واع / مطلوب صراخ: الأسئلة المحيرة .. ورئات من لا رئات لهم!..

واع / بقلم : صادق فرج التميمي

لقد تركت قوات الاحتلال الأمريكية بعد رحيلها الشكلي عراقا متداعيا ومدمرا وحكومة محاصصة، بل حكومة خصصة غير متجانسة، وشعبا يحتاج لعقود من الزمن الضائع حتى يتجاوز فضائع الحرب وويلاتها .. وفي ظل حقبة الاحتلال تراجعت مكانة العراق من سيئ الى الاسوء ليصبح من الدول الأكثر فسادا وسرقة وقتلا وتدميرا في العالم ..
وأمام هذا الحال أتكأ العراقيون على موتهم بعد ان لبسوا الأكفان ليدفنوا أنفسهم وهم أحياء وربما تدفن معهم في تراب القبر كل مآسيهم وويلاتهم، فينبري هذا السياسي أو ذاك كاذبا يظن إننا نصدقه .. فكلما أمسكت بأحد من العراقيين كأنني أمسكت بمومياء بلا روح .. بل جسد بلا سيقان .. وكلما تحدثت الى احدهم لا أجده إلا غارقا بفيضان حروف وكلمات لا معنى لها فتذوب حروفه وكلماته ذوبان الزمن الضائع إذ لا فرق لمن حدثتهم بين الأمس واليوم ..
وجوهنا صارت مثل تراب ملفوفة بالأكفان وكأن هذا التراب يمنحنا سر الخلود السرمدي الى الأبد من دون ان تلمح في عيوننا أي أسرار دفينة سوى ان البعض منا ممن لا تزال شكيمته قوية أو بصيرته ثاقبة ليخبرك على الفور : (الله كريم .. تخلص) !.
فإلى قوات الاحتلال والى الذين دفنوا رؤوسهم في تراب القبور والى الذين يرددون مثلي (الله كريم .. تخلص) أقول : لم يخطر ببالي وأنا أتصفح وجوه العراقيين وعيونهم أي معنى للمستقبل، وحتى مستقبلهم كأنه صار يدور حول الماضي فيصير السؤال الملح : متى نعود للماضي؟.. والسؤال السخيف : هل نحن وطن بلا شعب أم شعب بلا وطن؟ .. والسؤال الاسخف : هل نبقى نحن العراقيين أسيري أصحاب (الفخامة والجلالة والرفعة والسمو) ورؤساء دول الجوار وسادتهم من بلاد العهر السياسي أمريكا وإسرائيل والمتوهبون يدافعون عن عروشهم على امتداد مساحة ارضنا الجميلة بل في جسد شعبنا بكل أشكاله وألوانه ليموت الوطن والشعب بقصص مخيفة؟ .. فيصير السؤال المحير : كيف يقبل عرب الجوار وهم من لحمنا ودمنا وادعياء الإسلام بتحليل سفك دماء العراقيين بفتاوى الموت؟ ليعود السؤال للصراخ من جديد : هل هي الأنفاس الأمريكية ـ الإسرائيلية التي يتم ضخها عمدا في رئات من لا رئات لهم؟..
شكرا.. فيس بوك..