واع / عقوبة الاطباء..بين الساخر والمعترض !


واع / مزهر كاظم النوفلي

  • اعترض كثيرون ومنهم من سخر من عقوبة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بنقل مجموعة من اطباء مستشفى الكاظمية الى الاطراف الذين لم يلتزموا بواجباتهم خاصة في ايام الخفارات الليلية. وادعى هؤلاء ان هذه اساءة لسكان اطراف بغداد لانهم فقراء ! واخرون قالوا لو قام السوداني بمعاقبة الاطباء بحجب العلاوة او تأخير الترفيعات بدلا من ذلك….الخ. ارى ان هؤلاء الاخوة حشروا هذه العقوبة في زاوية ضيقة جدا وألبسوها ثوبا غير ثوبها.فالعقوبة تأديبية مؤثرة لها ابعادها النفسية والاجتماعية على المعاقبين واسرهم واصدقاءهم ،كما انها لم تأتي بسبب عدم الكفاءة المهنية حتى يتصور هؤلاء انها استخفاف او استهانة بسكان اطراف العاصمة ..لقد تشجع عدد من المسؤولين بعد هذه العقوبة على اتخاذ عقوبات اخرى ولاسباب متعددة بحق بعض موظفيهم ومنها قرار وزير التجارة بمعاقبة احد المدراء العامين فيها.
  • اكيد ان اصلاح كل ماخربه الدهر بعد 2003 وتعاقب الحكومات غير المكترثة بتصحيح او البدء بمعالجة ما يمكن اصلاحه وبرغم عدم قناعتي بهذه الحكومات سابقها ولاحقها وسكوتها عن محاربة الفساد الذي هي جزء منه اضافة الى تأكيدي واصراري دائما على ان نظاما سياسيا بني على المحاصصة والطائفية والمناطقية لا يمكن اصلاحه اصلاحا جذريا بالترقيعات . ومع ذلك ان خطوة كالتي اتخذها رئيس الوزراء ووزير التجارة هي خطوات حملت من الجرأة المطلوبة ما يجعلنا نطمح الى تطبيق مبدأ الثواب والعقاب الذي لا بد منه في مجتمع تسوده الفوضى واللامباة واعتماد المسؤولين والموظفين الكبار على من يساندهم من الاحزاب او العشائر التي ينتمون اليها ويرون انفسهم في مؤمن من العقوبة و المساءلة.