واع / ( متى ينتفض المثقفون )

بقلم / سلام الساعدي

عندما اسدل الستار عن حقبة النظام الصدامي المقبور تنفس الشعب الصعداء  وصار يمني النفس بتحقيق ما فاتته من امنيات وتعويض ولو جزءٍ من الطموحات ،لا سيما وأن الاحزاب التي تصدت للحكم اسلامية حد النخاع ولهذا تعد نفسها هي الاولى والأفضل في تقديم الخدمات ،والاحق في تطبيق العدل والمساواة بين مختلف شرائح المجتمع .

الطامى الكبرى حين استولت تلك الاحزاب على مقاليد الحكم في البلاد ،اصيب المجتمع بصدمة كبيرة لا زال يتجرع مرارتها إلى الآن¡¡ فللأسف الشديد قد اوغل الأغلب الاعم منها بكل معاني الفساد والسحت ,فضلا عن التناحر والاقتتال فيما بينها مما انعكس سلباً على واقع أبناء شعبهم بمختلف شرائحهم  .

المثقفون هم بين اهم الشرائح التي ذاقت ما ذاقت من ظلم واضطهاد على يد ذلك النظام البائد _ باستثناء المطبلين والموالين _ إضافة إلى ما انظم اليهم من شباب واع ومبدع  في مختلف المجالات الثقافية الأدبية والإعلامية والفنية وغيرها .

حين أرادت تلك الاحزاب الالتفات إلى هذه الشريحة المثقفة في عام ٢٠١٢، كانت التفاتتهم خجولة ومعيبة بنفس الوقت من خلال تخصيص منحة سنوية قدرها مليون دينار اي ما يعادل (٨٣) الف دينار شهرياً ولم ينتابهم الخجل والاستحياء من هذا المبلغ الذي ينفقه أولادهم شهرياً وليس سنوياً على الكثير من كماليات الحياة غير الهامة وضرورية .

وفي عام (٢٠١٤) أرادت الحكومة آنذاك ان تزيد من أبواب فساد الاحزاب الحاكمة فابتدعت فكرة (التقشف) تقليص التخصيصات المالية الزائدة عن الحاجة _كما وصفتها في حينها _ فسارعت وبكل جراءة ووقاحة إلى شمول منحة المثقفين بالتقليص بل ايقافها تماماً.

واليوم _وبعد التي والتيا_ قررت الحكومة الحالية اطلاقها من جديد ولكن بتخصيص مالي اكثر خزياً وادهى عيباً من خلال تخفيض المبلغ الى (٦٠٠) الف ديار .

وبذلك اتضح جلياً ان تلك الاحزاب الحاكمة تصر على تجاهل شعبهم بكل شرائحه وأن كان من بينهم شريحة المثقفين من دون تخوف من ردت الفعل لأنها تدرك جيدا ان الطبقة المثقفة في بلادنا _مقارنتا بمثقفي بلدان العالم _ لم تنتفض يوماً لأي حق من حقوقها المسلوبة , والله من وراء القصد.