واع / هيروشيما بيروت .. مآلات المشهد توجه البوصلة نحو إسرائيل/تقرير

واع / إعداد/ قسم التحرير

هول الانفجار ، وبحور الدم، وأعداد الضحايا، وحجم الدمار، أصاب الجميع بالصدمة والعجز في آن واحد عن تحليل مآلات المشهد الذي ستكون فرضياته موازية لأعداد ضحاياه بسبب الأوضاع المتشابكة في لبنان.

وكما في التحليل السياسي دائما “ابحث عن المستفيد”؛ فإن واقع هذا البلد الذي يعاني أزمات سياسية واقتصادية كبيرة يزيد الأمور تعقيدا، فضبابية الأحداث كيبرة، والمعلومات التي أدلى بها المسؤولون تبدو مقتضبة وغير كاملة لتحليل أبعاد الحدث وتداعياته.

ورغم انطلاق هوس التصريحات العدائية بين الأطر اللبنانية المختلفة، ومحاولة التربح سياسيا عبر اتهامات يمينا ويسارا لإلقاء اللوم والمسؤولية على إحدى القوى أو الأطراف، فإن الغيمة التي غطت سماء بيروت، رشح بسببها تصريحات بليغة الأهمية من قوى دولية رئيسة قد تساهم في الكشف عن المتورطين.

ويعد ما كشف عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب هو الأبرز عن التفجير، حيث وصف الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ بيروت بالـ”هجوم الرهيب”، مؤكدا أن مسؤولين عسكريين أميركيين يعتقدون أن انفجار بيروت هجوم بقنبلة من نوع ما.

تصريحات ترمب تتطابق مع ما ذهب إليه خبراء عسكريون ومراقبون أمنيون حللوا الصور والمقاطع التي وثقت الانفجار، مؤكدين أن ضخامته وشكل الغيمة التي تشبه الفطر، بالإضافة إلى اللون الوردي يؤكد أن عبوة كبيرة جدًّا تحتوي على مواد كيماوية، أو أن الأمر جاء من قصف صاروخي بعيد المدى، وشككوا في الرواية الرسمية التي تتحدث عن انفجار مواد نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت.

فالهزة التي أحدثها انفجار بيروت، وحجم الرعب الذي تخطى كل سيناريوهات الخوف التي أحدثتها الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت 15 عاما، دفع كثيرًا من المراقبين إلى عدم استبعاد تورط “إسرائيل” في الهجوم، واستذكروا العديد من تصريحات التحريض الإسرائيلي على المرفأ ومطار بيروت وعدة مواقع أخرى تحت مزاعم تخزين حزب الله أسلحته فيها.

فرضية التورط الإسرائيلي، دعمتها العديد من المواقف الإسرائيلية الأخيرة ورسائل التحريض التي قام بها جيش الاحتلال على عدة منشآت لبنانية.

أقوى إشارة دلًت على أنّ كارثة بيروت بفعل فاعل ، سرعة نشر مزاعم الإهمال بطريقة بدت مدروسة تشي بمحاولة زرع الفكرة على أوسع نطاق للتغطية على الجريمة.

ت:ر.ح