واع / نساء وأطفال يتجرعون مرارة العنف الأسري دون رادع
تحقيق: وسن عبد القادر الونداوي
بحثنا في الاسباب الحقيقية التي تقف خلف ممارسات العنف الاسري للمرأة والطفل فوجدنا من احدى تلك الاسباب هو انخفاض في مستوى الثقافة والتعليم عند الذكور وايضا محدودية المستوى الاقتصادي وتردي المعيشة فهذا يولد فوضوية وحب السيطرة على قرارات المرأة وتهميش رايها بالكامل وهناك اسباب اخرى ايضا كثيرة ومتفرعة فما هي الحلول الواقعية للحد من تلك الممارسات اجريت تحقيقا مفصلا محاولة للبحث عن إجابة لتلك التساؤلات دعونا نتعرف على اهم مجرياته من خلال الاسطر التالية :
غضب عشائري
بدموع تحرق وجه احدى المعنفات روت الينا ام محمد البالغة من العمر 40 عاما قصتها فقالت : عشت ايام صعبة تعرضت فيها لأشد انواع الضرب والإهانة بمختلف الوسائل من قبل زوجي وجرت خلافات كثيرة بيني وبينه فتفاقمت المشاكل والاحداث حتى وصلت الى تدخل عشائري مما أدى الى مقتل أخي على يد عشيرة زوجي وها أنا اعيش حزني بمرارة كوني قد خسرت اخي وبيتي وعائلتي دون عوده .
طفل ضحية القسوة
نساء وأطفال تحت مطرقة وسندان العنف الأسري
بينما يحلم كل طفل بذهابه الى المدرسة مقتديا بأقرانه قد يعاني البعض الأخرمن حرمانه ومعاملته بقسوة لتسلب طفولته وعفويته تحدث الينا الطفل احمد ابراهيم البالغ من العمر10 سنوات قائلا: كنت احب الدراسة ومتفوق لحد ما اقرأ ليلا واذهب لمدرستي صباحا وعند عودتي منها اذهب للعمل لأكسب المال واقدمه لوالدي الذي كان يعاملني بـأشد انواع القسوة والتعذيب لدرجة انه حرمني من الذهاب لمدرستي بحجة التفرغ للعمل كان ابي يحتسي الخمر كل يوم ولا يتوانى عن ضربي بقسوة دون رحمة بسبب وبدونه لدرجة اني عزمت على الهرب من البيت لكنني شديد التعلق بوالدتي واخوتي وهذا سبب امتناعي للخروج من المنزل.
خطة لردع التعنيف
تفشي العنف الأسري أفة تنخر بحياة النساء والأطفال
وسط تصاعد عمليات العنف الاسري وازدياد حالاتها تحدث الينا الضابط محمد الساعدي من مديرية الشرطة المجتمعية التابعة لوزارة الداخلية موضحا الينا الية التعامل مع هذه الظاهرة قائلا: ان احد اسباب هروب الاطفال دون سن الرشد من منازلهم باحثين فيه عن مكان يعيشون به في مأمن بعيد عن الضرب هو نتيجة تعرضهم للتعنيف من قبل الاهل سواء كان من الاب او الام او حتى من الاخوة الاكبر سنا وافصح الساعدي ان مديريتنا تتلقى اعداد لا يستهان بها من الاتصالات والمناشدات عبر خطها الساخن 497 ومستمرة وبشكلها اليومي على مدار الساعة حيث وضعنا خطة للاستجابة الفورية والسريعة لتلك المناشدات تنتهي بملاحقة اصحاب تلك الممارسات العنيفة ومحاسبتهم وفق القانون .
مخلفات الحروب
طبيب نفسي : تعنيف الزوج لعائلته احدى مخلفات الحروب نتيجة اضطرابات نفسية .
اوعز الينا الدكتور حسين اللامي الطبيب المختص للأمراض النفسية قائلا : انا اعتقد من اسباب العنف الاسري في العراق بشكل خاص هو توالي الحروب نتيجة مخلفاتها يحدث ذلك من خلال نشوء بيئة نفسية ضاغطة وغير متكافئة او سليمة اضافة الى وجود المواد الكحولية وتعاطي المخدرات فتلك العادات السيئة والادمان عليها يذهب العقل ويصبح الانسان غير مدرك لتصرفاته ويخلق منه وحش كاسر يلتهم كل من يقف امامه ولا يأبه لمن يقف امامه واضاف اللامي هناك بعض الحالات يعاني فيها الزوج من الاضطرابات النفسية وهناك عدة اوجه للتعنيف فلا تقتصر على الضرب فحسب بل يتعدى الى تعنيف اقتصادي وهو حرمان المرأة من ممارسة وظيفتها وحصولها على المال لسد احتياجاتها .
العاصمة تتصدر القائمة
عند سؤالنا عن وجود خطة لحماية الطفل تحدثت الينا غادة الرفيعي مديرة مكتب رعاية الطفولة في العراق قائلة : ان اوضاع الاطفال في العراق متدهورة للغاية بسبب عدم وجود قوانين لحماية الطفل حتى سن 15 عاما ويؤسفني القول ان العاصمة بغداد تشهد اعلى نسبة تعنيف لهذه الشريحة قد ترجع لسبب النزوح واختلاط الثقافات اضافة الى انتشار الفقر والعيش داخل عشوائيات مبينة ان الطبقة الفقيرة ومعدومة الثقافة هم اكثر عرضة للتعنيف الاسري .
عاشروهن بمعروف
جحيم يلتهم حياة النساء اسمة الزواج
بين الله عز وجل في كتابه العزيز منزلة في الاسلام فكانت لنا وقفة مع الشيخ عبد العظيم النعيمي احد رجال الدين تحدث لنا قائلا : حملنا الاسلام مسؤولية هامة لتكوين اسرة صالحة يعيش الاطفال في اطارها ببنية صحيحة حيث رسم الاسلام حدود للتعامل والتعايش بمعروف في العلاقات الزوجية كما ذكر في كتابه العزيز
( فأمسكوهن بمعروف او سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن اضرارا لتعتدوا)صدق الله العظيم
وهناك حديث نبوي شريف ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) صدق رسول الله ومن خلال ما ذكر يبين ديننا الحنيف حدود التعامل بين الزوج وزوجته وان لا يتعدى تلك الحدود مخافة الله وطاعتا لرسوله ( صلى الله علية وسلم ) فلا يجوز ضرب المرأة وتعنيفها .
لنا رأي
تعد المرأة ركيزة اساسية ومهمة في المجتمع فهي( الأم ـ والزوجة ـ والأخت ) والمسؤولة عن ادارة المنزل وديمومة الحياة الزوجية وقد تتعدد اساليب العنف الاسري الى عدة انواع منها العنف الجسدي ـ العنف النفسي ـ العنف العاطفي ـ العنف الاقتصادي فكل شكل من هذه الاشكال هو قمع للحرية والتعبير عن الرأي فعلينا وضع حد لمثل تلك الممارسات المهينة من خلال المطالبة بتشريع قانون صارم يطبق بجدية ضد العنف الاسري ووضع خطط لحماية الطفل والطفولة واتخاذ اجراءات قانونية مشددة لمن يمارسها من خلال مساعدة الشخص المعنف لرفع دعوة قضائية ضد الخصم وصولا الى حكم قضائي لصالحه .
