واع / وقفوا الكراهية قبل اتساعها/ آراء حرة / مزهر المحمداوي

علمتنا تجارب الحياة ان اية ظاهرة اجتماعية تبدو لنا في بدايتها صغيرة لا نعيرها اهتمامنا مادامت لم تطفو على السطح بقوة لكنها في الواقع تكبر وتكبر وتتسع فتظهر اثارها المخيفة فيما بعد وقتها يصبح العلاج ان لم يكن مستحيلا فهو صعب يحتاج الى وقت طويل وجهود كبيرة تلازمها خسائر مادية وانسانية. لقد عانى بلدنا وشعبنا من موجات من التوترات والقلق والاذى والاضطراب والفوضى ما لم يعانيه بلد اخر كالانقلابات ومتغيرات الانظمة السياسية والازمات الاقتصادية التي لازمتنا منذ عهود طويلة الى ما بعد الاحتلال 2003 الذي شاهدنا فيه كثير من الموجات اولها موجة القاعدة_داعش ثم المخدرات وانتشارها المرعب بين صفوف الشباب التي اثرت في تصرفات وعقول هذه الفئة التي تعتمد عليها كافة دول العالم في التقدم والنهوض العلمي والاقتصادي والرقي الثقافي الفني والادبي.بعد ان انحسرت ظاهرة التكفير والتفجير والقتل على الهوية الى حد كبير جدا ،جاءت بعدها مباشرة ظاهرة تجارة وتعاطي المخدرات التي يحاول المجتمع تحجيمها وتقليل اثارها على عقول الشباب, لكن هل انتهينا من هذه الظاهرة السلبية العنفية؟الجواب: حتى الان كلا, وفي هذه الاجواء التي لم نتخلص منها نهائيا, نحن الان امام ظاهرة اخرى تحمل في طياتها بوادر عنف وكراهية اخذت تتجاوز النقاشات الهادئة الى دائرة الملاسنة بالمفردات المتدنية ثم اخذ الموضوع يتطور الى استخدام الالات الجارحة بين جماهير غير واعية تدعي انها رياضية تتمثل بقطبين من فئة المراهقين خاصة منقسة الى( ريالية وبرشلونية!؟). كنت اول واكثر من كتب ومايزال عن هذه الظاهرة فصرنا نسمع ونشاهد الاخبار والفديوات التي تنقل لنا صور ومشاهد صدامية دامية احيانا بين انصار هذين الناديين. ولهذا نوجه نداءنا الى الاعلام الرياضي وغير الرياضي ان يتصدى لهذه الظاهرة بقوة وعلى اجهزة وزارة الداخلية وبتوجيه مباشرة من السيد وزير الداخلية بمراقبة المقاهي العامة ومحلات الكوفي شوب بمرابطة عجلات الشرطة بالقرب من هذه الاماكن في اوقات مباريات هذين الناديين واعتقال من يثير الشغب وتوقيفه لعدة ايام تأديبا له سواء كان فردا او مجموعة تلافيا لحالات العنف والانقسام غير المبرر لتصرفات تثير الكراهية. واود الاشارة الى ان وراء كل ظاهرة اجندة خبيثة تحاول تخريب عقول الشباب فلنتدارك هذا الامر قبل استفحال وانتشار العداوة والبغضاء وتخريب العقول التي كانت وماتزال من اهداف واجندة ظاهرتي داعش والمخدرات