واع/ رمضان الخير والبركة وموائده الطيبة تبعث عن نفحات ايمانية تسر القلوب !!


وكالة الاعلام العراقي ـ واع / خالد النجار
كل من عاش في خمسينات واربعينات وحتى سبعينات وثمانينات الالفية الثانية وقبل ان يدخل الالفية الثالثة يجد ان الكثير من الامور اختلفت جوهريا وحتى ايام رمضان الخير والبركة ، ولكن تبقى لايام رمضان انفاسها الايمانية وطيبة العراقيين وعشرتهم وتعاطفهم تكون فوق ذلك لانها نابعه من طيبتهم العفوية بعيدا عن ( الساسة والسياسيين ومن على شاكلتهم) !! فنحن عراقيين كنا ولانزال وسنبقى كذلك ، وفي هذه الايام الرمضانية التي بدات باجوائها الطيبة وعلاقاتها الانسانية والاجتماعية الجميلة ، لانها هلت مع هلال شهر رمضان المبارك حيث عمت اجواء الاستقرار النفسي والهدوء والسكينة لدى مجتمعنا ، وان ابرز ما يميز هذا الشهرعن غيره من الشهور الاحد عشر هو بعده الاجتماعي المعهود، والذي ينبغي ان يوظف من خلاله استثارة وعي الناس ودفعهم نحو العودة الذات البشرية الاصيلة التي فطر عليها الانسان منذ خلق آدم الى حين يبعثون، بعيدا عن كل ملوثات الكون وارهاصاته المختلفة خاصة في هذا الزمن القذر..
ـ اليوم انقضى الضلع الثالث من ايام رمضان الخير والبركة والمحبة والحنان والطيبة والاجواء الايمانية ومانعيشه من تراحم ويبقى ضلع اخير نودع فيه شهر الخير والبركة ، ونؤكد فيه بان العراقيين كشعب اصيل بتكاتفهم ضد قوى الشرالتي اجتمعت ضده منذ عام الشروالعدوان عام 2003 .. فالتراحم والتواد والتعاون بين الناس هي ابرز سمات الانسانية العراقية الاصيلة لافرق بين هذا او ذاك ، فالجميع عراقي اصيل يجمعنا الايمان والمحبة التي نسال البارئ عزوجل ان يديمها على العراقيين والعالم العربي والاسلامي جميعا بالخير، ولابد من القول والاشارة الى ان تنحسر في الفترات الماضية سيما تلك التي كانت تغلب على هذا الشهر المبارك، فكثير من الطقوس الرمضانية بدات تنحسر مع الاسف الشديد التي فاح عبقها في الماضي القريب، والتي مازالت ترتبط بأذهان كبار السن ومدونة في سجل ذكرياتهم التي لا يعرفها النسيان يروونها لأبنائهم وأحفادهم ممن لم يعاصروا تلك الأجواء الروحانية والاجتماعية الرمضانية التي بدأت تفقد بريقها، مثلاَ حجم دائرة الزيارات العائلية و ( التعلولة الجميلة ) بين ابناء الاسرة الواحدة فلم تعود تلك (اللمة) تتسيد المشهد الرمضاني لكثير من الاسباب منها تغير ادوات الحياة وصعوباتها وتعقيداتها المستمرة والتي اخذت منا مأخذها،ليضيف اليها شر ( كورونا المفتعلة من قبل دول الشر والعدوان في العالم )! فبعد أن كان هذا الشهر محطة مميزة ينتظرها الناس سيما الراغبين في التواصل الاجتماعي مع المحيط، اصبح كل فرد مشغولا بنفسه وبزحمة المسؤوليات التي اثقلته متخذا ذلك مبررا لغيابه الاجتماعي،‏ فلم تعد احدى ميزات هذا الشهر المبارك هو اجتماع الاخوة والاخوات والاقارب حول المائدة او بعد الافطار.
ـ ان هذه اللقاءات من شانها ان تزيل الجليد بين افراد الاسرة والمجتمع وتغسل النفوس من الخلافات المتراكمة التي قد تؤدي الى مفترق طرق وتطورها مما يؤدي الفرقة بين الاخوة والاهل والاصدقاء، ففي رمضان فرصة ثمينة لكسر دائرة الانغلاق عن طريق التزاور بين العائلات، او حضور المبادرات الواعية التي تنبثق لتقديم برامج توعوية فيها تجديد وتطوير للفكر والعقل، وملامسة لحاجات الساحة الاجتماعية من ندوات ومحاضرات وحوارات تعالج مختلف المشاكل والقضايا الفكرية والاجتماعية، ففي هذه التجمعات فرصة ومناسبة لتجديد العلاقات بين أفرادها واشاعة روح الحب والتماسك في المجتمع وتخطي حالات الانغلاق التي ربما فرضت على اعضاءه نتيجة الانشغال بالعمل او الدراسة او غيرها من الالتزامات، ويكون جهاز الهاتف النقال ووسائل السوشيال ميديا عاملا سلبيا اخر يضاف على مجتمعنا طيلة ايام السنة مجتمعه في شهر الخير والمحبة رمضان البركة،كما انعدمت ايضا احدى عادات شهر رمضان الجميلة وهي تقليد انساني جميل في تبادل اطباقا من المأكولات الشعبية بين الاهالي والمناطق السكنية في بغداد والمحافظات العراقية الاخرى التي كانت تجهزها العائلة إلى الجيران، والعكس صحيح، من اجل الثواب او كنوع من المشاركة، فالآن الجار لا يعرف جاره في كثير من المناطق والاماكن بسبب الحياة المدنية والأبنية الكبيرة التي تضم سكانا من كل حدب وصوب يختلفون في الأطباع والعادات وعلاقات يعلوها الطابع الرسمي على غير العادة في الزمن الجميل الذي فقدناه مع الالم ؟
واخيرا نقول لابد ان نعود بشهرنا الكريم وعاداتنا وتقاليدنا الجميلة الى سابق عهدها ولنجعل منها مناسبة لتعميق قيم التواصل الانساني والتراحم واحداث تطور فكري وقيمي واجتماعي من جديد .. فهذا الشهر يعد بمثابة المحطة التي نتزود منها الصفاء الروحي والنفسي الكافي لبقية اشهر السنة وايامها، فالشهر الفضيل رمضان المبارك افضل واعظم شهور السنة واكبرها بركة وتفاؤلا برحمة الله وبركاته على المؤمنين في العراق والعالم .. وكل رمضان وانتم بالف خير وبركة وسلام .