واع / فاطمة محمدي لــ(واع) :نتطلع ونعمل للانفتاح على الدول العربية من خلال السينما

واع/طهران /حاورها احمد تحسين

ما أن تطأ قدما اي شخص الشارع المؤدي الى متحف السينما في طهران الا وينبهر بما تحقق به عيناه من جمال وتناسق المباني والاشجار ومختلف انواع الزهور حتى أن الزائر لهذا المتحف يحتار بايها يبدأ جولته فتستقبلك (الدكتورة فاطمة محمدي مدير عام متحف السينما في طهران) التي تسعى الى ان تشرح كل صورة ومجسم في المتحف إذ تبدأ حديثها عن ما كان عليه المتحف قبل ما يزيد عن قرنين من الزمن اي في العصر القاجاري
في طهران هو من أهم المتاحف السينمائية في إيران والشرق الأوسط والذي يحكي عن تأريخ السينما الإيرانية والإرث الذي خلفته لأبنائها لأكثر من قرن. ويضم هذا المتحف مجموعة نادرة من مقتنيات السينما الإيرانية في مختلف عصورها من إكسسوارات وملابس وآلات تصوير ووحدات مونتاج وجوائز دولية حصلت عليها أفلامها، بالإضافة إلى صور لأجيال متعاقبة من كبار السينمائيين الإيرانيين. فالمتابع والمهتم بالسينما الإيرانية لا يستغني عن زيارة هذا المتحف العريق والجميل الذي يحاول أن يختصر بين جدرانه تأريخاً يمتد لأكثر من مئتي عام.

بدأت السينما من أيام الشاه مظفر الدين شاه الذي شاهد أول آلة تصوير

لذا فان إيران تُعَد من أوائل الدول في العالم التي دخلت إليها صناعة السينما وكانت الشرارة الأولى لهذا العالم الفني الواسع قد بدأت من أيام الشاه الإيراني مظفر الدين شاه الذي شاهد أول آلة تصوير في إحدى الدول الأوروبية وأمر «ميرزا إيراهيم خان» حينها كي يشتري المعدَّات اللازمة لنقل هذه التقنية الجديدة إلى إيران، ليشهد القرن الـ20 انضمام إيران إلى الساحة السينمائية. وكانت إيران في البدايات فقط تُحضر الأفلام من الغرب وتعرضها في صالة العرض لديها حتى العام 1930م الذي شهد صناعة أول فيلم سينمائي بعنوان «آبي ورابي»، وإخراج أفانيس أوهانيان ويضم مجسمات وصور لادباء وممثلين القرن الماضي، أمثال: ساموئيل خاشيكيان وفرّخ غفاري وإبراهيم كلستان وسهراب شهيد ثالث ومسعود كيميايي وداريوش مهرجوئي وفريدون رهنما وعلي حاتمي ويضم كذلك مجسم من عشرة مجسمات لفتاة يابانية تعرضت إلى إشعاع من قنبلة هيروشيما لتختم جولتها بقاعة السينما ٣٦٠ درجة وعندما تلتقي الدكتورة فاطمة محمدي تنسى كل هذا لتكون في ملكوت خاص لا يشبه الا نفسه جمع بين كل العصور وكان ل(وكالة انباء الاعلام العراقي/واع) معها هذا الحوار:

**من هي فاطمة محمدي؟
– فاطمة محمدي سيجاني باحثة، وأستاذة جامعية إيرانية، تحمل درجة الدكتوراه في إدارة الإعلام من جامعة آزاد الإسلامية – فرع أصفهان (خوراسغان). عضو هيئة التدريس في الجامعة الشاملة للعلوم التطبيقية، محاضرة في مجالات الإعلام والإدارة في عدة جامعات منذ عام 2015، منها جامعة آزاد – فرع طهران المركزي؛تجيد التحدث بثلاث لغات: العربية، الإنجليزية، والفرنسية، ما منحها قدرة خاصة في العمل على مشاريع الترجمة المتخصصة، خاصة في المجال السياسي والإعلامي؛إلى جانب عملها الأكاديمي، تشغل حاليًا منصب المدير العام لمتحف السينما الإيراني، بعد أن كانت لسنوات عضواً في مجلس إدارته. وقد تم تعيينها رسميًا في هذا المنصب من قِبل وزارة الثقافة والإرشاد الإيراني في إطار هيكلة جديدة للمؤسسة.؛وعضو دائم في الجمعية الإيرانية للمترجمين، وعضو في جمعية الطفل والإعلام،ولها مساهمات في عدد من المشاريع البحثية والمبادرات الثقافية.عملت في ترجمة كتاب قوة التفاوض لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وهذا يعكس اللالتزام الدقيق بالجودة والوضوح، والقدرة على نقل نصوص فكرية وسياسية معقّدة إلى اللغة العربية بلغة متينة وأسلوب سلس؛
قامت بتاليف وترجمة العديد من الكتب والمقالات في المجالات السياسية و الاعلامية .


عام 1930م شهدنا صناعة أول فيلم سينمائي بعنوان آبي ورابي إخراج أفانيس أوهانيان

** ماذا يعني وجود متحف السينما في موقعه الحالي؟
— أنشأ متحف السينما متخذا من احد قصور الاسرة الحاكمة القاجارية مكانا ليكون مستودعا

لحفظ الموروث الشعبي والصناعات اليدوية و الآثار القديمة، والتحف النادرة، وروائع المنحوتات اللوحات الفنية، وكل ما يتصل بالتراث الحضاري، فهو يضم أعمالاً علمية أو أعمالاً فنية، ومعلومات عن بدايات التصوير الفوتوغرافي ورحلة الشاه الى فرنسا التي تم تصويرها ويعرض فيلم هذه الرحلة في المتحف لكي يعرف الزائر اننا بلد له تاريخ مشرف وقديم في استخدام التقنية العلمية وان السينما كانت تمثل شيئا مهما بالنسبة للشعب الإيراني حكومة وشعبا.
والمتحف يعد أحد المتاحف المختلفة التي تم إنشاؤها في طهران ، وهدفه الرئيسي هو استعادة وعرض الإنجازات السينمائية لإيران في بداية القرن الماضي ، وعرض ما تم حفظه من مقتنيات شخصية للرموز الذين وضعوا بصمتهم بشكل واضح في صناعة وتسويق السينما.

** ما هي ابرز نشاطات متحف السينما؟
— المتحف مفتوح ومتاح للجمهور الذي يحضر ليأخذه المتحف الى سنين مضت ومن رواد المتحف اشخاص عاشوا فترات مختلفة مما تم وضع ادوات كانوا يستخدونها في حياتهم اليومية مثل عملية غزل الصوف التي كانت شائعة ومنتشرة في البلد ؛اضافة الى استقبال طلاب الكليات والدراسات العليا لاسيما كليات الاعلام لتكون زيارتهم دورة تدريبية متنوعة وجذابة يتلقون خلالها شرحا مفصلا ودقيقا من قبل خبراء المتحف وعقد لقاءات علمية ومحاضرات لطلبة الدراسات العليا في قاعة السينما،التي تفاعل معها الطلبة بشكل مميز وأشادوا بهذه التجربة لاسيما أن هذه الرحلات والمؤتمرات التي يقوم بها المتحف الهدف منها الترويج ونشر العلوم المختلفة ، خاصة بين الطلاب ، من خلال إقامة محاضرات متنقلة في المتحف الهدف منها توفير أساس للتدريب العملي ونقل مفاهيم الدرس إلى مجال الخبرة العملية والملاحظة وخلق جسر بين الحاضر والماضي فيما يتعلق بالسينما..

س/ما هي ابرز المعوقات التي تواجهكم في أداء عمللكم؟
ج/ لكي نكون اكثر صراحة فأن هناك معرقلات وعقبات كثيرة تواجهنا من ناحیة تنظيم برامج و ندوات و عروض خاثة سينمائيا
نحن حاليا فتحنا قنوات الاتصال بعدة دول عربية مثل قطر وسلطنة عمان والسعودية والعراق من اجل إقامة مهرجان السينما واسبوع الثقافة والفنون والسينما يتضمن مشاركة كبيرة وما يقف امام تنفيذه هي المبادرة الرسمية من جانب تلك البلدان وتنفيذ افلام مشتركة ومنها فيلم (نوروز ) لاسيما أن هناك ١٣ دولة تحتفل به وهناك مناقشات لإنتاج وتمثيل فيلم مشترك مع مصر لم يتم تحديد الاسم والسيناريو.

**هل هناك دور للشباب لديكم؟
–وزارة الثقافة ومديرية المتحف لديهم اهتمام خاص بشريحة الشباب ولدبنا في متحف السينما صالة خاصة بعرض افلام الشباب الحديثة ومهرجاناتهم .

** لمن يعود الفضل في وجود متحف السينما؟
— بعد الثورة الإيرانية بفترة قليلة وتحديدا في عهد الرئيس محمد خاتمي تمت الموافقة على تخصيص متحف للسينما وهنا تصدى الممثل الشهير عزت الله انتظامي ومن خلال شهرته وعلاقته الشخصية بعدد من الشخصيات تمكن من الحصول على تخصيص هذا القصر وجعل منه متحف السينما وتمكن خلال عشر سنوات من أن يجمع اكبر عدد من الجوائز التي حصل عليها رواد السينما واداوتهم ومقتنياتهم الشخصية وصورهم .

**ما هو تقيم المختصين لمتحف السينما؟
–يعد معهد السينما في طهران وبلا فخر واحد من خمسة عشر متحفا في العالم فيما بدأت عدة دول منذ سنتين او ثلاث حتى ممن ليس لها تاريخ في السينما مثل فرنسا وامريكا ومصر وسوريا بتاسيس متاحف متخصصة بمواد بسيطة وأجهزة وادوات قليلة جدا فمثلا دولة أوزبكستان قامت بإنشاء متحف قبل ثلاثة اشهر بجهاز تصوير وعدة افلام.

** أجد أن هناك تكدسا في ما يتم عرضه في المتحف هل ان مكان المتحف مناسب له؟
— إيران من أوائل الدول التي بدأت استخدام السينما وحصل الإيرانيين وحصدوا جوائز كثيرة ومداليات عديدة واستخدموا ادوات ومعدات أصبح لها بعد تاريخي وتراثي فيما تشاهدون بعينكم أن متحف السينما في طهران أصبح لا يتسع لما موجود لدينا وبات اشبه ما يكون بمكان او مخزن للسينما فلم نعد نملك المساحة اللازمة لعرض كل أداة تاريخية.

**هل هناك تعاون او مساندة لمد المتحف بما يحتاجه سواء كان حكوميا او شخصيا؟
–نعم هناك اهتمام حكومي واضح للعيال من خلال تخصيص هذا المكان المميز ليكون متحفا للسينما ومكانا يرتاده المتعطشون لارث الماضي كما هناك عدد كبير من الفنانين والمشاهير أبدوا استعدادهم لتقديم استشارات وخبراتهم برغم وجود بعضهم في أوروبا او أميركا.
وتجد اثناء التجوال انه تم وضع عدد من الجوائز التي حصل المخرج الشهير اصغر فرهادي عليها في متحف السينما منها

جائزة هيئة التحكيم الخاصة عن فيلم الرقص في الغبار، 2001.وجائزة العنقاء في مهرجان فجر السينمائي الرابع والعشرين كأفضل إخراج عن فيلمه «الأربعاء الاخير» 2004.وجائزة العنقاء كأفضل إخراج عن فيلمه «عن إلي» في مهرجان فجر السينمائي الدولي السابع والعشرين الذي أقيم في طهران، 2007.وجائزة الطير الفضي في مهرجان كرالا الحادي عشر كأفضل مخرج عن فيلمه «الأربعاء الاخير»، 2006 وجائزة الدب الفضي في مهرجان برلين عن فیلم “حول إلي” كأفضل إخراج، 2009.وجائزة أفضل كاتب سينمائي عن فلمه «عن إلي» في المهرجان الثالث (باسيفيك) الذي أقيم في أستراليا. 2009؛ وجائزة الدب الذهبي عن فيلم انفصال نادر عن سيمين باعتباره أفضل فیلم في المهرجان. 2011 وجائزة مهرجان «المشمشة الذهبية» السينمائي في دورته العالمية الثامنة في أرمينيا، 2011.وجائزة أوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية، 2012.وجائزة «ميديا» الأوروبية، 2012.
وجائزة أوسكار لافضل فيلم بلغة أجنبية عن فيلم البائع لعام2017
والجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي عام 2021.وهذه جميعها في المتحف. وهذا يؤكد أن هناك إقبال من المشاهير لرفد المتحف بجوائزهم ومقتنياتهم لحفظها وعرضها للجمهور.

** ما الذي يعنيه او يمثله متحف السينما للممثلين؟
— يمكن اعتبار متحف السينما مقر عام او مركز لتجمع والتقاء الفنانين والمنجين والمخرجين ومناقشة ما يكتب من قصص وسيناريو للأفلام المجمع تصويرها ونقد الأفلام وعرض الأفلام الوثائقية .

**هل ان عدم عرض الأفلام والمسلسلات الإيرانية يرجع إلى أسباب سياسية؟
— لا يوجد أي قرار من قبل الحكومة الإيرانية بعدم عرض الأعمال الفنية في اي بلد وإنما يعود الأمر إلى تلك البلدان .بينما نحن لدينا توجه لعرض أعمالنا وهناك شركات تعمل على الترويج لهذه الأعمال التي تم إنتاجها وتمثيلها في استوديوهات إيران.

**هل يمكن على المدى القريب أن نشاهد دعوات من قبل إيران إلى دول مجلس التعاون الخليجي لعمل مشترك؟
— من جهتنا نرغب بشدة أن تعرض أعمالنا الفنية في جميع الدول بما فيها الدول العربية التي نعمل من اجل ان تكون بيننا اعمال فنية مشتركة وليس هناك آية قيود او شروط على استضافت واستقبال جميع الفنانين والمشاهير في إيران ونفتخر بوجودهم بيننا وهناك عمل دؤوب من قبل متحف السينما ومؤسسة السينما الإيرانية لتوجيه دعوات للفنانين وقد بدأنا بالآخوة العراقيين ونفتخر بزيارتهم لنا.
**اي الدول في اعتقادك انها أقوى منافس للسينما الايرانية؟
–يمكن اعتبار كوريا المنافس الاقوى لإيران في مجال السينما
نحن نلاحظ في فترة الاخيرة ان دول جنوب شرق اسيا تطوروا بشكل ملحوظ في مجال صناعة السينما و انا شخصيا عندي خوف من هذا المستقبل كونه هذا السبنما لا تجد تربية العائلة و تنشر العلاقات الغير متعارفة في المجتمع
ايضا اخاف من انتشار مسلسلات التركية في الاونة الاخيرة في دول العربية كونه تخالف التربية الاسلامية و العربية

** هناك مشاركات إيرانية فردية مع دول عربية ما رأيكم فيها؟
–نحن نشجع مثل هذه المشاركات والاعمال فهي باب من أبواب التعاون وقد قدمت وزارة الثقافة الإيرانية الشكر بشكل رسمي إلى وزارة الثقافة السعودية عندما استعانت بأحد المخرجين الإيرانية لإدارة نقل مباراة بكرة القدم وهذا اسعدنا جدا.

**هل من كلمة اخيرة؟
–شكرا بحجم حبي وتقديري للعراق وأهل العراق بشكل عام وهذه المؤسسة والصرح الاعلامي مؤسسة الاعلام العراقي كل الشكر ونتطلع بشغف إلى مد اوامر التعاون وان نلتقي في بغداد قريبا.