماً وله دراسات وبحوث في مجالات التشكيل العربي والكندي.
  • – قال عنه البرفسور الأمريكي المعروف جون دشمن في مقالة ( عالم فولبريت) :” لقد أعترف خبراء الفن في كل من الغرب والعالم العربي بتألق اياد الموسوي، باعتباره واحداً من أهم الأجيال الجديدة من الفنانين الذين شكلوا الأساس لفصل جديد في تاريخ الفن المعاصر.”
  • – نشرت وسائل الإعلام العالمية والعربية العديد من الدراسات النقدية والمقالات والتحقيقات الصحفية والتلفزيونية عن معارض وأعمال أياد الموسوي وإنجازات المتميزة في مراحل تطوره الفني على مدى ثلاثين عاما.
  • المعارض الفنية:
  • -يناير 2020 : تجليات العشق ( مشروع جداريات ) معرص خاص في زمزي غلري ، جميرا دبي ، دولة الإمارات العربية المتحدة، عرضت مجسمات لجداريات في الأماكن العامة والحدائق إضافة الى محاضرة عرضت فيها إمكانيات تنفيذ المجسمات في الأماكن العامة والجماليات التي تضيفها للمكان.
  • – فبراير 2020 : تقديم محاضرة بعنوان ( تحت اشجار النخيل ) الفن العراقي الحديث مع محمد مكية وجواد سليم ، القى المحاضرة الدكتور أحمد ناجي عن كتابة الذي يحمل عنوان ( تحت اشجار النخيل ) وتدوينه بالوثائق إن العلاقة الوطيدة بين رائد الفن العراقي الحديث جواد سليم وأحد رواد العمارة العراقية المعاصرة المهندس المعماري محمد مكية.- شباط/ فبراير 2019 : ” بغداد أحلام الفجر ” معرض خاص في قاعة حوار ، الوزيرية بغداد. جسدت اعمال المعرض ذكريات الطفولة في بيت جدي حيث ولدت ، واستقيت أسم المعرض من عنوان أول ديوان لوالدي المرحوم الشاعر عبد الصاحب الموسوي ( أحلام الفجر ) وتبقى بغداد أحلاماً جميلة عند الفجر.
  • – أكتوبر 2018 : ” ذكريات الهجرة ” معرض مشترك إياد الموسوي والفنان عامر العبيدي. مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ، دبي، دولة الامارات العربية المتحدة. وسجل المعرض اقبالا ونجاحاً كبيراً.
  • فبراير 2012 : ” تجليات العشق والتعلق ” معرض خاص ، مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة، عرضت أعمال تمزج بين التصوف والتأمل الروحاني والطبيعه بأفقها اللانهائي.
  • -سبتمبر 2001 : ” إياد الموسوي في ابو ظبي ” معرض خاص في المجمع الثقافي في العاصمة الاماراتية أبو ظبي ، وبدعوة من مؤسسة الاعلام والسياحة في ابو ظبي ، وعرضت أعمال مرحلة التأثر بجمال المرأة وهي تجمع بين الأنوثة وقوة الإرادة كما الطبيعة .
  • – نوفمبر 2000 : “معرض خاص إياد الموسوي” في غلري توتال ارت ،شارع الشيخ زايد، دبي.
  • -ديسمبر 2000: ” جماليات الفن العربي الحديث ” معرض خاص في ابو ظبي .
  • – مارس 1998 : “العمارة البغدادية ” معرض خاص في قاعة ديوان الكوفة في لندن ، المملكة المتحدة، وحمل –المعرض تأثيرات العمارة البغدادية وجماليتها في معالجة تشكيلية تضيف الوان جديدة تمنح العمل حيوية متجدده، ومؤسس ديوان الكوفة هو المعماري الرائد محمد مكية وقد إقتنى بعضا من أعمال المعرض ولشدة إعجابه وحبه للأعمال أحتفظ بها في صالة الجلوس في منزله اللندني .
  • -ديسمبر 1995 : ” الطبيعة البكر وسريالية الحرف العربي” معرض خاص في غلري ديكوارت ، أبو ظبي ، يجسد المعرض الحب والشغف بالطبيعة والوانها وتناغمها مع الحروفية .
  • -سبتمبر 1995 : “معرض اللوحة الصغيرة “معرض خاص في توتال ارت غلري ، دبي. عرضت مجموعة اعمال صغيرة الحجم لكنها تكتنز في تفاصيلها قوة التكوين واللون في فضاء حر .
  • -يناير 1993 : ” بيوت وقلاع ” معرض خاص عاتي غلري دبي ، عرضت مجموعة أعمال نفذت بالوان الزيت والباستيل ، بتلقائية الاطفال رسمت الأعمال وقدمت معالجة جمالية وحرفية السهل الممتنع.
  • – اكتوبر 1991 : ” اضواء الشمال ” معرض خاص ، مركز بانف الثقافي والفني ، البرتا ، كندا. وزار المعرض عدد كبير من جمهور المقتنيين ، ولاقت الأعمال اقبالاً ونجاحاً كبيراً.
  • -شارك على مدى رحلته الفنية في عدد كبير من المعارض المشتركة في كندا، امريكا ، الوطن العربي .