( واع ) تحاور السيد وزير البيئة د. جاسم الفلاحي: تدوير النفايات في العالم ..اصبح له مردودات اقتصادية !! وحرب المياه ستحل بالطرق الدبلوماسية ..


وكالة انباء الاعلام العراقي ـ واع / خالد النجار / بغداد
في عصرنا الذي نعيشه الان بات واضحا اهمية البيئة وفاعليتها في المجتمع ومنها العراق ،التي دمرت بيئتها منذ عام 2003 ولحد الان بشكل ملحوظ لايمكن السكوت عليه ! وكما هو معروف ان من اهم مظاهرَ( الاختلالِ البيئي في العالمِ) هو تلوث المواردِ المائيةِ وذلكَ بسبب الإفراط في استعمالِ الأسمدةِ والمبيداتِ، وتوجيهُ مجاري الصرفِ الصحي بالمدنِ ونفاياتُها الكيماوية نحو الأنهارِ أو نحوِ مناطقَ فلاحية ، كما ان للبحار والمحيطات في العالم العربي نصيب من التلوثِ وذلك بسببِ ناقلاتِ البترولِ الضخمة بالإضافة إلى المخلفاتِ الصناعيةِ والكيماويةِ والغذائيةِ لمختلفِ المصانعِ. كما يعرفُ العالم العربي بإنتاجهِ للمواد والمنتوجاتِ الاقتصاديةِ النفطيةِ التي تؤدي إلى نفثِ الغازاتِ السامة في الجو مما يزيدُ من حرارة الأرض وتغيرِ المناخ وهذا ما شهده العراق بشكل خاص في السنوات الاخيرة وكثرت معها امراض السرطان والرئة وغيرها من اخطر الامراض واكثرها فتكا !.. ( وكالة انباء الاعلام العراقي ـ واع ) حاورت الدكتور جاسم الفلاحي وزير البيئة المكلف بحقيبة وزارة البيئة بعد فصلها عن وزارة الصحة عن اهم الخطط والبرامج التي وضعتها الوزارة بهذا الخصوص .
ـ سؤالنا الاول للدكتورجاسم الفلاحي .. ماهو موقفكم اواجرائاتكم حول تدوير النفايات في العاصمة بغداد وباقي المحافظات العراقية واهميتها للبيئة وللاقتصاد في عصرنا الحديث اليوم ، ومخاطر النفايات الطبية من المستشفيات والمراكز الصحية وغيرها من المعامل والمصانع والتي يتم رميها وبعثرتها في العراء ؟! بدون ان يكون لها حسابات بيئية وصحية واقتصادية ومخاطر كبيرة جدا على بيئة وصحة المواطن العراقي ؟
ـ السيد الوزير د. الفلاحي يقول لـ ( واع ): كما تعرفون ان المواضيع البيئية متشعبة جدا، والقطاع البيئي هو قطاع قائد ورائد في موضوع التنمية المستدامة ، ونعرف ان العالم يهتم بها بشكل كبير،والاهتمام ياتي جليا في كل مايتعلق بالبيئة ومشاكلها ،ومنها المتغيرات المناخية وتاثيرها على اقتصاديات دول العالم وتاثيرها على الصحة العامة ، ومن الناحية الاجتماعية والاقتصادية، وحتى على الامن والسياسة ! وفيما يتعلق بقطاع النفايات ،انا شخصيا اؤكد لكم بان البلديات قد فشلت فشلا ذريعا في ادارة ملف النفايات! وصراحة ان استمرارادارة ملف النفايات وتدويرها بيد الدوائر البلدية سيكون خطرستراتيجي كبير!! وقد اصبحت النفايات اليوم تولى اهتمام كبيرا من دول العالم والتي بدات تعتبره جزء مهم ضمن اقتصادياتها من خلال ( تدوير النفايات ـ جمع وفرز) والتوجه الدولي لاستخدام الطاقات الصديقة للبيئة الخضراء هو توليد الطاقة من النفايات !
ـ ويضيف الدكتور الفلاحي : اذكر بان مدينة اسطنبول كانت من المدن التي تنتشر فيها النفايات بشكل كبير ومؤثر للبيئة والصحة للمواطنين ، ولكن السطات البلدية انتبهت لهذا الموضوع المهم واتخذت قرارا بجلب الشركات المختصة لاحتواء النفايات وتدويرها واستخدام مخلفاتها في الطمر الصحي لتوليد غاز الميثان ، واكثر من 40% من مدينة اسطنبول تم توليد حتى الكهرباء من النفايات ؟! هكذا اذن 40% من الطاقة الكهربائية لهذه المدينة الكبيبرة جاد حيث يصل عدد سكانها الى 15 مليون نسمة الى تولد من النفايات ؟! ونحن كوزارة بيئة مختصة ندعوا الى ادارة رشيدة ومتكاملة للنفايات ، لايمكن ان تقوم بها دوائر القطاع العام ، ونعتقد بان تمكين القطاع الخاص لادارة هذا الملف وفق اسس ومعاييروادخال شريك دولي لادارة هذا الملف ، وقد عملنا ولمدة 3 سنوات عن طريق لجنة امر ديواني مع ( امانة بغداد ) وفي حدود امانة بغداد لادارة هذا الملف ووصلنا الى نتائج ممتازة جدا حول توليد الطاقة ،وطرحنا هذا الملف للاستثمار! ولكننا ومع الاسف الشديد وجدنا بان هذا المف ( ضاع في ادراج امانة بغداد )! و( اجهض عمل هذه اللجنة ؟!) والان هناك توجيه من قبل السيد رئيس الوزراء لاعادة تفعيل عمل هذه اللجنة ، وانا اؤكد لحضرتكم بان اللجنة كانت مهنية جدا وفيها خبراء دوليين ايضا ، وفوجئنا بان شركات من الصين والولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والمانيا وتركيا قدمت عروض مغرية جدا ؟! لجهة استثمار المخلفات والنفايات لانتاج طاقة نظيفة ، وكما اشرت ان العروض كانت مغرية جدا بهذا الاتجاه !
ـ واكد الدكتور الفلاحي لـ ( واع ) : انا شخصيا وبصراحة اقولها قد عملنا ولمدة 3 سنوات واستكملنا مسودة قانون( النفايات المركز الوطني لادارة النفايات ) وانا اعتقد بالقين كاحد المختصين في هذا المجال يجب ان يسحب ادارة ملف النفايات من الدوائر البلدية !! فمنذ تشكيل الدولة العراقية في عشرينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا لم يفلح قطاع البلديات في ادارة ملف النفايات !؟ ولم يشهد اي تطوير مع الاسف الشديد ،انا اليوم كوزيروادافع كي يرفعوا النفايات ،! ولابد ان ادفع لهم !فتخيلوا المواطن البسيط كيف يتصرف !؟ وهذا موضوع مؤلم بصراحة ،ولاحظوا اصحاب المحلات في الدول الاخرى فان التنظيف يتم( ليلا )! ونحن وفي وقت الدوام الرسمي وفي ذروة العمل ، وبصراحة فان قطاع النفايات الان يسيطرعليه الان في العراق ( النباشة !!) وهم عبارة عن مجموعات مختصة ومشاكل هذا الـ ( النبش)! اكثر مشكلة نعاني منها الان ليس الروائح والانبعاثات الغازية الكريهة فقط بل يتعداها الى حرق هذه النفايات ليستخلصوا منها ( الالمنيوم والفافون ) الذي ينتفعون منه ؟! وان حرق هذه النفايات بهذه الطريقة بلا شك سيولد مخلفات وغازات سامة تؤثر على حياة وصحة الناس .
ـ ويؤكد الدكتور الفلاحي لـ ( واع ) : لدينا خطوات ممتازة وهو ( قانون المركز الوطني لادارة النفايات ) الذي يقوم اساسه على الاستثمار الامثل وان يكون خارج ادارة البلديات ؟! وقد تم استكمال مناقشته في مجلس الدولة ، والان احيل الى مجلس الوزراء تمهيدا لاحالته الى البرلمان القادم! وكما اشرت فقدعملنا خطوات ممتازة في هذا الملف المهم الذي يحمل تراكمات لاكثر من مائة سنة ! ونحتاج فعليا لرؤية مختلفة تماما ، ولكن تطبيق الرؤية الجديدة ستواجه التحدي مثل كل شئ جديد يدخل في البلد، ولاحظنا ماذا حصل في موضوع اللقاحات الخاصة بكورونا وبرز من يعارض ذلك ومن يقف معها؟! لذلك نجد بان الافكار الجديدة بحاجة الى عقول جديده تتعامل معها بشكل واعي وايجابي..وبصراحة نحن كجهة بيئية مختصة متاثرين كليا بهذا الجانب ،ولدينا دائرة مختصة في الاعلام والتوعية وقمنا بحملات كبيرة في التوعية وخاصة في انشطتنا لانقاذ (نهري دجلة والفرات ) من المخلفات ويرمى في النهر اكثر4 مليون متر مكعب صرف صحي في هذين النهرين ، وسابقا كان لدينا ايرادات مائية جيدة وهي التنظيف التلقائي كلما زادت كمية المياه الواردة كلما كان التنظيف سهلا وفاعلا بشكل كبير.
ـ واضاف الدكتور الفلاحي لـ ( واع ) : ونتيجة لقلة الايرادات المائية التي تاتي من المصادر فان ذلك تسبب بثبات الملوثات وارتفاع نسبتها وقلة الايرادات المائية فقد تغيرت نوعية المياه وبالنتيجة فان ردهات الطوارى تستقبل يوميا العشرات من الحالات لامراض الجهاز المعوي والالتهابات المعوية ، خصوصا لكبارالسن والاطفال ،واؤكد لكم نحن نعرف التداعيات الخطيرة لاستمرارعدم معالجة هذا الملف بحكمة على حياة المواطنين وصحتهم !
ـ سوالنا الثاني.. وماذا عن موضوع شحة المياه وحرب المياه من قبل تركيا وايران على العراق ماهي الاجراءات وماهي الحلول لمعالجة ذلك ؟ وهل سيبقى الحال كما هو عليه الان ام ان هناك حلولا جذرية وفاعلة من قبل الحكومة ؟!
ـ الدكتور الفلاحي يجيب لـ ( واع ) : بالامس كان لدينا اجتماع مع السيد وزير الموادر المائية ، ونحن ولمدة 3 سنوات نعاني من سنوات جفاف مع تقدم انخفاض معدلات التساقط المطري ، ونعتقد بان السيناريوهات القادمة مزعجه جدا !؟ ومشكلة العراق القادمة والخطرة جدا هي ( الجفاف)!؟ وهناك تراجع هائل جدا في ايراداتنا المائية ! من الجانب الايراني قطع كامل من كل الايرادات المائية ومن نهر( الكرخة والكارون ) مع 40 رافد قطعت بالكامل ؟!! ولايصب في شط العرب على الاطلاق تماما !! باستثناء رميهم مخلفات الصرف الصحي لمخلفات معمل السكر، وهذا بالتاكيد ادى الى انخفاض مستوى نوعية المياه ايضا ودخول اللسان الملحي ويعني ذلك بان ( شط العرب اليوم لم يعد نهرا )؟! نعم ولم يعد مصدر للمياه العذبة للبساتين التي كانت تروى منه ؟ ووصلت فيه نسبة الملوحه الى 10% وهذه مؤلمة جدا لنا ؟!
ـ ويضيف د. الفلاحي لـ ( واع ) : لايوجد الان ايرادات مائية من دجلة والفرات بعد ان يلتقيان في شط العرب ،اضافة الى الايرادات المائية من الجانب التركي التي تراجعت هي الاخرى الى اقل من الثلث ! كما كثر بناء السدود التركية ،واخر سد كبير افتتحته تركيا هو ( سد اليسو ) وهو سد عملاق ،وهذه دول المنبع تعمل مع عدم وجود اتفاقية دولية ملزمة تضمن حق العراق في المياه وحصصه المائية وفق ذلك ، ولدينا وفد تفاوضي ووفق الطرق الدبلوماسية ايضا ،وقد حصل تقدم الان من الجانب التركي لتفهم الوضع المائي ، كما نحتاج نحن ايضا في اعادة النظر في سياستنا لاستخدام تقنيات جديدة وخاصة في الارواء ،وان 90% من مياهنا تذهب الى الزراعه ،والمشكلة بان الزراعه لم تحقق من هذه النسبة الاكتفاء الغذائي ونحن نستورد ،وعلينا ان نختار ايضا هوية البلد هل هويتنا زراعية ؟ اذاكانت هذه النسبة تحقق الامن الغذائي ولانستورد الخضروات والفواكه كما هي الحال الان ، واذا لم تكن هوية البلد زراعية فلتكن صناعية مثلما فعلت دولا اخرى واوفر هذه المياه ، واعتقد بان الورقة القادمة ستكون المياه !!
ـ مضيفا لـ ( واع ) : تعرفون هناك مشكلة سد النهضة مابين اثيوبيا ومصروالسودان ،والذي احيل الى مجلس الامن الدولي ،واعتقد بان الحوار الدبلوماسي الهادئ وتعزيز الجانب الفني للوفد التفاوضي كفيل بانهاء هذه المشاكل مع تلك الدول .
ـ سؤالنا الرابع .. وماذا عن موضوعة التجريف والحزام الاخضر الذي يجب ان يحيط العاصمة بغداد وضواحيها ودواخلها وحتى ازقتها وشوارعها وساحاتها ومشكلة الجفاف المصطنع والمقصود هو قتل مئات الالاف من اشجار النخيل والبساتين ، وعدم الاهتمام بالزراعة الخضراء في المدينة وقطع المئات بل الاف الاشجار والنباتات المختلفة بسبب البناء العشوائي سواء للدور او المعامل والمصانع والمعارض والمكاتب التجارية ، ومع وجود مياه وفيرة سواء نهر دجلة او الفرات وقطع المياه بقصد عن البساتين لغرض تحويلها لاراضي سكنية ومجمعات ومولات ! فماذا تقولون عن ذلك ؟؟
ـ الدكتور الفلاحي يؤكد لـ ( واع ) : بلا شك ان وزارة البيئة تقع من مسؤوليتها هي التشجيع على الحزام الاخضر او الغطاء النباتي والتشجير،والحفاظ على المناطق الخضراء ، والتصميم الاساسي لمدينة بغداد كما هو معروف فقد تم التجاوز عليه ، لان التصميم الاساسي يضم الكثير من المساحات الخضراء، لان تصميم بغداد يشبه تصاميم الدول الاوربية وهي 60% للبناء و40 % للمناطق الخضراء ! وكل بيوتنا كانت تحتوي على حديقة والتي تضم انواع الاشجار والزهور وعطر القداح والنارنج يفوح منها في المواسم،وبصراحة اقول بسبب الزيادة المفرطة بعدد السكان في العاصمة بغداد وارتفاع اسعار الاراضي فيها لجات العوائل الى ان تجعل من هذه المساحات داخل الدور السكنية مكانا لمحلات ومشتملات ولم تبقي شبرا للمساحة الخضراء فيها ؟!
ـ واضاف الفلاحي : هناك ايضا تجاوزات واعتداءات على المناطق الخضراء من قبل جهات وهي الطبقة السياسة وجعلت الامرالواقع ؟؟!! اما تجريف البساتين على مراى ومنظرالدوائر البلدية بدون اية خطوة وهذا عمل مؤسف جدا ، واوكد لحضرتكم بان هذا الموضوع ولاهميته قد تم طرحه امام انظار السيد رئيس الوزراء حيث اوعز سيادته بايقاف تحويل ( جنس هذه الاراضي )! والتي كانت تتم من ( خلال مافيات ) !! والتي تقوم بحرق النخيل من خلال القاء الكازعليها وحرقها! ويقول المسوؤلين الزراعيين بان هذه الارض الان لاتصلح للزراعه والموارد المائية تقول لاتوجد حصة مائية لها ،!؟ وبالنتيجة يحولون ( جنس هذه الاراضي من زراعية الى تجارية ) باعتبارها قاحلة ! وهكذا تحول الى مشاريع او يتم تقطيعها وبيعها على اساس اراضي سكنية ، وهذا مالمسناه في مناطق ( الدورة ) ومناطق اخرى وهي تعتبر المتنفس لاهالي بغداد ، وبصراحة هذا امر معيب جدا بما يحصل للبيئة العراقية .
ـ واكد الفلاحي لـ ( واع ) : اذكر في احد المرات قمت بتوجيه فريق عمل اعلامي بتوجيه ومتابعه شخصية مني لتغطية هذا الموضوع وخاصة عند ملاحظتنا الشفلات وهي تجرف النخيل ، وبعدما وجه فريقنا لوقف هذه العمل الاجرامي بحق البيئة والتربة فقد منعت هذه القوة الماسكة للارض ( عمل فريقنا ) كي تظهر بشاعه هذه الجريم التي يحصل لبيئتنا وترابنا ! ولمن نلجا ؟! وهكذا وجه السيد رئيس الوزراء ( يمنع منعا باتا تحويل جنس الاراضي الزراعية الى تجارية ) !؟ ولاي غرض كان وقد كان لهذا القرار اصداء جيدة جدا في ايقاف التجريف والتجاوز في تلك الاراضي والبساتين التي اشرتم اليها ؟!

ـ سؤالنا الخامس .. وحول ملف الالغام والمنفلقات والمتفجرات في حدود العراق منذ اعوام طويلة ولحد الان ، هل انتهى ملف الالغام في العراق ام لا؟
ـ اجاب الدكتور الفلاحي لـ ( واع ) : ملف الالغام يقع ضمن مسوؤليتنا ولدينا برنامج شوؤن الالغام الوطني وهو برنامج سلمي ، وهناك اتفاقية دولية حاكمة وعندما نقول حاكمة اي ان جميع الاتفاقيات الدولية هي طوعية لاتلزم البلدان بشئ ! باستثناء الاتفاقيات الحاكمة والتي يترتب عليها عقوبات والتزامات والعراق وقع على هذه الاتفاقيات ،ونحن ملتزمين بشعار( عراق خال من الالغام ) !وخاصة بعد ان خاص العراق حربا لمدة 8 سنوات وعدم استقرار امني وتحدي ارهابي كبير مع عصابات داعش والتي تعتقد بان استخدام سلاح العبوات واشراك المخادعة والالغام هو سلاحها الامضى بايقاع اكبر عدد من الضحايا البشرية !؟ واليوم العراق اعلى بلد في العالم في معدل التلوث بالالغام والعبوات الناسفة ـ ولدينا امتداد الحدود العراقية الايرانية ومناطق مهمة في محافظات العراق البصرة وميسان وديالى والسليمانية ملوثة بالالغام ! ووزراتنا بالتعاون مع المنظمات الدولية ، ويؤسفني ان اقول بانه لايوجد دعم حكومي لبرنامج شؤون الالغام في العراق ،والاعتماد فقط على الدعم الدولي كما اشرت !!
ـ ويضيف الفلاحي لـ ( واع ) : كما نعتمد على المنظمات التي تعمل بشكل طوعي لازالة الالغام ريعي غير ربحي ! من اجل المساعدة في رفع الالغام ، وقد بذلنا جهودا كبيرة في هذا المجال وخاصة بعد الحرب مع داعش وتحرير المناطق من براثنهم ؟ وموضوع الالغام شائك ومعقد ولدينا خرائط مسح لكل متر من ارض العراق ، ونمتلك رؤية واضحة جدا في هذا المجال ، وكما تلاحظون في الشاشة التي امامكم بان برنامج ازالة الالغام في العراق ( يحدث كل ساعه )! ومن خلال مراكزنا في مركزالجنوب ومركز الوسط ومركزالشمال وهي تعمل بالتنسيق مع منظمة الامم المتحدة لشوؤن الالغام ، وهناك شركات ومنظمات وطنية تحمل التفويض لذلك ! ولايمكن لاية جهة ان تعمل في العراق مالم تحمل التفويض بذلك من دائرة شؤون الالغام في وزارة البيئة العراقية ، وقد رفعنا شعارعام 2018 سيكون عام العراق خال من الالغام ، ولكن ومع احداث ارهابيي داعش واستخدامها للعبوات وتلوث مناطق كبيرة جدا من محافظات العراق وتطلب الامر التمديد لحين استكمال تنظيف المناطق المشار اليها لتكون خالية تماما من الالغام .
ـ ( واع ) .. وفي سؤال ومداخلة للدكتور سامي العبيدي رئيس الوفد الدولي حول البيئة وتحديدا بيئة محافظة البصرة ومناطق الزبير وهي ملوثة بالقنابل العنقودية والتي القيت بحاويات من خلال الطيران الحربي في حرب الخليج الثانية والثالثة البصرة التي دقت ناقوس الخطر ولابد من تلافي ذلك حيث شاهدنا باعيننا مايحصل بيئية في محافظة البصرة ثغرالعراق من تردي بيئي خطير، بالوقت الذي اعلن بان البصرة خالية من التلوث!! ولقد توجه الينا الكثير من المواطنين واطلعنا على البيئة هناك وتم تصويرها من قبلنا ،وماصلت اليه من خطر التلوث الاشعاعي ! وخاصة في مسالة ( احراق الغازات وانبعاثاته ) من حقول النفط ، كما بعث الاهالي برسالة حول متى يتخلص اهل البصرة من التلوث والسموم في محافظتهم ؟ واود ان اشير الى اننا خاطبنا السيد رئيس الوزراء حول انعدام الاهتمام لبيئة البصرة ومن خلال القنوات الاعلامية ، وتمكنا ومن خلال زميلنا المقيم في اوكرانيا وجلب شركة اوكرانية مختصة لمعالجة هذا الموضوع الخطير مجانا وبدون ان يكلف الحكومة العراقية اية مبالغ !؟ كما ننقل للسيد الوزير تحيات وسلام اهالي البصرة..
ـ اجاب الدكتور الفلاحي لـ ( واع ) : نعم ماطرحتموه دقيق جدا وفعلا فان محافظة البصرة تشكوا من التلوث وفي منطقة الزبير تحديدا كانت منطقة ملوثة بـ ( القنابل العنقودية ) والتي القيت من خلال حاويات للطيران اثناء حرب الخليج الثانية والثالثة ، وان احد الشركات النرويجية التي تعمل في الجانب الانساني تم تجميع هذه المواد تمهيدا لتفجيرها ، بالرغم من سرقة البعض منها من جهات ، ولكن تم السيطرة عليها ، ونحن انهينا معاناة 3 عقود من التلوث الاشعاعي في محافظة البصرة والناتج عن استخدام اليورانيوم المنضب ! اثناء حرب الخليج الاولى ، كما تم ضرب مواقع في محافظة البصرة ونعرف جيدا بان مواضيع الاشعاع لها تاثير تراكمي على حياة وصحة المواطنين ، واستطعنا وبتوجيه من قبل السيد رئيس الوزراء حيث اعطانا مدة كامله نحن ووزارة العلوم والتكنولوجيا وهيئة المستشارين وجهاز المخابرات والامن الوطني ان يتم معالجة وتجميع كافة الملوثات في المناطق الملوثة بالاشعاع وتم نقل كافة المواد الى مواقع امنه للمحافظة على صحة الناس وبيئتهم ايضا ، حيث اغلقنا ملف التلوث الاشعاعي في محافظة البصرة .
ـ كما نبه الدكتور العبيدي لمشكلة بيئية اخرى في البصرة وهي مشكلة الانبعاثات وهل هناك بادرة امل او نرى النور في اخر النفق في موضوعة انبعاثات الغازات في حقل الرميلة بشكل رهيب ومخيف فاجاب عليها الدكتور الفلاحي بالقول لـ ( واع ) : نحن وبصراحة لانقف مكتوفي الايدي ولسنا نقيم في بروج عاجية وصدقا نحن نقضي معظم وقتنا في الخروج الى مواقع العمل الحقيقية وليست المكتبية ، وبالامس كنا عائدين من محافظة الموصل لمتابعة الاعمال هناك وايضا ذهبنا الى سنجار وكركوك لمتابعة اعمال وزارتنا، وقليلا مانجلس هنا في مكتب الوزارة فمواقع عملنا ميدانية بحته ! وخطتنا اليوم مع وزارة النفط حققت تطورا كبيرا لوجود وزيرمهني محترف فيها ،وباذن الله اذا استمرعملنا بهذه الخطة سيكون اخرموعد لحرق الغاز المصاحب هو عام 2026 وقد اعطينا وعدا بذلك ،كما لدينا مشاريع استثمار الطاقة الشمسية مع وزارة الكهرباء والنفط ، وهذه اول مرة ندخل في الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة واستثمار الغاز المصاحب لاستخدامه كغاز لتوليد الكهرباء والاستخدامات المنزلية ،كما اود ان اشير الى موضوع النفايات الطبية التي اشرتم اليها قبل قليل ،ولدينا مشروع ممول من منظمة الصحة العالمية، وباشرنا فيه في محافظة المثنى وفي محافظة النجف لانشاء وحدات معالجة ممولة دوليا لتفادي القاء النفايات السائلة الى المصادر المائية ،وانشاء وحدات خاصة لمعالجة النفايات الصلبة لانها نفايات خطرة يجب التعامل معها بحذر .. ـ
ـ سؤالنا السادس .. حول مشكلة الغازات المنبعثة في منطقة مجمع بسماية السكني ومخاطرمداخن معامل الطابوق هناك والتي تنتج انبعاثات دخانية كثيفة شبيهة بالغيوم وتصل الى حد تسببها باختناقات للمواطنين هناك وماهي سبل معالجتها كوزارة بيئة مختصة ؟
اجاب الدكتور الفلاحي لـ ( واع ) : نحن نعتبر هذا الموضوع في غاية الاهمية وقد اشرت قبل قليل الى ان مدينة بغداد مكتظة بالسكان ومع الاسف من المدن التي تم تصنيفها كمدن سيئة العيش !! وان معدل تلوث الهواء في بغداد عال جدا !؟ ونفتقر الى بنى تحتية تتناسب مع عدد السكان وماموجود من بنى تحتية في مجال الطرق والجسور والخدمات البلدية والصرف الصحي والمياه لـ( 3 ملايين فقط ) ولم يحدث تغيير نوعي في البنى التحتية لحد الان ،وهذا احد اسباب التلوث ، كما ان لدينا اكثر من 782 معمل طابوق ومركزة في هذه المنطقة بالذات وهي تعمل بالوقود الاسود وهو ثقيل ! وكثيف الكاربون وفيه انبعاثات هائلة جدا ، والمشكلة بان اكثر العاملين في هذا المكان ومعظمهم نساء واطفال ، وان التاثيرات الصحية مباشرة ستكون ضد جهازهم التنفسي بسبب لقمة العيش ، حيث يحفرون جفر ويضعون النفط الاسود فيها ومن ثم يشفطون هذا الطين والنفط ويضعونها في افران بدائية لحرقه وانتاج الطابوق، واخذنا على عاتقنا الاتفاق مع احدى الشركات العالمية لتزويد معامل الطابوق بمنظومات حرق صديقة للبيئة تعمل على الغاز ، واذا عملت على النفط الاسود فانها ستوفر لنا نصف الكمية المستخدمة وبدون انبعاثات للغازات الملوثة للبيئة ، ولكن وزارة الصناعه دخلت من جانبها في هذا الموضوع وقالت بانها مستعدة لتصنيع ذلك بامكاناتها الكبيرة حسب تعبيرها ؟؟!! وانها سوف تصنع ذلك ،ولكن ؟؟ ومع الاسف الشديد اجهض المشروع من قبلهم ايضا ؟!
ـ وانتهت جولة حوارنا مع الدكتور جاسم الفلاحي وزير البيئة الذي رحب بالوفد وبالحوار الخاص الذي اجري معه حول الواقع البيئي في العراق واكد على ضرورة التواصل الاعلامي لما فيه خدمة للوطن والمواطن ، وتجدر الاشارة الى ان وفد من رئاسة FIP-UN والشركاء الدوليين وهيئة المستشارين الصحافة الدولية الحرة كانت حاضرة في لقاء السيد وزير البيئة الدكتور جاسم الفلاحي المكلف بالصلاحيات الممنوحة للحقيبة الوزارية.. وتراس الوفد د. سامي العبيدي رئيس FIP-UN الصحافة الدولية الحرة وعضوية د. حيدر زويني رئيس وكالة العلاقات الدولية WORLD ID ،والدكتور محمود الصميدعي رئيس الوقف السني الاسبق المستشار الاول، والأستاذ خالد النجار المستشار الأول لشؤون الإعلام الدولي FIP-UN ،والأستاذ محسن الموسوي المستشار الأول لرئيس FIP-UN ، والست هيام حميد مستشار اول FIP-UN, WORLD ID والست عهود الخيكاني مستشار الأول لشؤون العلاقات العامة FIP-UN ..