واع/ توقع “مؤلم”.. ثلث سكان العالم سيعانون من “أجواء صحراوية” بحلول 2070

في ظل السيناريو الأكثر تطرفًا، ستصبح الولايات الجنوبية للولايات المتحدة أكثر سخونة بحلول 2070، لا سيما تلك الواقعة على حدود المكسيك.

يبدو أن التغير المناخي الذي يصيب الكرة الأرضية حاليا، يتجه بنحو ثلث سكان الكوكب للتعرض سنويا إلى أجواء حارة، كالتي تشهدها الصحاري في فصل الصيف، بحلول 2070.

في تقرير “مؤلم”، قالت صحيفة فايننشال تايمز إن 3 مليارات نسمة من إجمالي عدد سكان العالم المتوقع بحلول 2070 والبالغ 9 مليار نسمة، سيتعرضون لدرجات حرارة تعادل درجات الحرارة في المناطق الأكثر سخونة في الصحراء وفقا لبحث أجراه علماء من الصين والولايات المتحدة وأوروبا.

ومع ذلك، فإن التخفيضات السريعة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، يمكن أن تخفض إلى نصف عدد الأشخاص المعرضين لمثل هذه الظروف الحارة.

وما تزال أعمال قمة المناخ “COP26” جارية حاليا في مدينة غلاسكو الأسكتلندية، وسط انتظار من جانب المنظمات الأممية، عن خطوات جادة تعلنها الدول المشاركة، وأبرز الملوثة للجو، لخفض الانبعاثات الضارة في الهواء.

وتنقل الصحيفة عن تيم لينتون، مؤلف مشارك في الدراسة، وهو متخصص في المناخ ومدير معهد النظم العالمية في جامعة إكستر: “الخبر السار هو أنه يمكن تقليل هذه التأثيرات بشكل كبير، إذا نجحت البشرية في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري”.

ويسلط التقرير الضوء على الكيفية التي يعيش بها غالبية البشر في نطاق ضيق للغاية، لدرجة الحرارة السنوية من 11 درجة مئوية إلى 15 درجة مئوية (52 فهرنهايت – 59 فهرنهايت).

ولاحظ الباحثون أنه على الرغم من جميع الابتكارات والهجرات، فقد عاش الناس في الغالب في هذه الظروف المناخية لعدة آلاف من السنين.

قال البروفيسور مارتين شيفر من جامعة فاغينجين، الذي نسق البحث مع زميله الصيني تشي شو، من جامعة نانجينغ: “من المحتمل أن يمثل هذا المناخ حلم مئات ملايين السكان حول العالم بحلول 2070.

وتسبب الاحتباس الحراري في ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ عصور ما قبل الصناعة، وفق تقارير الأمم المتحدة. ومن المتوقع أن يصل هذا إلى 1.5 درجة مئوية في غضون 20 عاما، حتى في أفضل سيناريو للتخفيضات العميقة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وأشار لينتون إلى أن “كل درجة من درجات الاحترار فوق المستويات الحالية، تتوافق مع ما يقرب من مليار شخص يقعون خارج نطاق المناخ المناسب”.

ووضعت الدراسة واطلعت عليها العين الإخبارية، ثلاثة سيناريوهات مناخية مختلفة وثلاثة توقعات سكانية من قبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقريرها التاريخي لتقييم تغير المناخ.

السيناريو الأكثر تطرفًا

في ظل السيناريو الأكثر تطرفًا، ستصبح الولايات الجنوبية للولايات المتحدة أكثر سخونة بحلول عام 2070، لا سيما تلك الواقعة على حدود خليج المكسيك.

وستتحمل أمريكا الوسطى وطأة ارتفاع درجات الحرارة، حيث يعيش ما يصل إلى 20 مليون شخص في متوسط ​​درجات حرارة سنوية تبلغ 29 درجة مئوية.

بينما أجزاء كبيرة من كندا وألاسكا تحت الدائرة القطبية الشمالية ستشهد ظروفًا أكثر دفئا بحلول عام 2070. هذه المناطق الآن غير مأهولة إلى حد كبير ومن المتوقع أن تظل على هذا النحو دون أخذ الهجرة في الاعتبار.

كذلك، مناطق شاسعة من غابات الأمازون المطيرة في البرازيل، جنبً إلى جنب مع البلدان المجاورة، مثل بيرو وكولومبيا وفنزويلا، ستكون غير صالحة للعيش تقريبا بسبب الحرارة الشديدة بحلول عام 2070.

وسيتأثر حوالي 59 مليون شخص بهذه الظروف – أو حوالي 12 بالمئة من السكان المتوقعين للقارة في ظل السيناريو الأكثر تطرفًا.

وما يزال من الممكن أن تشهد مناطق شاسعة من الدول الاسكندنافية وشرق روسيا والدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ​​ارتفاعا في درجات الحرارة بما يصل إلى 5 درجات مئوية بحلول عام 2070 في ظل السيناريو الأسوأ.

ومن المتوقع أن يشهد سكان إفريقيا انفجارا سكانيا في جميع سيناريوهات المسار الاجتماعي والاقتصادي المشترك، حيث يتضاعف من 1.2 مليار إلى 2.4 مليار شخص تقريبا بحلول 2070، من المرجح أن تصبح نيجيريا، دولة جنوب الصحراء الكبرى، ثالث أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان بحلول منتصف هذا القرن.

هناك، سيعاني حوالي 81% من عدد سكان نيجيريا المتوقع البالغ حوالي 477 مليون نسمة، من درجات الحرارة القصوى هذه؛ فقد يجبر هذا أعدادا ضخمة على الهجرة ولكن من الصعب جدا التنبؤ به.