واع / عادة سـيئة .. واسلوب منحط .. كتابات على زجاج السيارات ؟؟/ كتب مؤيـد الخالدي ـ بغداد/ تقرير
كثيرة هي العبارات والشعارات والتعليقات والهمسات التي نراها على ابواب وجدران أو زجاج السيارات،التي تبعث على الاشمئزاز في معظم الاحيان، منها مايضحكنا ومنهما ما توجعنا وتحزننا، وفي بعض العبارات ميول روحانية او رومانسية او بعظها للسخرية من الأوضاع الاجتماعية، وأخرى متمردة او متنمرة ؟! لتتركنا هذه العبارات في حيرة وتساؤل عن المقصود بها. وهذه ظاهرة لا تقتصرعلى العاصمة بغداد وحسب بل تتعداها الى ان تنتشر في معظم المحافظات العراقية ، لا بل وجدت كثيرا منها في بلدان عربية سافرت اليها وقسم منها انتشر، بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية هنا او هناك !التي لايجيد حكامها التعامل مع شعوبهم كما يجب ! وضياع المواطن في متهات الحياة ومعاناته من الظروف الاقتصاية وضعف الرقابة والمحاسبة عليها في معظم الاحيان، وبالرغم من وجود توجيهات قانونية الا ان الكثيرمن هؤلاء لاتاخذ اهتامامهم بشكل جاد ؟
اثناء اجراء التحقيق الصحفي التقيت بالطبيب النفسي عايد مجيد قال عن هذه الحالة : بصراحة يفسرالطب النفسي الكتابة على زجاج السيارات او على الجدران ،بأنه تنفيس، يلجأ إليه من يعانون من ضغوط نفسية بسبب ظروف الحياة فهذه العبارات تدل على مواقف معينة حدثت، وفي أغلب الأحيان، ربما يعاني كاتبها اضطرابا نفسيا أو مشكلة نفسية، فيهرب من واقعه ومحيطه الذي لا يستطيع أن يتعايش معه إلى الكتابة، والقسم الاخر مجرد تاثر بعوامل اجتماعية او تاثيرات فنية ملتقطة من افلام او مسلسلات قد تكون فيها عبارات رمزية تؤثر عليهم..
ويضيف مجيد بالقول : اذكر انه في عام 1986 ابتكراطباء علم النفس بان الكتابة تعتبر كعلاج نفسي، حيث اكد عالم النفس الشهير جيمس بيكر، الى هذا العلاج النفسي الجديد مبتكر وملهم، بعد أن طلب من مجموعة من الطلاب الكتابة لمدة 15 دقيقة يوميا عن أكبر صدمة أو أصعب وقت مر عليهم، ليكتشف بعد 6 أشهر من الملاحظة أنهم تمتعوا بصحة أفضل، ليبدأ علم النفس في دراسة العلاقة بين ما يعرف بـ ( الكتابة التعبيرية أوالعلاجية)؟! وعمل الجهاز المناعي، لكشف تأثيرها على حالات مرضية بدنية عديدة مثل انقطاع النفس أثناء النوم، والربو، والصداع النصفي، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وفيروس نقص المناعة البشرية، والسرطان..ولكن يجب ان تكون الكتابة غير مخدشة للحياء العام في اي مجتمع سواء كان متطورا او غير ذلك
الاكاديمي د. سعيد رياض يقول : لقد أعطى الله سبحانه وتعالى الإنسان العقل والبصيرة واعطاه أعظم جهاز للتنفس هي الرئتين التي نتنفس بها، ووهبه (رئة ثالثة)؟ وهي القدرة على الكتابة والرسم، وتعتبر جهاز تنفس ثالث، لكن هناك من لا يجيد استخدامه في التعبير عن المشاعر من غضب، حزن، حرمان، حب، قلق، تسامح وطمأنينة، إذ تصبح الكتابة والرسم هوس! يعكس مدى تعرض النفس البشرية للضغوط والمشاكل النفسية والتقلبات..ودفعتنا تلك الحيرة لطرح عدد من العبارات المكتوبة على زجاج السيارات، خصوصا، لمن يلجأ إلى التعبير عن ما يدور في نفسه بكتابة جُمل، قد تطول وقد تقصر، يعتقد أنها مريحه؛ لأن عقله الباطن يصور له أن من يعنيهم قد تصلهم عباراته، العقل الباطن لا يتدخل في التصرفات إلا في حالات الاضطرابات النفسية وإن زادت الاضطرابات والضغوط يمكن أن تتطور المسألة إلى مرض نفسي يحتاج لجلسات علاجية،وان ما يراه نصف مجتمعنا أن العبارات تدل على تفسيرفيه مزحة او نكتة ..
من جانبها تقول السيدة ماركريت داود :بصراحة قد تكون هناك عبارات بريئة وعفوية ،ولكن ان أغلبها التي تكتب على السيارات مخلة بالذوق العام لأن مجرد كتابتها تشوه شكل السيارة فما بالك بأن بعضها يخدش الحياء .. حتى أنني أخجل عندما أقرأها ويجلس بجانبي الركاب أذ أشعر بشيء يدور داخل كل واحد منهم وكأنني أنا من كتبتها وليس هم ؟ مؤكدة : يفترض على الجهات المعنية محاسبة مروجي تلك العبارات قانونيا لاسيما أنها أنتقلت من الحسد والأدعية الى مصطلحات (سوقية) وغيرلآئقة وهذا ما يدعوا الى الخجل لما وصلت أليه بعض الأذواق التي لاتراعي أذواق الأخرين وليعبر من يريد التعبيرعن ذاته بكتابة تلك العبارات داخل بيته؟
غزوان امجد موظف حكومي يقول : ان كل من يتعرض لضغوط نفسية يجد ان (مصالحة الذات هي أساس الثقة) وعدم التوازن بردات الأفعال تؤدي إلى نتيجة سلبية تنعكس عليك وعلى تعاملك مع الآخرين ! ويجمع كثير من الناس على تلك العبارات المكتوبة على زجاج السيارات هي مجرد تقليد بعض، فربما أول من بدأ بها إنسان ضعيف الشخصية لا يقوى على الموجهة، ولجأ إلى استخدم هذا النوع من التعبير ليوصل رسالة ما لشخص ما؛ ليتم يقلده البقية إذ إن ظاهرة التقليد لدينا عمياء لا تعرف التفريق بين الصواب والخطأ.وهناك من يستنكر بعض هذا العبارات واصحباها موضحين أنها أدت إلى تشويه مظهر السيارات ، وهؤلاء لا يدركون أن هذا الخربشات على زجاج سيارة قد تحجب الرؤية الخلفية، وتشوش عليها فهذا زجاج وليس ورقة أو سبورة ليكتب عليها عبارات وأشعارات !!
سائق تاكسي ابو اشواق يقول : ان ظاهرة الكتابة على زجاج السيارات غير حضارية !! ولكن يجدها البعض رغبات شخصية ومزاجية ،ولايعتقد ان من حق احد الاعتراض عليها لانها دلالة على اوضاعنا الحالية ، وأنا عندما كتبت عبارة العراق اولا قصدت أن بلدنا العراق يبقى الأول رغم الظروف التي يمر فيها ، هناك من يكتب عبارات مضحكة ولايقصد فيها أي أساءة للأخرين كما أن أغلب تلك العبارات نابعة من دواخل السائق وذاته بتلك الجمل القصيرة وأن كانت مضحكة بعض الشيء ألا أنها لاتمس الأخلاق العامة .. ويشاطره زميله السائق حميد بالقول : بصراحة نحن نعيش في مجتمع يعاني الكثيرمن المشاكل والبلاوي..لذلك نجد ان في كتابة العبارات نوعا من الحرية والتنفيس اذا جاز التعبير..
من جانب اخر يجمع كثير من الناس على تلك العبارات المكتوبة على زجاج الحافلات هي مجرد تقليد بعض، فربما أول من بدأ بها إنسان ضعيف الشخصية لا يقوى على الموجهة، ولجأ إلى استخدم هذا النوع من التعبير ليوصل رسالة ما لشخص ما؛ ليتم يقلده البقية إذ إن ظاهرة التقليد لدينا عمياء لا تعرف التفريق بين الصواب والخطأ..كما يستنكر البعض هذه العبارات واصحابها موضحين أنها أدت إلى تشويه مظهر السيارات: هؤلاء لا يدركون أن هذا الخربشات على زجاج سيارة قد تحجب الرؤية الخلفية، ويشوش عليها فهذا زجاج وليس ورقة أو سبورة ليكتب عليها عبارات وأشعار.. ولايخفى ان هناك عدد من تلك العبارات مضحكة وخفيفة الظل ، مثال على ذلك ( اموت بكيا ولااعشق بنية !) محبوبة جويد، التايهة ، تكبر وتصير همر! ، المحروسة من العين ، اخذني بعاري ! انا مخطوبة ، وغيرها من العبارات ودواخلها التي راح أصحابها يخطونها لتلفت أنتباه الأخرين لاسيما وأن أغلبها تحمل طابعا هزليا فضلا عن أنها تعكس شخصية صاحب السيارة وسلوكيته او مزاجه ورغبته الشخصية لاغيا الذوق العام من اجل راحة زبائنه .. وينصح لكل من يتعرض لضغوط نفسية بأن (مصالحة النفس أساس الثقة) وعدم التوازن بردات الأفعال تؤدي إلى نتيجة سلبية تنعكس عليك وعلى تعاملك مع الآخري!!”.
المواطن نوزاد رضا فيقول : هناك الكثير من العبارات الاعتيادية ولكن البعض يحاول الاساءة للاخرين من خلالها وقد يكون فيها لغزا لايعرفه الا من يكتب تلك العبارات وقد لاتعني شيئا منم ناحية اخرى ،ومن تلك العبارات أن تلك العبارات تكون على مقطعين يكتبها لتعبر عن حبه لشيء ما وهناك من يكتبها تقليدا للأخرين دون مراعاة أذواق الناس ..ويؤكد عبد الله لدى صديقي سيارة كيا وهو من محبي فريق برشلونة فكتب على زجاجها الخلفي (برشلونة وبس) مع وضع شعار برشلونة وسط العبارة ولاأرى بذلك أي أحراج وفي المقابل وجدت سيارة جاري مركونة في وسط الشارع ومكتوب عليها (أصيدج أصيدج .. وين تروحين) وأراها جملة غير لائقة تكتب على سيارة تحمل أنواع الناس وكل واحد فيهم له ذوق وميول خاصة فيه وهنا تجد الفرق بين العبارتين من ناحية الذوق والأخلاق وهذه هي المقارنة التي تشطر تلك الجمل الى سلبية وأيجابية …
ابو محمد سائق شاحنة يقول : اكثر من خمسة واربعون عاما امضيتها في سياقة الشاحنة مابين بغداد المحافظات العراقية الاخرى ، كنا نضع ايات قرانية او البسملة وفيها اسم الله عزوجل لتطمان قلوبنا ،وكنا بالسابق نضع عليها عبارات تمنع الحسد او ايات قرانية تحفظنا من شر الطريق والحوادث وغيرها من العبارات التي لاتسئ ولاتخل بالذوق العام، ورغم هذا كانت هناك رقابة مرورية علينا وكنا نحاسب من قبل اجهزة المرور، لكننا مع الاسف الشديد في يومنا هذا قد اصبحت مودة والكل يمشي على المودة ولانجد من يخشى العقاب او احترام الذوق العام . وحتى الذوق الخاص !.
ـ ابوطارق سائق متقاعد يقول من جانبه : في زمننا لم تكن هناك عبارات مثل مانلاحظه هذه الايام على الشاحنات فهي عبارات رخيصة وسخيفة ايضا وانها فعلا تخل بالذوق العام وقسم منها يخدش الحياء ومخجلة جدا ، واعتقد ان على الجهات المعنية القضاء على هذه الظاهرة او الجهات المعنية وضع حد او منعها منعا باتا ومحاسبة مروجيها قانونياً ، ولقد كنا في السابق نكتب عبارات تحفظ المركبة وسائقها من الحوادث او الحسد وهي عبارات بريئة لايقصد منها شيئا ، ولكن في هذه الايام نرى اصناف العبارات خصوصاً التي تخدش بالذوق العام موجودة على السيارات ، وهذا ما يدعو الى الخجل لما وصلت اليه بعض الاذواق التي لا تراعي اذواق الآخرين او احترام مشاعرهم واذواقهم مع الاسف الشديد..
اما ليلى سعيد طالبة جامعية تقول: انا شخصيا انتقد هذه الظاهرة بشدة وفي تعاطي سائقي المركبات هذه العبارات في مركباتهم سواء داخلها او خارجها كونها ظاهرة غير مستحبة ومرفوضة جدا لانها لاتراعي اذواق الناس او خصوصياتهم وخاصة البنات !! وذوقهم العام وذا كانت هناك رغبة في التغيير لدى السواق او غيرهم كنا نأمل من آثار التغيير الذي طال الحياة أن يصحح الاذواق ويثير حالة من الوعي والنضوج، ولكننا وجدنا الحرية قد انحرفت عن مسارها الصحيح لدى بعض الأشخاص ، ليترجم فهمها الخاطئ حرفياً على خلفيات المركبات بالعبارات المسيئة للذوق العام ، ولااعرف مامعنى ان تكتب عبارات (أكبر واصير همر) و(صايرة كتل على ابو الحلاوة) و(اموت بكية ولا اعشك بنية) ,( اتركني انا مخطوبة ) و(محروسة فلان او فلان ) ( وصايرة هوسة ياريمة )!! وغيرها الكثير من العبارات (المتدنية) دفعت الكثير من النساء الى الحذر من أصحاب تلك المركبات واعتقد انها قد تكون سببا في قطع ارزاقهم !
