واع / الفوضى الخلاقة في الرياضة العراقية! / اراء حرة / مزهر كاظم المحمداوي
*بعد الاحتلال 2003 كنا نمنى النفس بشم رائحة الشق الثاني (الخلاقة)من العبارة التي اطلقها المحتل في الايام الاولى(الفوضى الخلاقة) لكننا عشنا وما نزال نعيش الفوضى العارمة في كل مناحي الحياة بغياب الامن والنظام وقوة القانون دون ان نتقدم خطوة واحدة الى الامام بل اصاب حياتنا التقهقر والجمود والتخلف والصراعات .ومع ذلك لم نصل الى درجة اليأس فقلنا لنذهب الى الرياضة عسى ان نجد راحة نفوسنا فيها كمحطة من محطات الاسترخاء .لكن للاسف لم نجد ضالتنا فيها .
*كثيرا ما كانت الرياضة بكل صنوفها وبخاصة كرة القدم متنفسا لاغلب شعوب العالم في عصرنا الحديث.ولعبت الرياضة دورا مهما في توحيد مختلف فئات الشعب العراقي وهذا ما حصل عندما فاز منتخبنا الوطني بكرة القدم بكأس الامم الاسيوية لاول مرة عام 2007 في وقت كانت اجواء الفتنة تلقي بظلالها على جميع مدن العراق ..عقارب الساعة تدور والايام يتلو بعضها البعض وتمضي السنون ومادامت رياضتنا تراوح في مكانها ,بل تراجعت اصلا عما كانت عليه و صرنا نتغنى بالنجاحات النزيرة واليتيمة ,كما كان الشعراء العرب يبكون على الاطلال وعن حب ضائع او حبيبة خرساء مكبلة بالاعراف القبيلة البالية .
*سنوات عجاف مرت , واظنها, لن تنتهي قريبا على رياضتنا العرجاء التي تصيب مرة وتخطأ عشرات المرات وسط الصراعات والاستقتال على المناصب والمنافع الشخصية والاحتماء بالانتماءات الحزبية والعشائرية التي اكلت من جرف الرياضة ولم تعطيها..بدأت هذه الصراعات وفرض الارادات في اهم اتحاد هو الاتحاد العراقي لكرة القدم بعد ان ذهب زيد وجاء عمر ولم, يعمر, لا زيد ولا عمر.ثم تسربت العدوى الى اتحادات رياضية اخرى وتسللت الى اهم مؤسستين رياضيتين هما وزارة الشباب والرياضة التحاصصية واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية المتخاصمة مع نفسها ومع الاخرين.وصرنا نستجدي اقامة معسكر تدريبي مجاني او مشاركة مجانية من هذه الدولة او تلك من الدول التي كانت يوما تسير خلفنا في كل شيء وقد سبقتنا اليوم في كل شيء وهي ليست بتعداد نفوسنا ولا بقدر مواردنا ومواهبنا وتاريخنا وتراثنا , فهل سنلمس ونرى بارقة امل بعد طول يأس؟