واع / تسريب الاسئلة القشة التي كسرت ظهر التعليم..!!

واع / تركي حمود

في كل دول العالم سواء الفقيرة أو الغنية أم النامية أو المتقدمة دائما مايكون التعليم من أول اولوياتها وعلى كافة الصعد المادية والمعنوية وهو بالتأكيد بعيد كل البعد عن السياسة ومزاجات الاحزاب المتحكمة في السلطة وهو الخط الاحمر الذي لايمكن تجاوزه في كل الاحوال الا عندنا في العراق فهو كالحصة التموينية التي لاتلقى اي اهتمام وتخضع للمضاربات والمزايدات والوعود مثل تصريحات وزير الكهرباء الذي جعل لنا “الهور مرگ والزور خواشيگ” خلال زيارته الاخيرة لمحافظة الديوانية التي وصفت بالمثمرة من باب المجاملات وتحقيق المكاسب ” الكرسوية ” لكنها في حقيقتها تصريحات لاترتقي للواقع بشئ حتى انها أعادت بنا الذاكرة وبحرقة لايام الشهرستاني الذي كان حينها يشغل منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وتصريحاته الشهيرة ” ان العراق سيصدر الطاقة الكهربائية الى دول الجوار خلال العام 2013″ ولكنه في نهاية المطاف غادر العراق ليتمتع بخيرات ماجناه منه في الخارج ويتركنا نندب حظنا العاثر …!!!

ان قضية تسريب الاسئلة الوزارية تعد اكبر تحدي يواجه الدولة اذا كانت هنالك دولة بالفعل تقدس التعليم وهي بمثابة “القشة التي كسرت ظهر التعليم” ، فالتصريحات وحدها لاتكفي واللجان لايمكن لها ان تعيد ثقة الاخرين بمنظومتنا التعليمية المهددة بالانهيار في ظل تلك التحديات التي جعلتنا محط سخرية بين دول العالم فبدايتها “كانت تغليس ” وبدليل ان تصريحات وزارة التربية في وادي وماجرى في وادي آخر وكأنهم في سبات طويل لايعلمون بماجرى ولم تكن خطواتهم بمستوى الحدث بل تبريرات غير منطقية حتى الطفل لايصدقها لانهم تناسوا ان العراقي ” مفتش باللبن ” فكان اعلان وزارة التربية عن تأجيل امتحان مادة الرياضيات للصف الثالث المتوسط يعود ” لأسباب فنية طارئة تخص أعمال التقويم والامتحانات” مخيبا للامال وكأن الخطاب موجه لعالم تعيش في العصر الحجري وهي لاتمتلك وسائل للتواصل والاتصال ، فيما جاءت تصريحات رئيس لجنة التربية النيابية لتطمئننا بأنها ظاهرة ليست وليدة اليوم بالقول” إن تسرب الأسئلة الوزارية بات ظاهرة تمارس في العلن، لا تقل عن الجرائم المخلة بالشرف” وهذه الطامة الكبرى اي ربما ستتكرر هذه الظاهرة مرةً اخرى ، اما السيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، فقد اصدر توجيهاً بتشكيل لجنة تحقيقية خاصة لإجراء تحقيق كامل في تسريبات اسئلة الامتحانات الوزارية وكان الاحرى بسيادته ان يصدر امراً بسحب يد المسؤولين في الوزارة أولاً ووضعهم تحت الاقامة لحين اكمال التحقيقات وإلا كيف تسربت الاسئلة ومن يقف ورائها وهي في حصن حصين اذن هنالك ايادي غايتها أكبر من ذلك وهو تدمير ماتبقى من تعليم يحبو لكي تعود بنا الى عصور الجهالة وتصبح شهاداتنا بالتالي لاقيمة لها ..؟؟؟

كنا نتمنى ومازلنا ان تكون ردة الفعل على الاقل موازية لشدة وقع هذه الكارثة خاصة وانها اصبحت قضية رأي عام وتهدد مصير جيل اصبح يعيش حالة من الاحباط لانه ترك الكتاب جانباً وبات يبحث عن الذين تسببوا في ضياع جهده ووقته بل ومستقبله ناهيك على انها تمس بسمعة العراق التعليمية فاليوم الكل ينتظر على أحر من الجمر نتائج التحقيقات التي نتمنى ان يكون اعلانها سريعاً وشفافاً مع كشف الجهات التي تقف وراء هذه الفضيحة ووضع حد لتلك المهازل التي قد لاتنتهي ..!!!