(( واع )) العراقيون يحيون ذكرى ليلة مولد سيد الكائنات محمد صلى الله عليه وسلم في الأعظمية ..

وكالة انباء الاعلام العراقي ـ واع / خالد النجار /، بغداد
كل عام يحتفل العراقيين بمولد سيد الكائنات محمد صلى الله عليه وسلم حيث تستعد بغداد لموعد عشق مع الاحبة وهذا اللقاء الكبيرحيث اعتادالناس ان يكون تجمعهم عند مرقد أبي حنيفة النعمان، وعند رأس جسرالائمة حيث يكون اول زوار وضيوف الاعظمية اهالي وعوائل الكاظمية المقدسة الكرام، حيث يعبروا عن عشقهم للاحتفال بكل مناسبة دينية تجمع العراقيين رغم انوف اعدائه ليكونوا عنوانا بارزا للوحدة والتالف والمحبة .. الاعظمية المدينة العريقة حاضنة اطياف العراق والونها الطيبة، المدينة المعتقة بجمال أهلها وأزقتها الوارفة المطلة على نهر دجلة الخالد ، حيث تنتشرالزينة والاعلام التي تكتسح شوارعها، وحركة مسرعة للمارة في أسواقها، لاستقبال المحتفلين ،وانتشرت ايضا القوات الامنية بكل صنوفها لكي تحمي المحتلفين بهذه المناسبة الكريمة ..ولابد ان يشارالى ان جسر الأئمة الرابط بين الشقيقتين الاعظمية والكاظمية عبر دجلة الخيرالى درب يعج بآلاف الزائرين والمحتفلين فوق النهر، ويستعيد بعض الاعظميين ما تعلموه في طفولتهم من تغن بمدينتهم وتوأمتها الكاظمية المقدسة حيث يقول الشاعر:
الاعظميـة علـم وتقـوى تحت تربتهـا متى نـراه عـلى الآفــاق مزدانــا
والكاظميـة عبــرَ الجســر شــامـخة موسـى بن جعفر بالأنـوار يلـقانا
( واع ) التقت بعض زوار الاعظمية في المناسبة المباركة حيث تقول الحاجة ام مصطفى :بداية ان العراقيين جميعا يحتفلون بهذه المناسبة المباركة لانها تحتفل بمولد سيد الكائنات محمد صلى الله عليه وسلم وهي مناسبة لان تجتمع العوائل من كل مكان بعيد وقريب حيث يرتدي الجميع ملابسهم المعبرة عن الفرح وخاصة الاطفال اللذين تزين مظهرهم الدشداشة البيضاء وهم يحملون رايات الرسول الكريم ، ويشاركنا في ذلك الناس من كل مناطق بغداد الحبيبة من الكاظمية والدورة والمنصور والشعلة والحرية والفضل والكرادة والدورة والسيدية وكل مناطق بغداد بلا استثناء .. ومن ثم توقد الشموع وفق الطقوس المتبعه كل عام حيث ونفرح لقدوم الأهالي بفارغ الصبر إنه يوم ننتظره ونتطلع من خلاله الابتهال الرحمة على بلاد المسلمين جميعاً.
ـ السيد حميد جاء من الانبار فيقول لـ ( واع ) : بالرغم من كل الظروف التي مر بها العراقيين الا ان هذه المناسبة تجمعنا دوما على المحبة وطعمها خاص بمولد سيد الكائنات محمد صلى الله عليه وسلم حيث تتجمع الأهالي عند المراقد الموزعة في أكثر من مكان في العاصمة بغداد، من كل عام من ذكرى المولد بغية الابتهال والتبرك بهذه المناسبة العطرة ،وغالباً ما تتوزع الاحتفالات في تلك المناسبة ما بين جامع أم القرى والحضرة القادرية عند مقتربات ساحة التحرير وسط بغداد، وما بين النزول إلى الشوارع العامة وتبادل الحلوى وإطلاق الألعاب النارية، فيما تبقى الأعظمية المزار الكبير والمدينة الأوسع لاستقبال أحباب النبي الكريم .
ـ ابو صالح من اهالي الاعظمية فيؤكد لـ ( واع ) : كل احتفالية بالمولد الكريم فان الناس ينشغلون بالبحث عن ملابس الزي العربي تناسب الاولاد ذي العشر سنوات حتى يتزين بها في الاحتفال بعدما أصبح ذلك سياقاً وتقليداً عند أغلب تلك العوائل ،وخلال الاسابيع المنصرمة شهدت الاعظمية حملة لتنظيف الشوارع وتزيين مداخل الأزقة ومقتربات أبي حنيفة، بالنشرات الضوئية واللافتات التي حملت دعوات للتآخي والتسامح، من بينها عبارة (محمد قدوتنا ).. كما تنتشر القوات الأمنية عند مداخل الأعظمية لتأمين المنطقة المحيطة بالمرقد الشريف، فيما تتواصل عمليات الغسل والتنظيف للشوارع الرئيسة الأربع للمدينة من قبل دائرة البلدية ، وتصل حتى المقبرة الملكية حيث تجري هذا العام وضع منصة الاحتفال بالدعاء والمناقب النبوية الشريفة ، كما قامت دائرة بلدية الاعظمية بتوزيع فرقها الخدمية في جوانب مختلفة، للقيام بتكثيف الزرع والورود، وأخرى لتهيئة المداخل الخاصة بالمدينة.. حيث يتوافد على الأعظمية خلال ذلك الاحتفال كل عام أعداد كبيرة تصل إلى أكثر من نصف مليون زائر، وعادة ما يبدأ الاحتفال والأهازيج الدينية بعد صلاة العشاء وتستمر إلى ساعات متأخرة من الليل.
( وكالة انباء الاعلام العراقي ) وصلت الى ساحة مرقد أبي حنيفة،حيث تتدافع جموع المحتفلين والعوائل المنتشرة على الارصفة وهي تحمل القدور والصواني والسلات التي تحمل معها العشاء لتقضي سهرتها في البقاء حتى ساعة متاخرة من الليل .. في مسعى للوصول إلى داخل الحضرة بغرض الابتهال والتبرك بهذه المناسبة، خصوصاً أن في مثل هذا اليوم يتم السماح للمحتفلين بتقبيل صندوق مذهب واجهته من الزجاج يضم بداخله ( شعرة من رأس النبي الأكرم بحسب القائمين على المكان ).. ولابد ان نشيرالى جامع أبي حنيفة النعمان أو ما يسمى جامع الأمام الأعظم من أقدم المساجد والمدارس الدينية في بغداد، فيعود تاريخ بنائه إلى عام 375 هجرية، وقد اكتسبت المدينة تسميتها من ذلك الاسم ،ويقع المسجد بجوار قبر أبي حنيفة النعمان، وهو عالم فقيه ولد في الكوفة عام 80 للهجرة وعاش في العصرين الأموي والعباسي ،واشتهر بعلمه الغزير ويعد أول الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الحنفي في الفقه الإسلامي ، ويحتفل المسلمون في مختلف بقاع العالم في الـ12 من ربيع الأول من العام الهجري بولادة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم عبرالتهليل والتكبير وتقديم النصح والمحاضرات الدينية.
ـ ( واع ).. التقت ابو هيثم من اهالي الاعظمية القدماء حيث قال : هذه المناسبة مفرحة لجميع العراقيين والعرب وكل المسلمين في العالم ، حيث تتميز احتفالات المولد النبوي في العراق بالعفوية، لأنها تنبع من محبة الشعب العراقي للنبي صلى الله عليه وسلم، وارتباطها العاطفي الوثيق به ، حيث لا تكاد تجد منطقة أو حيا من الأحياء إلا وتجد فيه مظاهر الاحتفال، سواء عبر الأناشيد في مكبرات الصوت، أو بإظهار الزينة في البيوت والمساجد والمحلات، وتوزيع الحلوى وإقامة الولائم وتوزيع الحلوى والعصائر..كما ان المديح النبوي يكون أبرز ما في الاحتفال داخل المساجد، وإن كانت هناك دورات للقرآن فيكون اختتامها مناسبا في أيام الاحتفالات بالمولد، حيث توزع الهدايا على المتفوقين والمشاركين..
ـ ويضيف : كما ان مشاركة الأهالي في جمع التبرعات لما يحتاجه الاحتفال من طعام وشراب وهدايا وغيرها، او طلبات مساعدة من ادوية او من مالية يقدمها الميسورين للفقراء، وبذلك يكون أحد مظاهر التلاحم والتعاطف بين أبناء المنطقة، وتمتد الظاهرة لتشمل جميع أراضي الوطن، حيث إن الاحتفال بالمولد النبوي مناسبة دينية لا تخص طائفة معينة أو مذهبا معينا. بل تخص كل العراقيين ،ويبدأ الاحتفال بتلاوة القرآن الكريم وتستمر حتى ساعات الصباح ..
ـ اما المؤرخ عبد الرحمن فيؤكد لـ ( واع ) : كما هومعروف فأن الأعظمية تحتفي بالمولد النبوي منذ قرون عديدة، لوجود جامع الإمام الأعظم في الأعظمية، الذي كان مرجع الدولة العثمانية، وأن ما يميز احتفالات الأعظمية وجود شعرات النبي محمد صلى الله عليه وسلم المحفوظة في جامع الإمام أبي حنيفة، التي أهدتها الدولة العثمانية عام 1907، وما زال يحتفظ بها ويعرضها في أيام محدودة في السنة، من ضمنها ليلة المولد النبوي الشريف ، كما تشمل الطقوس في صباح يوم المولد النبوي تتم عملية ختان الأطفال مجانا في جمعية منتدى الإمام أبي حنيفة..
طقوس تاريخية .. في المناسبة المباركة..
ـ ( واع ) ..يرى الباحثون ان (سكان بلاد الرافدين يحتفلون بالمولد النبوي الشريف منذ أواخر العهد العباسي، إذ تشهد المحافظات احتفالات واسعة وخصوصًا في العاصمة بغداد إذ اصبحت المناسبة تأخذ الاهتمام من قبل المسؤولين في العهد الملكي فصارت الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف تأخذ نمطًا آخر، بتنظيم الاحتفال، وتوجيه الدعوات إلى كبار المسؤولين في الدولة، ورجال الصحافة، ووجهاء المجتمع، مع إعداد منهاج خطابي، وتلاوة المناقب النبوية الشريفة بأصوات كبار قرّاء المقام، والموشحات الدينية)، وان (مدينة الأعظمية تشتهر بتنظيمها للاحتفالات الخاصة بالمولد النبوي الشريف وخصوصًا في جامع الإمام الأعظم (أبي حنيفة النعمان) إذ يستقبل الأعظميون الوفود من المحافظات والمدن العراقية الأخرى، و تقام مآدب كبيرة في المساجد. وتبدأ الاحتفالات الدينية والشعبية والرسمية بهذه المناسبة المباركة العطرة من بداية شهر ربيع الأول حتى نهايته وتتمثل بإقامة مجالس تقرأ فيها قصائد مدح النبي صلى الله عليه وسلم .
ـ ( واع ) : انتقلت الى ( مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني ) وتجولت بين اروقتها وهي تستمع بما يتليه القارئ بتنزيله من النغم الشجي وهو يقرأ آبيات إحدى القصائد التي تمدح رسول الهدى والرحمة محمد صلى الله عليه وسلم هكذا كانت أيام بغداد والبغداديين أيام زمان).. حيث قال البائع حسين صكر لـ ( واع ) : إن (الاحتفال بذكرى المولد أصبح جزءًا مهما من ثقافتنا وعاداتنا وقيمنا الشعبية والوطنية، والناس هنا يتسابقون إلى إحياء هذه الذكرى في الجوامع وفي الأسواق والبيوت والطرقات، فيظهرون علامات الزينة والجمال والفرح والسرور، واضاف أن (ذكرى المولد تزيد من الحركة في الأسواق التجارية، وبشكل كبير فالناس يقبلون على شراء مستلزمات الاحتفال من الشعارات ونشرات الزينة الخاصة بهذه المناسبة، فضلًا عن شراء الحلويات وبكميات كبيرة لتوزيعها بين الأقارب والجيران، في حين يتصدّر التمر بأنواعه كافة قائمة المبيعات خلال الأيام التي تسبق المولد النبوي الشريف)..