واع / كن انسانا كاملا لا نصف انسان !!!/ اراء حرة / د. صادق البهادلي

واع / بغداد / ن .ن

في الأدبيات المميزة تقرأ عن انسان النصف وحتى انسان الربع والاقل من ذلك هذا الانسان شديد الإلحاح على حقوقه ويطالب بها لكنه لا يقوم بالحد الضروري للحصول على هذه الحقوق . 

قد تبدأ هذه الحالة مع بدايات هذا الانسان شديد الإلحاح من المدرسة يريد النجاح في هذه المدرسة لمجرد النجاح لا التعلم وتطوير نفسه والحصول على المعلومات والثقافة والعلوم من اجل الارتقاء بمستوى وعيه وفهمه ليكون طالبا متعلما متفوقا .

يذهب للجامعة التي هي مختبر حقيقي للانسان الواعي والمثقف والقارئ المتعلم ليكون قائدا ممكن ان يحقق المستحيل لا متعلما يحقق الممكن ولذلك تجد النابغ الفاعل والمتفاعل وتجد من يبحث عن النجاح لغرض النجاح .

هذا الانسان شديد الإلحاح النصف انسان يذهب للعمل ويقضي ساعاته باي طريقة لافاعل ولا متفاعل لمجرد ينقضي الوقت والعمر ليحصل على معاشه لا درس كطالب ولا عمل لموظف نشيط مبدع ومبتكر في عمله ولا مشارك في مؤسسته .

هو باستمرار انسان النصف والربع والاقل من ذلك انسان الهامش وما اكثرهم في مجتمع يطالب بحقوقه ولا يقوم بواجباته ، ينتقد الاحزاب وينتخبهم ، يرى فسادهم وغبائهم ويضعهم تاج على راسه ، يسمعهم بانهم مع الدولة القوية وهم في كل يوم يهينون الدولة ويعتدون على هيبتها من خلال عناصرهم التي تمتلك سلاح يفوق سلاح الدولة .

المجتمع اليوم مطالب بالثورة السلمية للحصول على حقوقه ويطالب بها ، مطالب بان لا يجامل على هذه الحقوق لان ديمومة استمرار الدولة متوقف على هذه المطالب المشروعة الدستورية ، بقاء الانسان شديد الإلحاح على مطالبة مع سلبية الانتظار والحياد لن يحقق مشروع الدولة التي يحميها الشعب هذا المشروع الذي ضاع بسبب العقول التي انتجت فساد وطائفية ومحاصصة وعنف وكراهية وجهل ودولة الفوضى ، هذه العقول التي ضيعت هذا المشروع بسبب مصالحها الضيقة .

اهتم اغلب الدارسين وخاصة علماء الاجتماع بشخصية الانسان الايجابي وفاعليته في المجتمع ، هذا الانسان المتفاعل سيكون له اثرا متميزا في مجتمعه وبيئته فلقد شكل الانسان المرتبط بييئته ومجتمعه بؤرة التأثير والتأثر في هذا المجتمع باعتباره المسؤول الأول عن بناء المجتمع وصناعة تقدمه ونهضته فبالانسان  وحده انيطت وظيفة البناء والتغيير نحو الافضل لما زود به من ادوات الإدراك والوعي بخطورة المرحلة وهذه الأدوات تجعله عنصرا فعالا وايجابيا في الحياة .

وعليه الفرق واضح بين الانسان الذي يعرف حقوقه ويطالب بها ويجتهد من اجل الحصول عليها وبين من الانسان النصف الذي هو شديد الإلحاح على المطالبة بالتغيير والحصول على الحقوق لكن لا يحرس ساكنا من اجل الحصول عليها ، وعليه الكل مطالب لمساندة التغيير بالطرق السلمية بما يخدم المجتمع،  بقاء العقول المنتجة لصناعة التخلف وزراعة الجهل وتقود البلاد لعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي سيدفع ثمنها الجميع .

كن انسانا كاملا لا نصف انسان .