واع / مقهى الشعب .. اول مؤسسة .. فولكلورية شعبية وثقافية ..في السليمانية


واع / السليمانية / ايمان الجنابي
ويتحدث كاكا محمد الذي يديرعملها لـ واع : لقد بدات العمل في هذه المقهى منذ ان كان عمري ( 7 سنوات فقط ) مع والدي رحمه الله وحتى يومنا هذا , ويساعدني فيها اخواني (( عمـر وهيــوا وجـلال وجمـال )) كما ويساعدني في العمل اولادي ايضا ( وان المقهى ارثا من الوالد رحمه الله ) .. ولشهرة هذه المقهى مع انه كانت هناك العشرات من المقاهي القديمة منذ الخمسينات والستينات من القرن الماضي , ولكن الكثير منها اغلق ولاسباب كثيرة تعرفونها وهي نتيجة للواقع السياسي الصعب انذاك الذ ي كانت المدينة تعيشه في تلك الفترة , وبقيت المقهى الوحيدة هي مقهانا ( مقهى الشعب ) تعمل حتى يومنا هذا , وان السبب الذي جعلها تكون مشهورة هو اقبال الشخصيات السياسية والثقافية من الادباء والشعراء والمثقفين ، اضافة الى ذلك كان يقبل عليها الكثير من الادباء والمثقفين العراقيين من المحافظات العراقية الاخرى وخاصة من بغداد..
وعن كثرة اللوحات والصور المختلفة في ارجاء المقهى يؤكد كاك محمد لواع : هذه الصور واللحات المختلفة تمثل شخصيات المجتمع بالسليمانية ويضيف محمد: لقد وضعنا الكثير من الصور التي تلاحظونها وتجديدها عند اللزوم كتغيير الاطارات واستبدال المتضررة منها وحين نحصل على صور اخرى جديدة ، نقوم بوضعها هنا او هناك وكما تلاحظ نضع التعليقات المناسبة لها لتعريف الناس عن كل شخصية ومنها صورة بارزة ايضا لبطل كمال الاجسام العراقي علي الكيار .
اما بالنسبة لصغر مساحة المقهى اوضح كاك محمد لـ واع : الزاوية التي تجلسون عليها الان عندها الان كانت مطعما صغيرا , ومقهانا لم يتجاوز هذه الغرفة الصغيرة كما تلاحظون في الزاوية هتاك حيث كانت هي المقهى الصغير جدا ، وقد امر في حينها الرئيس مام جلال رحمه الله ، بتوسيع وتجديد المقهى من ( حسابه الشخصي ) ووضعت التصاميم الجديدة للتوسيع واضافة الديكورات الجميلة من نوعية الاخشاب واستخدام الاحجار والطابوق المرصوف بديكورات حديثة مع احتفاظ المقهى التراثي يشخصيته الفولكلورية كما تلاحظون كيف تبدوا اليوم وتزهوا بروادها المحترمين ..
ويحدثنا كاك محمد عن رواد هذا المقهى فيقول لـ واع : شباب السليمانية ايضا لهم حصة في المقهى ويكون تواجدهممستمر طيلةالنهار وخاصة الشباب اللذين يرتادون المقهى بشكل دائم , وتصادف هذه الفترة الدوام في الكليات وهم مشغولون بالدراسة وتادية الامتحانات , لذلك تجد تواجدهم قليل بسبب ذلك , وبعد انتهاء الامتحانات يمكنك زيارة المقهى لتجد اعدادهم الكبيرة التي تملا المقهى ! وان المقى يبدا عمله من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة السابعة مساء !! وبصراحة فانعمكلنا متعب جدا لان فيه المتابعة المستمرة لارضاء جميع الرواد وزبائن المقهى ، ,وان عملي متعب جدا لذلك اتناوب مع اخوتي على العمل واعمل حتى الساعة الثالثة عصرا ويساعدني ابنائي واخوتي ايضا بالتناوب , لانك تلاحظ ان الرواد ياتون من كل مكان وطلباتهم كثيرة وزوايا المقهى المتشعبة تتطلب متابعة الزبون وتلبية طلبه وهي الشاي والدومينو والطاولي , ومنهم من يحب ان يتواجد هنا بسبب موعد مع صديق او زميل له ليتناقشوا في اي شي سواء في العمل او متابعة كتاب او مناقشة موضوع منشور في صحيفة او يستذكروا ايام زمان
وعن التكنولوجيا الحديثة بالمقهى يوضح كاك محمد لـ واع : نحن نواكب التطور وخاصة في المجال التكنولوجي وتطور وسائل الاتصال الحديثة , لانها متطلبات لابد منها ,وهي لن تؤثر على جمالية المكان بل على العكس من ذلك , وقد وضعنا اجهزة تلفزيون حديثة (البلازما ) التي تعلق على جدران المقهى , والستلايت الذي يشكل جزء من اهتمام الناس او رواد المقهى ايضا , وبالرغم من انشغال الكثير منهم بلعبة ( الدومينو والطاولي ) الى ان هناك الكثير منهم ايضا يحب متابة البرامج التفزيونية ومتابعة الاخبار من خلال الفضائيات للوقت الذي يحب ان يمضيه الزبون , حتى ان هناك من رواد المقهى يقول لنا نحن اصبحنا جزء من المقهى واذا مر يوم لانقوم بزيارة المقهى فان ذلك يشكل لنا نوعا من الحاجة ونشعر بالضياع ّ!!
وماذا عن خدمات المقهى بين الامس واليوم يؤكد كاك محمد لـ واع : الكثير من امور الحياة تغيرت ومنها ماكلنا ومشربنا وحتى العلاقات الاجتماعية كنتيجة طبيعية للتغيرات التي تحصل في العالم, واتذكر ان اسعار الشاي اختلفت كثيرا وفي خمسينات وستينات القرن الماضي وايام زمان ( كان سعر استكان الشاي بـ فلسـين ثم زاد واصبح اربعة فلوس ثم عشرة فلوس ) وهكذا بدات الزيادة شيئا فشيئا ) واليوم اصبح سعر استكان الشاي بــ 250 دينار !! واتذكر كيف كان الوالد رحمه الله يضع ( صينية امام منضدتة ويوزع عليها العملة القديمة من الفلوس من فئات ( الفلسان والخمس فلوس والعشرة فلوس على اشكال بـيانية ليعطي الباقي لكل زبون ويضع الفيشة ايضا لطلبات زبائن المنطقة من المحلات او من الباعة المجاورين للمقهى , ولااقصد الان بل قديما , وانا اعمل في هذه المقهى منذ زمن طويل جدا ومع تغير احوال الناس الان الا انني لم اشهد ان هناك زبونا يطلب على سبيل المثال ( 10 اقداح شاي) وعند خروجه يقول انها سبعة اقداح ’ لان الثقة موجودة والحمد لله ..
ويضيف كاك محمد ايضا : ان اعداد كبيرة من الشخصيات التي ترتاد المقهى منذ تاسيسها وحتى الان وكما ذكرت لك انني اعمل هنا منذ ان كان عمري سبعة سنوات , وانت تعرف ان الذاكرة تتعب مع الايام وقد لااتذكر الكثيرين منهم ولكنهم شخصيات سياسية كبيرة وثقافية وادبية ووطنية وشعراء قدماء واتذكر شاعرنا الكبير ( شيركو بيكس ورؤف بيكرد ) ومن الشخصيات الحزبية المختلفة كما واتذكر ادباء من محافظات العراق لكني لااتذكر اسمائهم لتقدم العمر.. وماذا عن زوار المقهى من محافظات العراق يقول محمد لـ واع : كثيرا من اخواننا من محافظات العراق يزورون السليمانية ويترددون على مقهانا ويبدون ارتياحهم من التطورات الحاصلة في السليمانية وتقدمها بشكل ملفت للنظر ،وقسم كبير منهم طابت له الاقامة هنا في ويتمتع بمناظرها والسياحة والراحة فيها , كما وتكون مقهى الشعب عنوان المحبة والملتقى الحقيقي بين اطياف الناس ..