واع / عصاميات ومبدعات مثل قصب البردي .. ربات بيوت يطرقن باب الفنون التشكيلية

واع / ميسان / كواكب علي السراي

ولم لا أكون ؟ سؤال لازالت المرأة في ميسان تردده عندما تواجه تحديات المجتمع , ‏وتنزل للميدان بمجال عملها ‏بالرغم من وصول أكثر نسائها إلى درجات علمية وثقافية , ‏وبالرغم الظروف البيئية والعائلية المحيطة بهم ، ‏حيث إن البعض من فئات المجتمع في ‏ميسان لا يزال ينظر للمرأة التي تعمل ( نظرة دونيا ) فــ المجتمع الميساني ‏اغلبه عشائري قبلي لا يتقبل عمل المرأة وهناك الكثير من النساء لم تستطع أن تكمل ‏مسيرتها وتوقفن عن العمل ‏لعدة أسباب

إلا إننا بين الحين والأخر , نرى نساء يكسرن القاعدة وتنمو كل واحدة فيهن كقصب البردي الميساني بين المياه ‏وجذورها في أعماق الاهوار بدون تربة , كونهن ‏خلقن بقوة إلف رجل لا يقبلن الرضوخ لواقع رافض لأهدافهن ‏‏, وواقع يطالبهن إن ‏يواصلن الحياة لكي تعيش معهن عوائلهن فـ كل واحدة فيهن ملزمة بالبقاء والصمود ‏بإرادة ‏قوية . ‏

واضاف مراسل (وكالة انباء الاعلام العراقي /واع ) ان أول زهرة ضمن باقة الزهور التي جمعتها , والمكونة من قصب البردي هي سميرة الصافي عراقية مغتربة ‏كانت تسكن دولة إيران سابقاً مع عائلتها وهي ‏حديثة العودة للوطن , لكنها مثل الشجرة المثمرة كثيرة المواهب ‏‏..‏

أما الست سميرة هي سيدة في الــ (50) من عمرها , تحدث معرفة عن نفسها: انأ ( سميرة یوسف ‏صافی کرم ) ‏‏, إما اسم الشهرة فهو ( سميرة الصافی ) عراقية الأصل وحالياً ربة بيت ‏وآم لـــ خمسة أولاد , سابقاً سكنت ‏إيران مع عائلتي وأجيد اللغة الفارسية وقد أكملت ‏دراستي الإعدادية الفرع العلمي فيها , وحالياً اسكن منطقة ‏السرية والسرای في ‏محافظه میسان , وأتمتع بمواهب عديدة منذ الصغر للعلم مواهبي هي مصدر رزقي ‏‏بالأساس , منها اني کنت ( قارئة للقران ) وقد شاركت في مسابقة في قراءة القران ‏والتجويد للنساء في ايران , ‏وفزت في المرتبة الاولى , كذلك لدي مواهب ( الخياطة ‏والطبخ وتصليح الساعات اليدوية واعمل بالفن التشكيلي ‏الزخرفة بالألوان على ‏الخزف والغناء والتمثيل ) , بالإضافة لعملي كمترجم مرافق للأشخاص حيث اعمل ‏لقاء ‏اجر وأسافر معهم , مثل شخص عنده مریض أروح ویاه لإيران كمترجم , كما كنت ‏المترجم لكادر مسلسل ( ‏الساتر الغربی ) حيث کنت فیه مترجمة للمخرج وکادر التصویر ‏لان کادر التصوير کان من إيران ولا يجيدون ‏اللغة العربية , وممثلة في ذات الوقت ‏بنفس المسلسل مثلت ( دور أم بطل المسلسل الكسندر علوم ) .‏

واضافت : بداياتي الفعلية كــ عضو في نقابة الفنانين فرع ميسان بالهوية المرقمة ( ‏‏19125 في 2023 ) , ‏وانضممت لجمعية الفنانين التشكيليين بعدة إعمال , أما من ‏ناحية التمثيل فقد كان الداعم لي الأول الأستاذ محمد ‏العطية نقيب الفنانين في ميسان ‏‏, وقد شارکت في مهرجان ( ظلال ألطف والمهرجان الحسینی ) ومهرجانات ‏الأدباء ‏والشعراء وعندي عملين على خشبة المسرح وثلاثة أفلام قصيرة ومسلسل جديد ‏سيعرض في رمضان ‏‏2024 على القناة الفضائية العراقية الأفلام هي ( المرمي ‏العشوائي , ساق العرش , أجازه ماكو ) .‏

أما الشابة دعاء محمد وهي تبلغ الــ (38) من العمر : فهي خريجة بكالوريوس ‏تربية فنية جامعة ميسان ‏للعام٢٠٠٩, معلمة فنية في مدرسة الشهيد قاسم مزعل ‏الابتدائية في ناحية المشرح , انتمت لنقابة الفنانين ‏للفنون التشكيلية كــ عضو تابع ‏لها في العام 2023 , أم لـ ثلاث بنات هوايتها الفنون التشكيلية والرسم , وهو ( ‏فن ‏الرسم على الزجاج وأعمال الريزن ) بدايات عملها عام ٢٠١٨, وهي الداعم الوحيد ‏لنفسها وقد كونت ‏مشروعها الخاص عبارة عن ( بيج ) تعرض فيه إعمالها للحصول ‏على إيرادات مالية إضافية للامور المعيشية , ‏علماً إن أكثر الزوار هم من النساء .‏

وتابعت دعاء : شاركت بالمعارض الخاصة بالمدرسة التي اعمل فيها افتتحت ‏المعرض بكرفانات داخل بناية ‏المدرسة , حصلت على شكر وتقدير لعدة مرات من ‏قبل مدير تربية ميسان ومن عدة أساتذة في الإشراف ‏التربوي , كما شاركت بالنشاط ‏الرياضي , أكثر الأوقات التي اعمل فيها هي الليل بعد أكمال واجباتي المنزلية , ‏وأمنيتي ‏أن افتح محل وأطور من عملي ليكون لي اسم معروف كوني أحب هذا العمل ‏وأبدع فيه , لكن أواجه ‏عدة سلبيات في عملي منها آن بعض الزبونات يرفضن العمل ‏بالرغم من صعوبة العمل والتعب الذي أواجه لحين ‏أكمال الطلب , كما أتمنى آن أشارك ‏في بازارات ومعارض تقام في ميسان , علما آن ميسان تمتلك الكثير من ‏الفنانين ‏والفنانات التشكيليين لا يمتلكون الفرصة ولا الدعم المطلوب من أي جهة أو شخصيات ‏رسمية تتبنى ‏مواهبهم .‏

وفي نفس سياق الموضوع , تقول الحاجة أم حنين مواليد 1965 : اسمي رسميه ‏حمود حاجم موظفة في ‏الهيئة العامة للضرائب , وأم لـ “خمسة” أولاد , امتلك ‏عدة مواهب فنية منها ( فن العمل بالجص والخرز ) ‏بالإضافة لـ لفن الحياكة , ‏والتطريز , والخياطة , وقد اتخذت من موهبتي مهنة اعمل فيها منذ سنوات لتكون ‏‏مصدر دخل ثاني , وابنتي الداعم لي وهي خريجة كلية التربية / قسم فنية وهي ألان ‏شريكتي في العمل .‏

وإضافة مبينةً : توجد سلبيات أعاني منها في عملي , مثلاً لا يوجد مكان خاص للعمل ‏عدا البيت كوني أبيع ‏أعمالي عن طريق البيج الخاص بي , وقد شاركت بعدة معارض ‏منها معرض اهوار ميسان ومهرجان تكريم عيد ‏المرأة , أأمل بأن انتمي ‏لعضويه نقابة الفنانين للفن التشكيلي واحصل على هوية النقابة , وأتمنى أن أوسع ‏‏مجالات عملي , للحصول على إيرادات مالية من اجل المنظمة الخيرية التي كونتها ‏انأ ومجموعة من النساء لدعم ‏العوائل المتعففة والفقيرة .‏

كما نرى أن المواهب الموجودة بالأخص من النساء في المجتمعات الذكورية , تجد ‏صعوبة في إثبات الوجود ‏كون الرجال في هذه المجتمعات , يرون إن نجاح المرأة تقليل ‏لقيمتهم ولوجودهم , ونحن كــ جهات إعلامية ‏نتمنى من الجهات الرسمية والحكومية ‏احتضان مثل هذه المواهب , وإعطائهم الفرص عن طريق عمل أماكن ‏خاصة ثابتة ‏لعرض وبيع أعمالهم , وإشراكهم في بازارات ومعارض على مستوى المحافظة , ‏وتطوير مهاراتهم ‏عن طريق الدورات الرسمية لإكسابهم الخبرة وتزويدهم بالشهادات ‏التي تؤيد وتدعم مواهبهم .‏