واع /العراق في قلب العاصفة

واع / بقلم / خميس الخزرجي

تصاعد التوترات السياسية وقرع طبول الحرب بين دول شرق الاوسط من جهة والقوى العظمى المتمثلة امريكا والصين من جهة اخرى ينذر بعودة صراع اكبر من ذي قبل يحرق انشودة السلام التي تستخدمها الدول الكبرى للهيمنة على القرارات الدولية وتنفيذ المخططات الرامية التي تغير شكل الانظمة والحكومات التي لا توالي المعسكر الغربي الذي بات اضعف من أن يثمر عن تغييرات جوهرية في سياسة الشرق الاوسط بعد أن فهم كبار ادوات اللعبة منها السعودية التي تعد قطب الرحى في تحريك الاقتصاد العالمي وهي تحتل المرتبة الثالثة، بإنتاج حوالي 11 و10.9 مليون برميل يومياً من النفط، وهذا الرقم الذي يجعل اوروبا وامريكا تركع امام سيدهم الذهب الاسود الذي اذل عروشهم واسقط انظمة وحكومات ومماليك الذي يعد اساس الصراع بين البشرية.

وتصاعد الصراع يشتد وطبول الحرب تقرع بقوة بعد أن دخلت ايران على خط دعم المقاومين لسياسات امريكا والصهاينة وبوجه الخصوص فصائل المقاومة الفلسطينية وحزب الله الذي يقف بكل جهوزيته على تخوم اسرائيل الامر الذي جعل ايران اقوى عسكريا واقتصاديًا من خلال تأمين الجبهة الداخلية وتقوية ذراع المقاومة خارجيًا مما جعل الضعف يسود المناوئين لنظام الايراني الذي يلعب بخشونه مع خصومه الامر الذي جعل امريكا تحرك حتى شياطين الارض مقابل الهيمنة المباشرة على قرار الخليج الذي يعد قراراً مهماً من خلال عقد صفقات التسليح التي عقدت بين السعودية والولايات المتحدة الاميركية خصوصا صفقة أسلحة للسعودية بـقيمة 650 مليون دولار.
وتعد أول صفقة أسلحة أمريكية كبرى للسعودية منذ تولي إدارة بايدن السلطة وتبنيها سياسة عدم بيع سوى الأسلحة الدفاعية لحليفتها الخليجية ، هذه الصفقات كجزء من ادامة الصراع في المنطقة، الامر الذي يوضح صعق امريكا سياسياً واقتصادياً كونها عملت طيلة عقود على تغذية الصراع العربي والاسلامي لتنفيذ الخطط الصهيونية للهيمنة على قرار الشرق الاوسط لاسيما الدول العربية والاسلامية التي باتت اضعف من تواجه القوى الكبرى التي سلطت عليها إسرائيل التي تتباها بقواها العسكرية والسياسية وفشلت امام مواجهة ايران التي تعاني العزلة الدولية وتمددها خارج حدودها الذي يبرهن فشل الخطط الاستراتيجية المتمثلة بالتطبيع وغيرها مع الدول العربية والاسلامية
وتمدد الجماعات المناوئة وفرض الإرادة وكسر القرارات التي تتخذها امريكا وحلفاؤها في كبح جماح تصاعد القوى الرافضة للوجود الامريكي الامر الذي جعل العراق محور.
الصراع الدائم الذي ينتقل من دول عده نتيجة ضعف العراق سياسيا وامنيا لمواجهة التدخلات الخارجية التي القت بظلالها السلبي على قرار العراق السيادي ومصارحة القوى المتصارعة في المنطقة وخشية العراق من مصارحة تلك القوى للابتعاد عنهُ مما جعلهُ في محور الصراع كون العراق يتأثر تأثيرا مباشراً بالمؤامرات الكبرى التي تحاك ضده من اجل اجباره على التطبيع مع الكيان الصهيوني متناسين أدلجة القضية الفلسطينية لدى الشعب العراقي وعدم عزل قضاياهم المصيرية عن قضية فلسطين ، الامر الذي يجعل العراق في مرمى نيران امريكا وحلفاؤها التي تعمل على اضعافه وعدم قدرته على أتخاذ القرارات المستقلة من خلال النأي بنفسه وعدم السماح بالصراع على أراضيه من قبل الدول المتصارعة.
خصوصا وأن العملية التي استهدفت القيادي في الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس وسليماني كشفت مدى خطورة وضع العراق والمنطقة ككل وعدم اعتبار سيادة العراق من ضمن اولويات الحكومة الاميركية التي تدعي ذلك الا أن مذكرات وزير الخارجية الاميركي السابق بومبيو اماطة اللثام عن اكبر مؤامرة تحاك ضد المنطقة ككل كما كشفها رئيس الوزراء القطري الاسبق حمد بن جاسم الذي قال “بات الوضع في منطقتنا الخليجية محفوفاً بالمخاطر ويستدعي من الجميع الانتباه الدائم تحسبا لأي احتمالات. فالغرب بقيادة الولايات المتحدة لم يتوصل حتى الآن إلى اتفاق يعيد الاتفاق النووي مع إيران إلى الحياة” فأن خطورة من هذا الوضع الذي تحدث به لا يعني العراق بعيداً عن قلب العاصفة التي ستهز كيان الخليج العربي وبوجه الخصوص العراق الذي يعاني وضعاً اقتصادياً سيئاً وتشظي القرارات السيادية وضياع بوصلة القرار بين مجموعات واحزاب وكيانات متصارعة وسط تفائل رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني في اعادة العراق الى وضعه الطبيعي من خلال مواجهة حيتان الفساد الامر الذي يعدُ احد اخطر التحديات التي تواجه العراق وسط ترقب حذر لثوران بركان قد يلهب المنطقة.