واع / محلل سياسي : موقف مقتدى الصدر الاخير الاكثر جراءة

واع / بغداد / ن .ن

رأى المحلل السياسي الدكتور عصام الفيلي، الجمعة، أنه بعد تبرؤ الحشد الشعبي وانتقاده لمستهدفي البعثات الدبلوماسية بات الامر واضحا لدى القوى السياسية وفصائل الحشد، وفي حين اعتبر أن موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر كان الأكثر جراءةً عندما طالب بحماية البعثات ومحاسبة مستهدفيهم، لفت إلى أن الأمر قد يتجه إلى المكاشفة والمواجهة الصريحة بين من يستهدف البعثات وبين من يدينها.

وذكر الفيلي “بعد تبرؤ الحشد الشعبي من استهداف البعثات الدبلوماسية باتت الامور اكثر وضوحآ بالنسبة للقوة السياسية وفصائل الحشد، سيما مع غياب وحدة الصف بالنسبة لهذه الفصائل فيما بينها باتجاه الكثير من المواقف، لكن تصريح السيد مقتدى الصدر الاخير ربما يكون الاكثر جراءة”، مبينا أن “اجتماع رئيس الجمهورية برهم صالح وما اوصله من رسالة تحذير واضحة من قبل الولايات المتحدة الامريكية جعل هذه الامور تبدو اكثر جدية في ضرورة مطاردة تلك الفصائل الخارجة عن القانون”.

وأضاف أن “اتخاذ مثل هذا الموقف كجزء من عملية النأي بالنفس عن استهداف البعثات الدبلوماسية او قصف السفارات وغيرها وفي وقت هددت فيه الولايات المتحدة الامريكية بأن هناك الكثير من الشخصيات السياسية الكبرى ستكون ضمن قائمة الاستهداف الاقتصادي والسياسي، جعلهم يدركون تمامآ ان الولايات المتحدة لن تقف وقد تلجأ اذا استمر الوضع إلى التصعيد إلى تطورات أخرى، ولكنني اعتقد ان تلك الفصائل ستتعاون مع الحكومة العراقية لكشف مستهدفي البعثات”.

وأعرب الفيلي عن “اعتقاده بأن دعوات الصدر لتشكيل لجنة تحقيقة للكشف عن مستهدفي البعثات والتي أيدها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ستأخذ منحى آخر حيث أن اللجنة سوف لن تشكل من قبل الحكومة فحسب وإنما قد تشترك بها قيادات امنية حكومية وقيادات أمنية من سرايا السلام وهذا سيفتح الباب على المزيد من المواجهة ما بين مطلقي صواريخ الكاتيوشا والجهات التي تستهدف البعثات”، لافتا إلى أن “الطرفين بالتالي سينتقلون من مرحلة التبادل الاعلامي الى المواجهة الصريحة وهذا سيحرج الكثير ممن اتخذوا مواقف معينة”.

وأشار إلى أن “الولايات المتحدة اعلنت انها ستخرج من العراق ولن تبقى ولكن مع ذلك بقي موضوع استهداف السفارات وهذا يمثل تحدي لمكانة العراق الدولية ويخلق ازمة دولية وعليه يجب أن يدرك الجميع بأن العراق لا يمكنه العيش بمعزل عن محيطة الدولي لان اي محاولة لاستهداف البعثات الدبلوماسية والسفارات يعطي اشارة الى كل المستثمرين بان العراق منطقة حمراء لا يمكن العمل بها”.

ولفت الفيلي إلى أن “جميع دول العالم تريد الاستثمار في العراق وهذا جزء من عملية خلق السلم والاستقرار الاهلي والقضاء على موضوعة البطالة”، موضحا أنه “مع تصريح رئيس الوزراء يوم أمس الذي ربط فيه ما بين الارهاب والفساد وما بين تقويض السلم الاجتماعي والاهلي في العراق وعملية الفساد ستكون هناك تحركات اقوى في هذا الاتجاه لحفظ السلم في العراق وفرض هيبة الدولة وقواتها الأمنية”.

وفي تطورات متلاحقة تبرأت هيأة الحشد الشعبي في بيان رسمي صدر أمس الخميس من أي فصيل يستهدف البعثات الدبلوماسية، فيما اكد المقرب من زعيم التيار الصدري صالح محمد العراقي، بعدها بدقائق انه على هيأة الحشد الشعبي كشف الميليشات الوقحة ومحاسبتهم بالتعاون مع الاجهزة الامنية بعد أن تبرأت جميع الفصائل من المليشيات الوقحة وغير المنضبطة وأنه على الحشد الشعبي كشفهم ومحاسبتهم فوراً.

كما دعا الصدر إلى تشكيل لجنة ذات طابع امني وعسكري وبرلماني للتحقيق في الخروق الامنية التي تتعرض لها البعثات الدلبولماسية والمقرات الرسمية للدولة، الأمر الذي أيده رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي عندما قال “ندعم المقترحات التي قدمها سماحة السيد مقتدى الصدر بتشكيل لجنة امنية وعسكرية وبرلمانية للتحقيق في الخروقات التي تستهدف امن العراق وهيبته وسمعته والتزاماته الدولية، مضيفا “نؤكد ان يد القانون فوق يد الخارجين عليه مهما ظن البعض عكس ذلك وان تحالف الفساد والسلاح المنفلت لامكان له في العراق”.