الباحث والكاتب العراقي سامي الفارس لـ واع : الشباب العراقي ..الواقع والمعالجات.. في اطروحة عالمية !

 وكالة انباء الاعلام العراقي (واع) / خالــد النجــار / بغــداد ( الحلقة الاولى )

الشباب العراقي قادة المستقبل وقادة الارادة العراقية التي تبنى على اسس وطنية حقيقية صحيحة تعمل من اجل شعبنا العراقي وارادته الحقيقية نحو رسم المسارات الحرة لبناء الوطن الذي عانى ولايزال من الحروب التي اختلفت مسمياتها وعناوينها، ولكنها في النهاية تبقى حروب لها  افرازاتها الخطيرة على المستقبل العراقي وشبابه في الدرجة الاولى !! هذا الشباب الذي عانى الامرين من تلك الويلات التي اشرنا اليها ، ويكفي ان نقول بان تاريخ العراق الحديث قد شهد الماسي الواحدة تلو الاخرى !وعلى مدى عقود من الزمن شهد حروب هوجاء طالت لسنوات عديدة وعلى سبيل المثال في ثمانينيات القرن الماضي الحرب العراقية الإيرانية ، تاتي حرب الصحراء وتقضي على امال هؤلاء الشباب الذي يسعى للاستقرار وبناء الاسرة والمجتمع والتطور والابداع الذي اراد اعداء العراق ولايزالون تحطيمه نعم فالشباب هم عماد الوطن واساسه المتين وكانوا وقوداً للحروب الطاحنة وأصبحت من معاناة الناجين البحث عن لقمة العيش أو الحصول على وظيفة مع معاناة مريرة في علاج جراحاتهم المزمنة والعوق الجسدي الذي لحق الكثير منهم مع ضعف في الرعاية والخدمات ..

ـ وللحديث عن اهمية الشباب العراقي واهميته المحلية والعربية والعالمية ( وكالة انباء الاعلام العراقي ) حاورت الباحث والكاتب العراقي المعروف الاستاذ سامي الفارس الأمين العام لجمعية المدارس العربية التكميلية العربية والعراقية في المملكة المتحدة والذي قدم اطروحته المهمة والتي اثارت الجدل الايجابي لاهميتها في الاوساط الاوربية والعربية المقيمه في بلاد الضباب (LONDON ) وهي بعنوان ( الشباب العراقي ..الواقع والمعالجات ) حيث يتحفنا بجوهر الكلام وصدقه واهمية شبابنا العراقي في المرحلة الانية والمراحل القادمة فيقول : شكرا لوكالتكم الاخبارية الموقرة التي وسعت تغطياتها لتصل الى بريطانيا وتلتقي الكفاءات العراقية والعربية وتسلط الضوء على مجمل المهام والاحداث ذات العلاقة بالشان العراقي ، والحمد لله فقد قدمت اطروحتي (الشباب العراقي ..الواقع والمعالجات) وهي ورقة عمل موجزة مقدمة الى الجهات الوطنية المسؤولة عن التربية والتعليم والشباب في العراق ،لان الشباب هم الطاقة البشرية الكامنة وشريان الأمة النابض بالحيوية والطموح وأمل الشعوب في تغيير الواقع نحو مستقبل أفضل ،وتقع الاطروحة في نقاط كثيرة لايمكن تناولها الان ضمن حواركم ولكن يمكن ان اوجز اهمية بعض النقاط التي اجدها من الاهمية في تناولها وهي اولا:الأستثمار السلبي لطاقة الشباب يقوم على هدر هذه الطاقة فتصبح معطلة دون الأستفادة من قدراتها وإمكانياتها الكامنة و تتحولخطراً على الأمة وتصبح من الأسباب الرئيسية في تحطيم عجلة الأقتصاد وتصيب جراء ذلك جميع مرافق الحياة الأخرى بالشلل التام اذا لمتتداركها حركات الأصلاح لتوفير أحتياجاتها والخدمات اللازمة لها ومعالجة وإصلاح منظومة القيم ،وثانياً : الأستثمار الإيجابي لشريحة الشباب والتعامل معهما باعتبارها المحور الأساسي في عجلة التنمية المستدامة للشعوب وذلك من خلالمخرجات تنموية بشرية مدروسة فيصبحون الرافد الأساسي ، و الطاقة المحركة التي تتمتع بالقدرة على الأعمار والبناء والتقدم في كافةمجالات الحياة فتنهض الشعوب وينتعش الأقتصاد وينتشر الأمن والأمان والأستقرار ، فترتقي البلدان من خلال توظيف طموحاتهم المستقبلية وقدراتهم على التحدي في مواجهة الصعاب في عملية البناء والأعمار .

ـ ويضيف الفارس لـ ( واع ) : العراق وعلى مدى عقود من الزمن ونتيجة العديد من المعطيات والظروف ومنها السياسية المعقدة تعامل مع الشباب من خلال النموذج الأولي هدر هذه الطاقة بل اصبح طارداً للكفاءات ولم تضع الحكومات العراقية المتعاقبة على مدى عقود من الزمن  خطط فعلية تنموية شبابية تدرس سبل الأستفادة من قدراتهم ، لذلك لم يعرف العراق الأستثمار في الطاقة البشرية بل أستثمرها النظام السابق فقط في الحروب وساحات القتال والمقابر الجماعية والكيمياوية ،ولم يستفيد العراق أيضاً من تجارب الدول التي لها تجارب إيجابية رائدة وواقع متشابه لما مر به العراق من أزمات أقتصادية وسياسيةوحروب وكيف أستطاعت هذه البلدان أن تتجاوز كل الصعاب والعراقيل وأصبحت تجربتها من التجارب العالمية الرائدة في أستثمار الطاقةالبشرية وفي الشباب بشكل خاص ، مما أدى الى تطور خطط التنمية فيها وأصبحت لها مكانة متقدمة بعدما خرجت من حروب طاحنةولسنوات عديدة أنهكتها اقتصادياً وجعلتها تعاني العديد من الأزمات وتحولت فيما بعد الى دول لها تأثير كبير في الأقتصاد العالمي والقرارالدولي ، وذلك بفعل سياساتها الناجحة في معالجة قضايا الشباب .

ـ ويؤكـــد الفارس لـ ( واع ) : عند تشخيص واقع الشباب العراقي المأزوم والذي عانى من معضلات عصيبة ومشاكل مستعصية على مدى عقود مضت نحتاج الى دراسةالواقع العراقي وتشخيصه وإيجاد الحلول المناسبة بشكل دقيق ، لان المشكلة الحقيقية لشبابنا هي مشكلة شعب لديه طاقة بشرية معطلة وعانى من الظلم والأضطهاد لعقود من الزمن ومن سياسات بائسة ، حيث يتشابه الواقع العراقي أحياناً مع العديد من المشاكل والمعضلات التي عانى منها الشباب العربي والدول الإقليمية في العموم ولكن تختلف على وجه الخصوص مشاكل الشباب العراقي هي نتيجة العديد من الأسباب الرئيسية واذكر بعضا منها.. الحروب والمعارك ، حيث تعتبر الحروب بكل أنواعها من اخطر الأسلحة الفتاكة في تدمير الطاقة البشرية عموماً وعلى الشباب بشكل خاص وتعد سبباً رئيسياً فيتخلف الشعوب وتراجعها عن حركة التقدم والتطور العالمي وتعمل على أجهاض قدرات وطاقات البلد المادية والبشرية فتصبح هذه الدول تعاني من أزمات متفاقمة ، وذلك نتيجة تدمير البنية التحتية وأستنزاف لطاقة البشرية !

ـ مؤكــــدا لـ ( واع ) : كما واجه الشباب العراقي خطر الحرب في الدفاع عن البلد فكانوا الوقود الذي غذى هذه الحروب فقتل معظمهم فيها والبعض الأخر وقع أسيراًولسنوات أو خرج من الحرب معوقاً جسدياً ويعاني من أمراض نفسية وعقلية ، مما جعل الأمة في عجز تام بعد ان فقدت نسبة كبيرة منطاقتها التي كانت تعتمد عليها في عملية البناء والأعمار ،كماشهد التاريخ العراقي الحديث وعلى مدى عقود من الزمن حروب هوجاء طالت لسنوات عديدة وعلى سبيل المثال الحرب العراقية الأيرانية في ثمانينيات القرن الماضي وأستمرت على مدى ثمان سنوات قتال دامي كان الشعب العراقي تحت ظل الدكتاتورية لايملك القرار فيحرب سلطوية دموية ذهب ضحيتها أعدداً كبيرة من الشباب و بمعدل مليون شهيد ومليون معوق وأسير معظمهم من الشباب الذين تترواحأعمارهم بين 18 الى 40 سنة ، كمال طالت أضرار الحرب أيضاً الفئات العمرية الشابة من النساء اللواتي فقدن أزواجهن وأولادهن وترملن في سن مبكّر ، وخلفت الحرب أعداداًكبيرة من الأيتام الذين هم في أمس الحاجة الى رعاية وعناية الأسرة المتكاملة وبالتالي أصبحت هذه الأعداد فيما بعد من ضمن إعدادالشباب التي يجب أن تنهض في البلد بعد عام 2003 رغم معاناتها القاسية والمريرة مع تجربة الحروب التي ولدت فيها ومنحتها ثقافة العنف والقسوة!؟

ـ وحول موضوعه البطالة وافرازاتها المعروفة فيقول الفارس لــ ( واع ) : تعتبر البطالة من النتائج الرئيسية للركود الأقتصادي نتيجة عدم توفر فرص العمل المناسبة وغير المناسبة مما يجعل الشباب يشعر بالأحباطوالأنكسار والخيبة من واقعهم المأساوي الذي يؤدي بهم الى نتائج وخيمة فيصبحون قوة معطلة تسلك طريقاً يجعل من هذه الطاقة الغاضبةعلى الواقع الأقتصادي والخدمي المرير الذي يعيشونه الى طاقة سلبية مهدورة تتخذ الأساليب الغير المشروعة لكسب لقمة العيش منها على سبيل المثال تجارة المخدرات والسرقة والقتل والعمل مع العصابات الإجرامية ، أو يتخذون الهروب من الواقع المرير الذي يعانون منه مع عوائلهم وهو التفكير الجدي بالهجرة بعد شعورهم بأزمة الهوية ،والهوية هي التمسك بالوطن والأعتزاز بجميع مفرداته اللغة والتاريخ والثقافة والتقاليد والموروث الديني والحضاري المشترك ،وعلى الرغم من أزدياد منظمات المجتمع المدني بعد عام 2003 وعملها لدعم الشباب والمرأة والطفولة ، وعمل بعضها بالتعاون مع المنظمات العالمية الساندة والداعمة للتطوير الشباب وإيجاد الحلول والمقترحات المناسبة لكنها استخدمت استخداماً سيئاً وذلك بسبب عدم وجود ثقافةالعمل التطوعي المشترك مع المؤسسات الأجنبية سابقاً نتيجة سياسيات النظام قبل 2003 .

ـ ( واع ) تسال الاستاذ سامي الفارس عن دور وزارة الشباب في تلك الاطروحة فيقول : نعم فقد عملت وزارة الشباب والرياضة ساعية لإيجاد الحلول المناسبة من خلال ورش العمل والملاعب الرياضية والمسابقات وتفعيل دور الشباب ولكن هذه الحلول لم توفر فرص عمل وعيش كريم لشباب او تخليصهم من حالات الاحباط التي جعلتهم يتخلون عن الهوية ويبحثون عن طرق للهجرة نتيجة شعورهم بعدم العدالة الإجتماعية وصعوبة حصولهم على الفرص العمل المناسبة للعيش الكريم ولشعورهم بتخلي المؤسسات الحكومية عن دورها في توفير احتياجاتهم والخدمات المطلوبة التي يجب أن توفرها لهم ،كما عجزت المؤسسات الأخرى هي أيضاً “المدرسة والأسرة والمجتمع “عن توفير احتياجاتهم لذلك تؤكد جميع البحوث ان مشاكل الشباب في الوقت الراهن هي أزمة مجتمعية حقيقية تجسدها حالات الضياع وأزمة الهوية وضعف الأنتماء الى الوطن .وتعتبر أزمة الهوية الوطنية من أخطر الحالات التي تهدد البلدان وتدفع بالطاقة الشابة الى الهجرة ، وعند متابعة بيانات وزارة التخطيط نجد ان ارتفاع مستوى دخل الفرد في عام 2008 وصل مايقارب ثلاث أضعاف على ماهو عليه في عام2003 ولكن المؤشرات الإجتماعية تؤشر على عدم أرتفاع دخل الفرد ولم يحضى الشباب العراقي بالمتطلبات الخاصة بهم وذلك نتيجة البطالةوأرتفاع نسب التضخم!!

ـ وعن دور التخطيط والبرامج التي يجب ان تفعل او يصار الى تنفيذها لافيقول الفارس لـ ( واع ) بصراحه  الخطط التي وضعتها وزارة التخطيط ضمن ( خطة التنمية الوطنية) منذ سنوات ونتيجة عدم الأستقرار والحرب على داعش لم تحقق هذه الخطة التوازن الأمثل بين أحتياجات الدولة وأحتياجات الشباب وكما ذكرنا سابقاً ،مع العلم ان حصة الشباب في خطط التنمية الوطنية كبيرة جداً ولكن لم يتحقق منها الكثير وصرفت معظم تلك الأموال بعيداً عن احتياجات الشباب وذلك بسبب الظروف المعقدة المحيطة بالبلد والتي جعلت من الشباب العراقي يشعر باليأس وبالأهمال المتعمد من قبل مؤسسات الدولة ولدت لديه أزمة الثقة بالمؤسسات الحكومية المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ المباشر .

ـ ( واع ) تسال الفارس عن العولمة كتسمية وفعل فيؤكــد : نعم العولمة تسمية تعني الكثير في عالمنا اليوم وهي أيضاً تعني الأنفتاح على الأخر فأصبح العالم قرية صغيرة من خلال وسائل التواصل الأجتماعي والتكنلوجي ونقل المعلومة السريع بمايخدم التطور والتقدم الإنساني في جميع العلوم والمعارف ،والعولمة تساعد على ذوبان الخاص بالعام وعلى فقدان الهوية وتوفر أسباب الهجرة بما يحقق أحلام الشباب بأكتشاف العالم والهروب من الواقع وتحقيق مايطمح به في الحصول على فرص للعيش والعمل الحر مما يسهل له التخلي عن الهوية الأجتماعية والوطنية ، فأصبحت العولمة هي التحدي الكبير أمام الحكومات في العالم الثالث مما جعلها التفكير بشكل عملي في خطط لتدعيم المحافظة على الهوية والتمسك بها دون مواجهة او صراع خاسر مع العولمة يجعلها تخسر .

ــ وماذا عن دور الاعلام ووسائله الفاعالة فيقول الفارس لـ ( واع ) : بلا شك والأعلام هو المدفعية الثقيلة في ساحة المعركة وسلاح خطير ممكن ان يستغل أبشع استغلال من خلال قنوات فضائية تحمل اجندات خاصة بها معادية للعلم والمعرفة و تبث بعضها وبشكل مقصود سموم التخلف والجهل وتعمل على تدمير الشباب ببرامج تستهدف عقولهم وافكارهم وتوجههم بشكل منحرف ليكونوا طاقة معطلة مهمشة ينشغلون بقضايا وهموم بعيدة عن الأنتماء الحقيقي للوطن ونتيجة ذلك ستكون لدينا أعداداً كبيرة من الشباب المعوق فكرياً غير قادرعلى إلحاق بالتطور والنهوض بحركة التنمية في البلد ليأخذ زمام المبادرة في العمل والبناء .، كما هو الحال للتعليم عندما ينحرف التعليم عن مساره الصحيح نتيجة العديد من الأسباب والمشاكل والمعوقات وطرق الفساد المتعددة يصبح التعليم عبئاً ثقيلاً على الشعب والدولة ،والتعليم في العراق منذ إيام النظام السابق يعاني من العديد من المعوقات والمشاكل المستعصية التي انعكست على مستقبل شباب العراقي المدارس والجامعات .