واع / مجلس التراث البغدادي يحيي ذكرى أحمد سوسة

واع / متابعة/ ايمان الجنابي
من هو الدكتورالعراقي احمد سوسة ؟ والذي يتم استذكاره دائما ؟! الدكتور أحمد سوسة يعتبرواحد من أقدم المهندسين العراقيين الذين تخرجوا من الجامعات الغربية. وقد كان احمد سوسة يهودي الديانة ثم اعتنق الإسلام بعد ذلك.. وقد ولد الدكتور أحمد نسيم سوسة في ) مدينة الحلة (بالعراق عام 1318هـ/1900م، واكمل دراسته الاعدادية (الثانوية العامة) في الجامعة الأمريكية ببيروت عام 1924م، ثم حصل على شهادة البكلوريوس في الهندسة المدنية عام 1928 من جامعة كولورادو في الولايات المتحدة. وواصل بعد ذلك دراسته العليا فنال شهادة الدكتوراه بشرف من جامعة جونز هوپكنز الأمريكية عام 1930، وقد انتخب عضوا في مؤسسة (فاي بيتا كاپا) العلمية الأمريكية المعروفة، كما منحته جامعة واشنطن عام 1929 جائزة (وودل) التي تمنح سنويا لكاتب أحسن مقال من شأنه أن يسهم في دعم السلم بين دول العالم.
واع .. وبهذه المناسبة اقام مجلس التراث البغدادي وعلى( قاعة حسين علي محفوظ ) في المركز الثقافي البغدادي ندوة بعنوان (احمد سوسة علامة العراق في الري والحضارة) بحضور حفيدته الأديبة سارة الصراف. وقد أدار الباحث التراثي نبيل الحسيناوي ، وبحضور نخبة مميزة من الباحثين والمهتمين ،ثم تحدثت الإعلامية سارة الصراف حفيدة عالم الآثار الكبير أحمد سوسة عن جدها لوالدتها عالية سوسة ، والسيرة العلمية مشيرة الى دور جدها الحيوي في مجال الري والحضارة وكانت له منجزات وبحوث العلمية في العراق..
واع .. وأضافت: أن جدها عالم الآثار الكبير (تمسك بعراقيته، متجاوزا ديانته، ورجح في عمله وسلوكه وفكره الولاء الوطني على الإنتماء الفئوي)، مبينة أن (سوسة قد عُيّن مساعداً شخصياً في الأمور الفنية لنائب رئيس مجلس الأعمار في فترة الخمسينيات إضافة لوظيفته الأصلية)، مؤكدة أنه (من أوائل أعضاء المجمع العلمي العراقي منذ تأسيسه عام 1946 وبقي عضواً عاملاً فيه حتى وفاته).
وأشارت الصراف لـ واع : أن (العالم سوسة اهتم بمباحث حضارية قديمة، ومنها تاريخ العراق الحضاري، وكتب عن نظم القنوات المائية والسدود في الحضارات القديمة)، منوهة بأن (مؤلفات العلامة الاثري الكبير تربو على الخمسين كتاباً وتقريراً فنياً وأطلساً، فضلا عن اكثر من 116 مقالاً وبحثاً نشرت في الصحف والمجلات العلمية، وتوزعت تلك الكتابات بين حقول الري والهندسة والزراعة والجغرافية والتاريخ والحضارة). كما نوهت الى اعادة تأهيل بيت العلامة سوسة الواقع في شارع المغرب ليكون مركزا ثقافية مهما في بغداد.
واع .. ومن ثم القى الدكتور صلاح عبد الرزاق كلمة تحدث من خلالها عن العلامة سوسة وبداية تعرفه على كتب ونتاجات العلامة سوسه من خلال رسالة الدكتوراه عام ١٩٩٨ عن المفكرين الذين اعتنقوا الاسلام في الغرب مثل محمد اسد وروجيه غارودي وغيرهم. ثم تعرف على كتب سوسة في المكتبة البريطانية بلندن ومنها كتابه المهم في (طريقي الى الإسلام) مشيدا بدقته وموسوعيته وغزارة انتاجه لاسيما في كتاب (دليل خارطة بغداد المفصل) و(تاريخ العرب واليهود في التاريخ). كما اشاد بدور حفيدته سارة الصراف بالحفاظ على تراث سوسة.
واع .. كما تحدث الاستاذ رفعت عبد الرزاق والدكتور كمال رشيد و علاء خضير وختمت الجلسة بصورة تذكارية وتقديم كتاب شكر من الدكتور صلاح عبد الرزاق عميد مجلس التراث البغدادي الى الاديبة سارة الصراف ..وتجدر الاشارة الى ان الدكتور احمد سوسة بعد عودته للعراق، عين مهندساً في دائرة الري العراقية عام 1930م، ثم تقلب في عدة وظائف فنية في هذه الدائرة مدة 18 سنة، حتى عين عام 1946 معاوناً لرئيس الهيئة التي ألفت لدراسة مشاريع الري الكبرى العراقية. وفي عام 1947 عين مديراً عاماً للمساحة ثم مديراً عاماً في ديوان وزارة الزراعة عام 1954، ثم أعيد مديراً عاماً للمساحة وبقي في هذا المنصب حتى عام 1957 ، وعند تأسيس مجلس الأعمار عام 1951 عين مساعدا شخصيا في الأمور الفنية لنائب رئيس مجلس الأعمار إضافة لوظيفته الأصلية. وكان من أوائل أعضاء المجمع العلمي العراقي منذ تأسيسه عام 1946 وبقي عضوا عاملا فيه حتى وفاته..