واع /بغداد..من حلاقة (ابو التفله)الى (السبايكي) ..العالم لم يتغير؟!


وكالة انباء الاعلام العراقي (واع) / خالــد النجــار / بغـــداد
عندما كنا صغار تعودنا على حلاق منطقتنا في العيواضية في باب المعظم وتحديدا قرب (جريدة الجمهورية) الراحل ابو ضياء ومنافسه في الصرافية ( الحلاق ابو شهاب) ذو الشارب العريض والمرعب ، حيث كانت الحلاقة لنا كاطفال نوعا من العقوبة حسب قناعتنا ، لان الجلوس على خشبة كرسي الحلاقة حيث يكون راسك منحنيا الى اسفل البطن من بداية الحلاقة حتى نهايتها وقد تصل الى نصف ساعه ، ولك ان تتنفس الصعداء بعد ذلك واحلى فقرة حين ينتهي منا ابوضياء ويستلم (40 فلسا عن كل راس) يحلقة!كما كان العلاج والتداوي وقلع الاسنان والختان احد مهمات الحلاق،اضافة الى الحلاق المتحرك والذي يحمل ادواته مع صفيحة دهن (الراعي) ويسمى ( حلاق ابو التفلة) والذي يستخدم البصاق على راس الزبون ليباشر

بعدها الحلاقة ،اما مودة قصات الامس كانت ( البراص والصفر والجعجولة وزيان عرب والمجيدي والهاي لايف والطاسة وابو الطوبة والخنافس) كانت لنا اخر التقليعات الحديثة والتي جائت من التاثير بفرقة البيتلز البريطانية ( الخنافس) التي اخذت شهرتها تزداد يوما بعد اخر، ولكن اليوم القصات والمسميات اختلفت تماما حيث ظهرت قصات ( عرف الديك والبومبادور والسبايكي والماهوك والتاكي واللحية الشيطانية والقائمة تطول، قصتنا اليوم مع حلاقي هذا الزمن واختلاف التسمية التي كانت تطلق انذاك على الحلاقين بـ ( الحلاق الثرثار) واليوم تغيرت هذه التسمية ايضا والاسباب كثيرة ويهمنا اليوم ان نعرف لماذا يتاثر شبابنا ولايؤثر في تلك المجتمعات ؟!


ـ وكالة انباء الاعلام العراقي (واع) انتقلت بين حلاقي بغداد لتحصل على اجوبة لتساؤلاتها حيث تحدث الحلاق ابو خضيرفي سوق الهرج عن مهنته : انا شخصيا احب ان يكون شبابنا فرحين ومنطلقين وسعيدين ، ولكن ليس على حساب انفسهم او دراستهم اوسعيهم للحصول على سلاح العلم والمعرفة ليخدموا مستقبلا انفسهم وبلادهم وشعبهم ولاباس من ان يتماشوا بمودة وتقليعات وقصات الشعر العالمية كما يقولها الكثيرين ، وانا اعتقد بان قصات الشعر العراقية قد تكون هي الاخرى عالمية في بلاد الغرب !ولكن لااحد ينتبه لذلك اويعطيه اهمية تذكر، كما ان هناك الشباب اللذين غلفوا وجوههم الجميلة باللحية الطويلة التي تذكرنا بالارهابيين الذين دنسوا الحضارة بسلوكياتهم المشينة وانا شخصيا لااحبذ ان يقلد شبابنا هؤلاء الملتحين ،ومعرفني بان معظمهم قد يقلدون بعض المطربين العرب والاجانب او بعض لاعبي كرة القدم المشاهير في العالم ولكنها بصراحة لاتليق بهم لامن قريب ولامن بعيد ؟.


ـ حلاق امواج في الفضل ابومازن تحدث لـ (واع): بصراحة تقليعات كثيرة تظهر فترة وتاخذ مداها مع الشباب لتظهر تقليعه اخرى تجد من يقلدها حرفيا ويتماشى من الذوق العام للشباب !في كل فترة، وعلى سبيل المثال هناك شباب يختارون ترك شعورهم او شعرهم ينمو إلى الأعلى كما يفعل أعضاء فرق الروك الاميركي مع انفلات الذات في نفس الوقت أي الدلع الذي يحاول كل شاب ان يمارسه حتى بدون قناعه ويبقى مجرد تقليد اعمى ولكن؟؟!! كما ان بعض الزبائن من يقلد تقليعات النظارة مع الحلاقة وخاصة النظارات الشمسية وعدساتها الصفراء والاحزمة الجلدية السوداء المختلفة المقاييس وتسريحة الشعرالمنسابة على جبينه مع الخصل المتدلية من الشعرعلى طريقة الممثل جوني ديب وبعض المطربين الاجانب، اذن هذه المودة او التقليعه السائدة التي تعتبرالقمة في وقتها وحينا ، واؤكد لكم بان هذه التقليعه ظهرت في السبعينات ولكن لم ينتبه اليها احد او يشير لها لعدم توفر اجهزة الهاتف النقال والسوشيال ميديا والفيس بوك وغيرها من ادوات التواصل الاجتماعي اليوم.


ـ اما حلاق الشباب فراس الباشا في الاعظمية ايضا له هواجسه في الحلاقة فيؤكد لـ (واع): المشكلة ليست بالقصات او المودات الحديثة والقديمة بل بالمقلدين لها!؟ والتقليعات مستمرة لاتتوقف منذ ان كنا صغارا حتى يومنا هذا وكل مرة يذهب الموديل القديم وياتي الجديد حتى باتت تسريحة ملك الروك الامريكي الراحل ( الفيس بريسلي ) ذات اللمعة البراقة ! من تقليعات هذه الايام في بغداد لا بل في جميع المحافظات العراقية ، وهي تقليعه ( عرف الديك او الديج )!! حتى ان البعض من الفتيات يقلدنها ايضا ،وهي تعطيهم نوعا من التحرر النفسي الذاتي الذي يعتمدونه في كل مودة وتقليعه لشعر الراس والملابس, والحلاق بصراحة لايتردد في تنفيذ رغبات الزبائن لان معيشته تتوقف عليهم ،بالرغم من عدم قناعتي في بعض الاحيان ومع بعض الزبائن بان هذه التقليعه لاتناسب الكثير من هؤلاء الشباب ولاسباب كثيرة منها شكل الزبون وثقافته واسلوبه في التعامل مع الناس او مع اصدقائه ،

ولايفوتني ان اذكر بان هناك شباب اخر ملتزم بالخط العام والمعتدل والمحافظ على اسلوب الحلاقة التقليدي المتزن بدون الذهاب الى التقليعات التي لايقتنع بها منهم .


ـ ومن منطقة الحرية في بغداد تحدث الحلاق حميد لـ (واع) : صحيح ان كل زمن يكون له متطلباته او تقليعاته سواء بالملابس او الازياء او الماكل والمشرب والكازينوهات والكوفي شوب، ولكن يبقى بتقديري الطعم واحد! وخاصة تقليعات ( حلاقة الشعر للشباب ) ورغبتهم في تقليد الغرب بكل شئ مع اننا قادرون ان نبدع حتى في تلك التقليعات ، ولكن الناس تبحث عن المودة بالشكل السائد عالميا وشبابيا ايضا! وقصة لشعر (عرف الديك ) اليوم مرغوبة اكثر من غيرها من القصات الغريبة والعجيبة ، وهناك ايضا قصة شعر ( البومبادور) المثيرة كما يحاول البعض ان يقلدها ولكنها وبصراحة لاتليق بكل الشباب ولاباعمارهم والتي يتصورها البعض ان هذه سوف تغير حاله الى شخص مثير ومرغوب اكثر من الاخرين ؟! وتاتي قصة شعر( الميواك او الماهوك) هي الاخرى السائدة للبعض وليس معظمهم ، وقصات شعر اخرى يحاول شبابنا ان يتمسك بها ويقلدها باي شكل من الاشكال، ولكننا كحلاقين نتماشى مع رغبات الزبون لانه على حق كما يقال!!


ـ زميلتنا الصحفية ايمان الجنابي وهي تتعايش هذه الحالة مع ابنها (علي) الذي قارب على التخرج من الجامعه حيث تقول لـ ( واع ) :كل التقليعات وقصات الشعر سمعت بها من ابني علي من عرف الديج واللحية والسكسوكة والبامبدادور وغيرها وهي عندي لاتتعدى سوى قص الشعر ولااكثر من ذلك !؟ والمسميات مثيرة ولكنها تدخلنا كعوائل في دوار وحيرة ،نعم يعني اذا كانت هذه القصات موجودة ومطبقة عند شبابنا ماالذي يمكن ان تحدثه من تغيير في شخصية الشاب او تعطيه علما او ادبا يخدم به بلاده فيه، ومنها اسماء هذه القصات التي نسمع بها بين الحين والاخر وتخلوا من الذوق العام مثل قصات الشعر (التاكي والفاي الاسترالي والبايكي والنيكرو والكارية)، اما اللحية فقد شملتها ايضا التسميات والموديلات مثل ( االلحية الشيطانية كما ان السكسوكة لها تسمية جديدة عند حلاقي بغداد كالسكسوكة الكوبية والاماراتية فضلا عن المثلثة والسكسوكة العادية اما الزلف فهو الاخر لحقته هذه التسميلات والموديلات كموديل الزلف الحاد والمثلث والعكس والبسمار وزلف السيف، واسال ماذا يمكن ان تعطينا هذه القصات وماذا يمكن ان تحدثه في تغيير المجتمع؟!


ـ حلاقة الاصابع الذهبية الذي كنا نرتاده انا وبعض زملائي الصحفيين في الثمانينات في شارع السعدون وسط العاصمة بغداد لم يبقى منه سوى الاسم لان صاحبه اللبناني قد غادر من زمن بعيد واقتبس البعض عنوانه تجاريا حيث يقول الحلاق سعد لـ ( واع) في منطقة حي الجامعه : والله لايهم اسم المحل بقدر اقبال الزبائن على القصات ،لان التقليد في قصات الشعر ليس غريبا على مجتمعنا في مختلف الاعمار ومن التسعينات حيث كان التقليد موجود وظاهرة ان يقلد الشباب بعظهم للبعض الاخر في الملابس او قصات الشعر وحتى في طريقة التحدث والمشي وغيرها من التصرفات، وقسم كثير يطلب قصات شعر ياتي بها من خلال مجلات عالمية او عربية او من خلال القنوات الفضائية والستلايت الذي ينقلنا حول العالم من خلال الانترنت وميزاته المتطورة ، ونحن نساير طلب الزبون لانه يدفع مايرغب في قصات الشعر واشكالها،وانا شخصيا انفذ العديد من القصات الجميلة للشباب مولفه مني ومن تصميمي ورغبتي في عملها لكل زبون ونستخدم ايضا مكائن الحلاقة الحديثة الكهربائية والشحن والتي تتوفر فيها ميزات ليست كالسابق مكائن قديمة ومحددة التحرك ،اما الان فقسم كبير من تلك المكائن سهل عمل الحلاقين وتعددت معها اساليب الحلاقة وانواعها .المهم ان تحقق مايريده الزبون لااكثر.