واع / قمة جدة البداية نحو رسم خريطة طريق جديد


واع/ بغداد / ابراهيم فؤاد
تأتي القمة العربية في جدة اليوم وسط مناخات تهيمن عليها أجواء المصالحة في الإقليم، وأبرزها عودة سوريا لملء مقعدها الشاغر منذ 12 عاماً، فضلاً عن الخطوات التي تتخذ من أجل إحلال السلام في اليمن، بدفع من إتفاق بكين لتطبيع العلاقات بين السعودية وإيران. كما أن تركيا ليست بعيدة من جهود ترميم العلاقات مع دمشق والقاهرة.

واكد موفد وكالة الأنباء العراقية (واع) الى السعودية، اليوم الجمعة: إن “قمة جدة التي تحتضنها المملكة العربية السعودية ستبحث حلولاً لأربع قضايا عربية”، لافتاً الى أن “القمة ستعقد بحضور عربي كامل دون غياب لأي دولة عربية”.

يطوي هذا المناخ الجيوسياسي الجديد الذي يتبلور في المنطقة، عقداً من الصفحات السود التي كُتبت في العالم العربي، مع ما سمي “الربيع العربي” الذي تحوّل حروباً أهلية، أدمت سوريا وليبيا واليمن ولا تزال آثارها بادية في كوارث حلت بهذه البلدان. وحتى تونس التي تعاني من انقسامات حادة وتهددها أزمة وها هو السودان يعود مجدداً إلى دوامة الحروب بفعل تطاحن جنرالاته على السلطة أخضعته نخبة سياسية فاسدة ودفعت به إلى انهيار دون منافس ؛ والمناخات الجديدة في الشرق الأوسط فتحت فرصة أمام العرب لالتقاط الأنفاس، تمهيداً للعودة إلى الاضطلاع بدور إقليمي ودولي رئيسي، ولا تنقصهم الإمكانات في هذا المجال. التواصل العربي المباشر مع سوريا والعراق، يشكل مدخلاً إيجابياً لمعالجة الكثير من الأزمات في البلدين، وهو الخطوة الأولى لإعادة البناء وبلسمة الجراح.

واع : وغادر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة، العاصمة بغداد متوجهاً إلى المملكة العربية السعودية.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع) أن “رئيس الوزراء غادر العاصمة بغداد متوجهاً إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في مؤتمر القمة العربية بدورتها الـ(32).

واع : كشف وزير الخارجية فؤاد حسين، امس الخميس، عن أهم بنود القمة العربية في جدة، فيما أكد أن العراق أسهم بشكل فاعل في عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية.
وقال حسين، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن “العراق ومنذ أن جُمِّدَ مقعد سوريا في جامعة الدول العربية، كان متمسكاً بأن تعود سوريا لمقعدها وتمارس دورها المهم في العمل العربي المشترك”، مؤكداً، أن “العراق أسهم بشكل فاعل في رجوع سوريا لمقعدها”.
وأضاف، أن “رجوع سوريا لمقعدها يساعد في الاستقرار الأمني فيها والدول المجاورة لها”، لافتاً إلى، أن “فريقاً عربياً ولجاناً واجتماعات مشتركة ستكون متواصلة مع سوريا  لحين الاستقرار التام وإعادة الإعمار والبناء”.
وتابع، أن “أهم البنود التي ستتم مناقشتها في القمة العربية، هي التحديات والأزمات وأهمها الأوضاع في السودان والقضية الفلسطينية والتحديات الاقتصادية التي تواجه الأمة العربية وتداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية وغيرها”.
وعن دور العراق في التقارب السعودي-الإيراني، قال وزير الخارجية، إن “العراق أسهم في التهيئة لهذا الاتفاق في بغداد، ونحن نعتقد أنه سيكون مهماً في مزيد من الأمن والأمان للمنطقة”.
واع : لا تعوز العرب الإمكانات كي يفرضوا موقعاً ودوراً على الساحة الإقليمية والدولية. فلا يكتفوا بأن يكونوا متلقين، وإنما فاعلين في قضاياهم وقضايا العالم. لم تعد الولايات المتحدة هي اللاعب الدولي الوحيد. وقبالة التكتلات الغربية تنشأ تكتلات تقودها الصين وروسيا ودول ناشئة أخرى مثل البرازيل وجنوب أفريقيا. وهي كلها تتطلع إلى تأكيد هويتها الوطنية ولعب أدوار في الإقليم والعالم. الصين والبرازيل وجنوب أفريقيا وتركيا، دول تبحث عن مكانة إقليمية وعالمية. وليس من قبيل الصدفة أن الدول الأربع الأخيرة تسعى حثيثاً مثلاً إلى الاضطلاع بدور في حل النزاع الأوكراني.
القمة العربية في جدة اليوم تواجه كماً كبيراً من القضايا، تبدأ من السياسة والاقتصاد ولا تنتهي بالتغير المناخي
ربما تكون قمة جدة البداية نحو رسم خريطة طريق جديدة أمام الدول العربية من أجل النهوض مجدداً والخروج من النفق المظلم الذي أدخلتها به التناقضات السياسيه .