واع / ليس الا ….ليس قرارك ..ياشرار
واع/ خالد جاسم
*قالت العرب أن الرجولة والشجاعة صفتان عظيمتان، وهما من الصفاتِ التي تكمل بعضها في النهاية، فالشجاع يمتلك الرجولة الكافية لأن يتحدى الصعاب، ويكون صاحب قلب قوي لا يخاف شيئاً، وكان العرب قديماً ولا زالوا يفتخرون بهذه الصفات لأنّها تعبر عن قيمة الرجل أمام الناس، فبالمواقف الصعبة يعرف الرجل، وإذا كان صاحب البيت جباناً، واللص جريئاً، فالبيت ضائع لا محالة. فالشجاعة هي الصبر الجميل على الشدائد.
أستذكرت هذه الحقائق الراسخة في جدار ذاكرة التاريخ والمتجددة في كل عصر وزمان بعد أن سمعت أن الكابتن شرار حيدر ربما قرر عدم الترشيح لرئاسة نادي الكرخ الرياضي الذي يعترف الجميع أنه ولولا وجود شرار على رأس هرمه الأداري لما كتب له الصمود والثبات والأستمرارية في العطاء المزدان بالأبداع على مدى السنوات الماضية برغم كل الصعاب والتحديات بل والعواصف الضارية التي كان بعضها من صنع أجندات كانت طامعة وماتزال في الأستحواذ على مقدرات النادي العريق سواء لغايات رياضية أو سياسية أو تجارية . وبلا مبالغة كانت صدمتي شديدة بسماع خبر عدم رغبة الكابتن شرار في الترشيح مرة أخرى لرئاسة النادي الكبير وبغض النظر عن كل الأسباب والمسوغات التي قد تقف وراء هذا القرار طالما أدرك وأعرف جيدا أن شرار حيدر يبقى ذلك الرجل الفارس الشهم والشجاع الذي لن يترجل عن جواد المباديء والقيم النبيلة في الرياضة برغم كل المحن والشدائد التي مر بها وتربصت به شرا في كثير من الأحداث والمواقف . ومن هنا لم أفاجأ على الأطلاق بهذا السيل الجارف من مناشدات وتمنيات مختلف العاملين في الوسط الرياضي في رفض قرار شرار حيدر في التخلي عن مسؤولية قيادة النادي الكرخ في الأنتخابات المقررة لأدارته يوم الجمعة المقبل , ذلك أن الرافضين وأتساع مساحة معارضتهم ضد قرار حيدر يدركون تماما قيمة هذا الرجل وأهمية بل وضرورة أستمراريته في قيادة سفينة الرياضة الكرخية الى بر الأمان والنجاح كما هو عهده دائما كما يدرك الرافضون لرغبة شرار في التنحي عن الرئاسة عبر عدم تجديد الترشيح يعني ببساطة متناهية جدا أن الوسط الرياضي ليس على أستعداد وهو في ذروة السخط والرفض للكثير من الظواهر الشاذة والممارسات السلبية التي فاقمت البؤس الصريح في واقع الرياضة العراقية في تقبل خسارة شخصية مبدئية ورصينة وناجحة جدا في العمل الأداري وأكد صاحبها على مدى السنوات الماضية وفي مواقف وأحداث كثيرة أنه صاحب الصوت المدوي بالحق والمنتصر للظلم والرافض للباطل , وبالتالي فأن هذا الأجماع الذي هو بمثابة صك مفتوح الرصيد في بنك الحب الرياضي والأنساني لشرار حيدر الرياضي والأنسان هو في الوقت نفسه تعبير مبدئي ورسالة صريحة ومباشرة لشرار على أن قرار أبتعاده عن رئاسة نادي الكرخ هو ليس قراره بل هو قرار كل محب ومخلص وحريص على الرياضة العراقية وعلى شرار الأنصياع لهذا القرار أولا وأخيرا .
