واع / الصحافة الورقية .. ( الجريــدة )..صامـدة ومسـتقبلها مشـرق رغـم التحولات ؟!!/ تقرير /خالد النجار
الصحافة الورقية كانت ولاتزال وستبقى تستحوذ على اهتمام القراء من كافة المستويات العمرية، بالرغم من تعثرها في السنوات الاخيرة، ولاسباب عديدة لانود الخوض فيها الان لانها ستزول مع الايام ! ومهما قيل عن تراجع مؤقت فى الإقبال على الصحافة الورقية بسبب الانترنت والتكنولولجيا التي بدات هي الاخرى بالانحسار وفق فئات عمرية ، واقصد هنا بان القراء الحقيقيين هم من الاعمار الناضجة والمنفتحة على واقع المجتمع بكل تفاصيل الحياة العامة والخاصة والسياسية والمجتمعية وماتحمله تقنيات الإنترنت أو لأسباب اقتصادية ليس من الصعب تجاوزها برؤى وأفكار جديدة فإن كثيرا من دول العالم بدأت تدرك مخاطر هذا التحول على حساب الصحافة الورقية التى كانت ومازالت وستظل هى أفضل أداة من أدوات الرأى العام في العالم..
الاعلامي الدكتور رسول حسون اختصاصي الاعلام النفسي في العراق يقول لـ ( واع) : بتقديري ان الصحافة الورقية اعظم بكثير من الصحافة الالكترونية لان الالكترونية محدودة التعامل ومرتبطة بـ(انترنت) ؟! ولوانتفت الحاجة الى الانترنت لاي سبب كان ؟ فان الصحافة الورقية ستكون سيدة الساحة الثقافية كما كانت سابقا، وهي سيدة الان بكل ماتعنيه الصحافة الورقية! لقد آن الأوان لصحوة حقيقية تتشارك فيها المؤسسات الرسمية والمنظمات المدنية وان تدعمها الدوائر الحكومية من أجل إنقاذ ما تبقى من رصيد لم ينفد بعد للصحافة الورقية، حتى يمكن إعادة الاتزان الأخلاقى والمجتمعى الذى ينزلق بسرعة رهيبة نحو منحدرات مخيفة، بعد أن انتقلت آلية التوجيه والتأثير من دوائر الصحافة الملتزمة إلى تيارات وأفراد يملكون وحدهم الآن مساحات هائلة فى وسائل التوجيه والتواصل الاجتماعى وينحون بها إلى حيث يشاؤون دون رقيب أو حسيب!
مضيفا: إننى أتمنى على الدولة العراقية وكافة القائمين ومن يعنيهم الامرعلى شؤون الصحافة بشكل عام والورقية فى العراق بشكل خاص ،أن يلتقطوا الخيط ( نعم الخيط ) ؟ من رسالة الإقبال الجماهيرى الهائل على معارض الكتب الدولية في العراق والوطن العربي وكذلك المعارض الدولية لإنقاذ الصحافة الورقية التى هى أحد عناوين القـوة الناعمة في تاريخ الصحافة في جميع دول العالم بلا استثناء او تميز؟ حيث ان تاريخ الصحافة العراقي خير دليل على ذلك ومنذ بداية العصر الحديث.. وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة… وبتقديري اننا يمكن تحقيق ذلك !
الاعلامي الرائد الاستاذ فلاح المرسومي يقول : لقد لعبت الصحافه الورقية دورًا محوريًا ذو عمق أخلاقي تميز بالمسؤولية والمصداقية في تشكيل الوعي الاجتماعي والسياسي والثقافي واثراء المشهد الفكري والادبي في المجتمعات المدنية ولازالت تنفرد بكونها أرشيفًا تاريخيا موثوقًا لغاية الآن مما يجعلها سجلًا حيًا لتطور الدول وشاهدا للحظات محورية فاصله وتاريخيه في حياة الشعوب لتستحق لقب السلطة الرابعه بدون منازع، ولا يزال المتابع يرى الصحف في أيدي القراء بأماكن مختلفة، كالمقاهي والاسواق والحدائق العامة ،وما شابه، ناهيك عن العوائل والافراد الذين يطالعون الصحف مع قدح من الشاي او استراحة قصيرة في مكان عام ، بمعنى أن من يظن بعدم أهمية الصحيفة في نقل وترويج الافكار، فإن ظنه هذا ليس في محله، ومع أننا نعيش عصر الربح والبحث الدائم عن المال واللهاث المحموم نحوه، بيد أن الصحيفة لا تخضع لهذه المعايير الاقتصادية بالرغم من اهميتها ايضا لتمويل الصحف من خلال الاعلانات وغيرها من الوسائل الربحية العديدة ..
( واع ) وبمناسبة الحديث عن الصحافة الورقية فقد شاركت شخصيا قبل اعوام في دورة صحفية للمركز الاعلامي الهولندي ( PRESS NOW) وفيها كل التخصصات الصحفية من الاذاعة والتلفاز والفضائيات والصحف اليومية والمجلات ..الخ ، والتقيت السيدة ( يوديت نيورنيك ) مديرة المركز الاعلامي الهولندي وفي حوار خاص عن الصحافة الورقية تحديدا قالت : أن الصحافة الورقية في العالم قد أخذت أبعادا أخرى بعد أنطلاق تكنولوجيا المعلومات وبعد أن كانت الصحافة الورقية سيدة الشارع والقراء لما تتمتع به من مزايا تفوق متابعة القراء لأجهزة التلفاز وقبل عصر تكنولوجيا الأنترنت والفضائيات والستلايت ومواقع التواصل الأجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر وغيرها من وسائل الأعلام الترفيهية المتنوعة وهي تدخل ضمن تطورات الأوضاع الأقتصادية والسياسية والثقافية والعولمة وما ينتظرنا من تطورات لاحقا على كافة المستويات.
وتؤكد نيورنيك بالقول : نحن في هولندا وأوربا بشكل عام ،لا نزال نتعامل مع الصحافة الورقية فهي تتواجد معنا أثناء الدوام وفي مترو الأنفاق وفي المقاهي والمتنزهات ولا يمكن الأستغناء عنها بالرغم مما متوفر من تكنولوجيا الصحافة ونقل الخبر والمعلومة عبر الوسائل الحديثة لأنها تملك مواصفات خاصة وطعم خاص عند القراءة يختلف تماما عن ما هو موجود على شاشات التلفاز أو المذياع ولا تزال الصحافة الورقية تملك الكثير من المواصفات من خلال عدد قراءها ونوعهم وقد يختلف حجم المبيعات ويقل نتيجة ما ذكرناه ولكن لم تفقد هذه الصحافة سواء من ( الصحف والمجلات بأحجامها وأتجاهاتها المختلفة ) لأنها توفر أي ( الصحافة الورقية ) فرصا كبيرة ومساحة واسعة للمعلومات وأنا بتقديري أجد أن قراء الصحف الورقية يزداد مع زيادة المعلومات والثقافة الذاتية التي يمتلكونها وخاصة في أوربا .
وعن مساحة القراء للصحافة الورقية في هولندا تقول نيورنيك : بلا شك هنا يوجد قراء ومتابعين لأصدار الصحافة الورقية ولكن عددهم قليل قياسا بمن يجلس ويتابع الأنترنت والمواقع الألكترونية لأنها تختزل لهم الوقت والمساحة وشراء تلك الصحف وهنا في العراق تكمن مشكلة ( التعليم والتعلم ) بسبب نسبة معينة من الأمية بتقديري وعدم وجود مناهج خاصة بهذه الشريحة خاصة للثقافة والتوعية ولابد أن تكون هناك ضرورة للقضاء على الأمية وأن نسبة كبيرة من طلبة المراحل الأبتدائية يتواجدون أمام أجهزة الكومبيوتر ويتابعون من خلال الأنترنت ما يحلوا لهم وخاصة في التواصل الأجتماعي مع عموم البشر والعالم ، وبلا شك فان هؤلاء لايفكرون بالصحافة الورقية ولايعيرونها انتباها !
وتؤكد نيورنيك : لا أعتقد أن (الفيس بوك والتويتر وباقي وسائل التواصل الاجتماعي) سيكون منافسا للصحافة الورقية على الأطلاق ! بل يكون مستحيلا ،ولابد أن نفعل شيئا لكي لاتنافسنا التكنولوجيا وتؤثر على عقول الجيل الجديد ،والجيل القادم وهناك أيضا للصحافة الورقية دور أخر وهو وجودها على شكل مواقع ألكترونية تكمل عملها وتتواصل بهذه التكنولوجيا وفوائدها ومضارها ومخاطرها أيضا ويمكن من خلال ذلك يقل الخبر والمعلومة والتقرير الصحفي لـ (الصحف الورقية) من خلال الأنترنت وهناك من يشكو من عدم وجود مساحة أعلانات أو دعم لكي تسد الصحف مصاريف الطباعة ورواتب العاملين فيها.
وتضيف : يمكن أن تستثمر مساحة الموقع الخاص بكل (جريدة للدعاية والأعلان ) ليكون موردا لا بأس به يخدم الجريدة ويمكن كذلك الأستفادة والتركيز على جوانب التوعية والتعليم والأنشطة الأجتماعية وهناك صحف ورقية في أوربا تقودها عناصر شابة تسعى لأدامة عملها وتكون مساحة أنشطتها أوسع ممن يقود الجريدة وعمره 50 عاما ويتجاوز أكثر من ذلك وأيضا يوجد تنسيق وتعاون بين الصحف الورقية فيما بينها ويتجاوز التعاون حدود البحار والمحيطات وذلك أيضا من خلال الأنترنت وأود التنويه على أهمية الثقافة والتعليم وخاصة للسنوات القادمة!
ولايذهب بعيدا زميلنا الصحفي مؤيد الخالدي بالقول: الصحافة الورقية ( الصحف والجرائد والمجلات ) لا يزال العديد منها يكابرمن أجل البقاء، لاسيما الصحف التي تصدرها وتمولها مؤسسات إعلامية متمكنة ماديا، لكن بدأت تظهر مؤشرات واضحة تشي بتراجع هذه الصحف ولاسباب باتت معروفة واهمها التكنولوجيا الرهيبة للمعلومات ومن خلال الانترنت والمواقع الالكترونية والمواقع الهائلة التي دفعت الكثير الى العزوف عن قراءة الصحف والمجلات ناهيك عن وجود القنوات الفضائية المختلفة المحلية والعربية والعالمية ، والتي يميل اليها المسوؤلين والشخصيات البارزة في المجتمع ووجوه السياسة والثقافة والادب والفن وغيرهم ، ومع هذا وذاك نعتقد ان الواقع يشير الى غير ذلك، فالصحيفة المهنية الناجحة لا تزال تتمتع بحضور جيد في اوساط المجتمع العراقي وشرائحه المختلفة ، ونعود الى القول بان الصحافة الورقية مهما تغيرت الاحوال والتقنيات والتطورات فانها سيدة الشارع والبيت والدائرة ، وانها ستبقى بتقديري الشخصي حية لاتموت وتقادم الايام والسنين سيثبت ذلك.

