واع/المتحف البريطاني: زيارة الكاظمي تأريخية واستعادت آلاف القطع الأثرية

واع/بغداد/متابعة

أكد أمين قسم الشرق الأوسط في المتحف البريطاني سانتجون سومبسون، الثلاثاء، أن زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى المتحف تأريخية واستعادت آلاف القطع الأثرية.
وقال سومبسون بحسب الوكالة الرسمية، إن “زيارة الكاظمي تمثل لحظة تأريخية للمتحف البريطاني وعموم لندن، وحظي المتحف بزيارة رفيعة المستوى من العراق”، لافتاً إلى أن “زيارة الكاظمي تضمنت توقيع اتفاقية لاسترداد 5000 قطعة أثرية وإعادتها إلى العراق”.
وأضاف أنه “بحضور رئيس الوزراء العراقي تم التوقيع على اتفاقية إعادة لوحة سومرية إلى موطنها الأم، كانت قد هرّبت من مكان ما ،ربما يكون من الناصرية العام 2003، وأن المتحف لديه اتفاقية مع وزارة الثقافة لعرض هذه اللوحة في المتحف البريطاني لبضعة شهور حتى الثامن من كانون الأول المقبل ،ومن الممكن أن تمدد المدة، حتى يراها الناس ويطلعون على علاقة الصداقة بين البلدين”، مبيناً أن “هذه اللوحة سرقت من العراق وتم تهريبها بطريقة غير قانونية، وبعد أن تم التعرف عليها ،تم تبليغ السلطات البريطانية بذلك”.
وذكر سومبسون، أنه “بالإضافة إلى اللوحة السومرية فهناك مجموعة أخرى من الألواح من حفريات مدينة أور استخرجت في العامين 1924 و1934 وفقاً لاتفاقية مع المتحف العراقي، وجميع الألواح تأتي إلى إنجلترا أو أمريكا للحفاظ عليها ودراستها وللعرض وعلى مدى سنين طويلة تعاد تلك الألواح إلى بغداد، والـ 5000 قطعة التي تم الاتفاق على إعادتها هي المجموعة الأخيرة، وأصعبها من حيث الترجمة والدراسة وهي من الأدب السومري”، موضحاً أن “واحدة من الأمور التي يغفل عنها البعض في هذا المجال، أن اللغتين البابلية والعربية متقاربتان جداً، وبدراستهما ربما ستتبلور رؤية جديدة من هذه اللوحات حتى وإن كانت قد نشرت من قبل، فاكتشاف هذه الألواح وفهمها عملية مستمرة قابلة للتطوير للجيل الجديد، وإن العمل على هذه الألواح لايزال قائماً وسيتم تصويرها مرة أخرى، وتغليفها، بمساعدة السفارة العراقية في لندن وستعاد في العام المقبل”.
وأوضح سومبسون أن “هناك بعض القطع الأثرية العراقية لا تزال مفقودة من المتحف العراقي ومن الموصل بسبب عصابات داعش الإرهابية حتى الآن، والمتحف البريطاني قلق حيال ذلك”، مبينا أن “الجانب البريطاني يبحث دائما عن قطع أثرية أخرى، وعندما يحصل عليها سيتم الاتصال بالعراق مباشرة لتقصي حقيقة مصدرها، وإذا لم تكن من المتحف العراقي فذلك يعني أنها قد أخذت وهرّبت من مكان أثري”.
 وفي ما يتعلق بالأثار والمواقع الأثرية التي دمرتها وسرقتها العصابات الإرهابية، تابع أن “عصابات داعش لم تستهدف العراق فحسب بل أنها استهدفت الإنسانية والبشرية بعد أن أقدمت على تدمير ونهب الإرث الأثري والثقافي والديني، وهذا التصرف نابع من سلوك وحشي متعمد”، مؤكداً أن “هزيمة داعش يبعث رسالة قوية بضرورة المحافظة على الثقافة وعلى رموز الأمم والتاريخ وعندما يحاول هؤلاء تحطيمها فهم يبينون أهميتها، ودور المتحف البريطاني هو العمل سوياً كأسرة واحدة في الموصل وبغداد وجميع أنحاء العالم للحفاظ على التراث”.
وأشار أمين قسم الشرق الأوسط في المتحف البريطاني إلى أن “السنوات الأخيرة شهدت تمويل الحكومة البريطانية في ما يتعلق بالمحافظة على الآثار العراقية ،وكانت هناك اتفاقية مع الجانب العراقي لجلب بعض المختصين في هذا المجال إلى لندن للتدريب، وتم تدريب 50 مختصاً من جميع المحافظات العراقية، إضافة إلى ذلك فإن البعثات التنقيبية البريطانية تزور العراق مرتين في كل عام للعمل معاً بالحفريات في الشمال والجنوب، وتم تحقيق نجاح باهر، والعمل مستمر لتطوير خطط مشابهة أخرى في المستقبل”.
ولفت إلى أنه “سيزور العراق مطلع العام المقبل وأن المتحف البريطاني لديه ثلاثة مشاريع تنقيب في العراق أحدها قرب الناصرية ويستمر ثلاثة أشهر”، مشيراً إلى أنه “عمل في العراق منذ الثمانينات وزار المدن الجنوبية والشمالية واطلع على الإرث التأريخي والحضاري في بلاد الرافدين”.
وأوضح أن “إدارة المتحف العراقي تعمل بجد في الخزن والبحث وهذا هو الوقت المناسب لإرجاع القطع الأثرية إلى بلدها الأم العراق”.